محمد النقلى يكتب: إصطباحه ” أوتاد فرعون ..2 ” ( مقال .. وقصيده )
قُلنا فيما قُلناه سابقاً بأن المجتمعات والشعوب ولاسيما قي منطقتنا العربيه .. هى المسئول الأول عن إنتاج .. وإفراز ” فرعون ” .. وأوضحنا .. أن فرعون سيظل موجوداً في كل زمان .. طالما إستمرت.. وأمعنت تلك المجتمعات في التآمر على نفسها .. بالجهل تارة .. و بالتواطؤ تارة .. وبالغباء أو الإستغباء .. كثيراً ، وذلك بإختيارها لفرعون .. ليحكمها .. ولذلك لم يكتفي القرآن بوصف فرعون بالجبروت والطغيان .. بل وصف أيضاً من أطاعوه .. وساروا في ركابه .. بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك عندما .. رضوا بإستخفافهِ .. أقول .. وصفهم القرآن .. بالفاسقين , وذلك عندما قال الله عز وجل .. “فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ“ (54الزخرف).. ولكن .. ماهى أوتاد أي “فرعون” في كل زمان ؟
إن الباحث في جذور هذا الأمر سيجد أن أول أوتاد وأركان حكم أي فرعون تبدأ من إختياره ليقود ويحكم .. فلا هو يملك مقومات الحاكم أو القائد .. ولا من يختاره لديه المعايير الصحيحه لهذا الإختيار ، بل هناك أمور أخرى تحسم ذلك الأمر .. فمن وجهة نظري المتواضعه .. نجد إن هذا الفرعون يتمتع فقط .. ودوناً عن أقرانهِ .. بذكاءٍ حاد يقترب من ” البهلوانيه “..ذكاء “الحاوي” الذى لم .. بل ولن يفرغ جرابه أبداً من الألاعيب والحركات التي يخدع بها عقل وبصر كل من حولهِ.. وبنفس القدر من البهلوانيه وشغل الحواه .. نجد على الجانب الآخر .. أن من أوصلوه إلى سدة الحكم والقياده .. يلتحِفوا الفقر والمرض .. و يفترسهم الجهل إفتراساً .. يختاروه ليحكم .. يصفقوا .. يهللوا .. يهتفوا بإسمه .. وهكذا حتى يصل الأمر إلى حد التقديس والتأليه – والعياذ بالله – وبذلك يغرس فرعون أول أوتاد حكمه ، ويثبت أول ركن من أركان سلطانه .. عن طريق مُكْره وذكاؤه .. وجهل وغباء الآخرين .
أما عن ثاني تلك الأوتاد فنجد “البطانه” .. تلك الحفنة من المساعدين والمستشارين .. الذين يختارهم فرعون من أهل “الثقه” .. وليس ” الكفاءه والخبره ” .. فمن الضروري أن يكون كل الملتفين حوله أهلاً لثقته .. ويأمن جانبهم .. ليس مهماً أن يتمتعوا بقدرٍ من الكفاءة والخبرة .. بل يجب أن تفيد التقارير الأمنيه عنهم .. بأنهم أهلاً لثقة السيد فرعون .. وليذهب بعد ذلك كل شئٍ إلى الجحيم .. فلنا أن نتخيل ماذا ستفعل تلك البطانه بالناس .. وبفرعون نفسه .. وهى غير مؤهله لشغل مواقعها !! .. لقد رأينا وسمعنا الكثير من حكاوي التاريخ عن مثل تلك البطانه الملتفه حول الحاكم .. والتي شكلت حاجزاً صلداً بين الحاكم والمحكوم .. لتصبح هى الحاكم الفعلي للشعوب والأمم .. وتصير خطراً داهماً على الجميع .. فرعون .. ومن إختار فرعون ليحكم .. ولا يسعنا إلا أن نقول .. إنه ..
شعب أساء إختيار الحاكم .. وحاكم أساء إختيار بطانته .. والجميع ” فاسقين “ .. كما أبلغنا الله عز وجل في محكم آياتهِ .. والذي يدفع الثمن في النهايه هو ذلك الشعب الذي قرر .. وإختار .. وإتخذ من إستخفاف ” فرعون ” به .. نهجاً .. ودستور عمل .. وحياه .
” والحديث موصول .. مالم يُكتب للعمر إفول “
“إستقيموا يرحمكم الله “
بقلم .. محمدعلي النقلي
Elnokaly61@gmail.com
اقرأ للكاتب :