يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
هناك الكثير من المصطلحات و التعبيرات و الكلمات التى نكثر من استخدامها فى حياتنا اليوميه ….
و من أكثر الكلمات التى اعتدنا ترديدها مرارا و تكراراً هى كلمة ” لو “
فتكون وليدة ذلك المشهد المشترك والمتكرر بيننا ، حين نبدأ حواراً طويلاً مع أحدهم و نتطرق فى الحديث عن حياتنا و ما آلت اليه و كم هى بعيدة كل البعد عما تخيلناه و تمنيناه و حلمنا به …
فتنطلق منا خلسة تلك التنهيدة الطويلة ، محملة بأحلام و آمال و طموحات عفا عنها الزمن …..
ليعقبها سرد لما يجوب بخاطرنا فنبدأه ب ” لو أننا فعلنا ذلك ، لو أننا قررنا هذا ، لو أن الزمان يعود بِنَا لبدلنا المسار” الى آخره من الجمل المطعمة بخيبة “لو” …
لماذا نفعل ذلك و نحن نعرف جيداً أن ” لو من عمل الشيطان ” …
و لماذا نضيع الوقت فى تمنى شىء نعلم علم اليقين أنه إفتراض غير وارد الحدوث ، إفتراض غير منطقى ، نحتاج الى إستحضار كل ما أوتى من الخيال العلمى لتحقيقه !!
و لماذا لا نبحث عن الحل البديل و نجد سبيلاً لدعوة أحلام الأمس الى الحاضر و نحققها …
فبدلاً من ان نعود نحن الى الخلف ، الى الماضي ..دعونا نعود آلى المستقبل …
على سبيل المثال ، أحياناً نلتحق بكلية ما، لدراسة شىء ما و يكمن شغفنا فى مجال آخر …
بمنتهى البساطة ، ماذا يمنع ان نبدأ الْيَوْمَ فى دراسة ذلك الشغف ، أو العمل به ، أو نتخذه فى أقل فرض كهواية ، كمتنفس لنا بعيداً عما يستنفد منا الحياة …
ربما تكون طبيباً و لكنك عشقت الموسيقى ، ممتاز ، تعلم الموسيقى ، تعلم اللعب على آله و اقض ساعات فراغك معها …
ربما تكون مهندساً و لكنك امتلأت حباً للرسم ، رائع ، تعلم الرسم ، أمسك بريشتك و ارسم ما يحلو لك …
ربما تكون محاسباً و لكنك تمنيت ان تكون كاتباً ، هنيئاً لك ، أمسك بالقلم و اكتب ما يطرأ لك ، دعه يأخذك بعيداً الى عالمك الخاص …
ربما ، ربما ، ربما ……
تعددت الأحلام المؤجلة لنا جميعاً ؟! نعم و ماذا فى ذلك !!!!
سيحين الوقت لها حتماً يوماً ما ، فقط ان أردنا ذلك بدلاً من أن نقضى الوقت المتبقى من العمر “نبكى على اللبن المسكوب” …
اقرأ للكاتبة :
المصحة ليست سوى الدنيا “المجنونه” التى نعيشها …