يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
ذكر فى حديث صحيح لرسول الله صَلى الله عليه و سلم ان ” أبغض الحلال عند الله الطلاق ” …
و برغم وصف الطلاق بأنه أبغض الحلال ، الا اننا نراه يتكرر كثيراً هذه الايام بشكل لم يعد مثيراً للدهشه …
و كأنه تجرد من عنصر المفاجأة ليصبح أمراً اعتدنا حدوثه !!!!
نراه يحدث بين زوجين حديثى الزواج و لم يمض على زواجهما سوى بضعة أشهر او سنه على الأكثر …
و نراه ايضا يحدث بين زوجين فى منتصف العمر بعد ان يكون قد مر على زواجهما بين عشر و خمسة عشر عاما …
و قد نراه بين كبار السن !!!!!!
و ذلك التفاوت فى المرحلة التى يحدث عندها الطلاق ، يجعلنا نستنتج ان الأسباب مختلفه و ان ما يدور خلف الكواليس فى كل حاله ايضا مختلف …
فى قصة ما ، نرى شاب و فتاه قد وقعا فى الحب فى سن صغيره و قررا الزواج ليتوجا تلك القصه الرومانسية الحالمه …
الا ان نظرتهم الساذجه له ، لا تتعدى طريقاً ورديا ، و كلاماً معسولا وموسيقى شاعريه وسهرا و سفرا وضحكا …
فى المجمل استمتاع أبدى بليال ملاح .
و سرعان ما يصطدما بواقع الامر و حقيقة ذلك الرباط المقدس …
و هو ان الزواج مشروع فى غاية التعقيد ، يحتاج لمجهود مضاعف من الطرفين لانجاحه …
يحتاج لنضج المشاعر و قبول الطرف الاخر بكل اختلافاته و القدره على التأقلم مع متطلباته …
يحتاج الى قوة تحمل وصبر واستعداد لمواجهة عقبات الحياه والتغلب عليها بعقل و حكمه …
ولانهم غير ناضجين ، يفشلا فشلا ذريعا و يرفعا فى الحال الرايه البيضاء و يحدث الطلاق بعد ان تتحطم امالهم على صخرة الواقع …
………………………..
و فى قصة اخرى ، نرى زوجين مختلفين فى كل شىء …
فى الشخصيات ، فى الطموحات ، فى الأحلام ، فى رؤيتهم للحياه ، فى نظرتهم للمستقبل …
ربما ايضا تلعب الماديات دوراً رئيسيا فى تلك القصه …
فيعيشا حياة فاتره ، ممله ، روتينية ، بارده ، تخلو من اى مشاعر ، اقرب ما تكون الى حياة الموتى !!!!!
وبرغم ذلك يعافرا يوما تلو الاخر ، فى محاوله بائسه لانجاح العلاقه ، من باب الحفاظ على البيت والإبقاء على استقرار الأولاد …..
و تظل العلاقه مثل لعبة شد الحبل ، تارة اقرب ما يكون للنهايه و تارة اقرب ما بكون للاستمرار ….
حتى يأتى اليوم المحتوم و يرفعا الرايه البيضاء و تنتهى القصه و يسدل الستار …
………………………..
و فى قصة ثالثه ، يحدث الطلاق بعد ان يكون قد مر بهما العمر و يكون لهما النفس الأطول من بين كل القصص …
ينفصلا حين ينهيا دورهما فى تربية الأولاد و يشعرا انهما بحاجة الى ذلك السلام الداخلى و التصالح مع النفس فى أيامهما الاخيره ….
و أى كانت القصه و كيف و متى تنتهى ؟!؟
يتبقى طرفا ثالثا فى المعادله ، تقع عليه اقسى العقوبه و هم الأولاد…
……………………………
قد يرى البعض ان استمرار الزواج بأى شكل من الأشكال هو أسلم و أأمن للأولاد ، فهو يضمن تربيتهم فى مناخ طبيعى وسط أب و ام و صورة مكتمله لعائله ….
و يرى البعض الاخر ان الطلاق لا يضر الأولاد بقدر الضرر الذى يقع عليهم من رؤية أب و ام لا يربط بينهما سوى مشاهد الخلاف المتكرره و النزاعات و الصراخ الدائم …..
حقا ، انه لامر محير ….
و ربما لهذا “انه أبغض الحلال “
اقرأ للكاتبة :