نانسى فتوح تكتب : السينجل مازر
نتفق جميعاً أننا رغم مشاكلنا ورغم تأخرنا في معظم المجالات عن الغرب إلا أننا نتميز عنهم بقيم وأخلاق وعادات وتقاليد ودين يمنع الزنا واختلاط الأنساب .
ولكني أتساءل .. هل أصبحنا نتبنى إثارة موضوعات غريبة عن مجتمعنا العربي وعاداته وتقاليده ودينه وقيمه؟
هل أصبحنا نستورد أسوأ مافي الغرب بغض النظر عما إن كان سيتفق مع مبادئنا الشرقية التي تميزنا عنه؟
هل أصبحنا نحارب العرف والدين ، ونتنصل من مبادئنا بإسم الحرية ونتبنى أفكار من الممكن أن ترسخ بين الشباب لنتنازل شيئاً فشيئاً ويختلط علينا الحلال بالحرام؟
ولكن دعونا نتفق على شيء أنه ما بين الزواج العرفي والحلال والحرام والحرية الشخصية، ومابين العادات والتقاليد وإنتقادات المجتمع ومهاجمته لها ووصفها بالزانية… إلا أن النتيجة المخزية هو وجود طفل مجهول النسب..!
وكما أفتى العلماء بتحليل الزواج العرفي ، لكنه زواج يهدر جميع حقوق المرأه ، زواج يضيع حق الإبن في إثبات نسبه والاعتراف به بعد أن يكون الرجل أخذ شهوته من المرأه ..
إضافة إلى أن هذه الفتوى يمكن أن تكون معبراً يستغله أي شاب وفتاة للوصول إلى نزواتهم المؤقتة.
“هدير” ليست بمجني عليها لإدعمها، بل هي من جنت على نفسها، هي من حللت لنفسها هذا الزواج الذي يرفضه الدين والمجتمع .. “هدير” هي من وضعت نفسها في هذا الموقف وهذه الأزمة.
ولم تكتف بذلك فقط ولكن المثير للجدل أنها قامت بنشر صورها هي ومولودها بعد عملية الولادة، وهي فخورة بنفسها لأنها أتت بهذا الطفل على الحياة، رغم عدم اعتراف والده به، تحت هاشتاج “سينجل مازر” أدعموا هدير..!
عندما نلقي الضوء على موقف السيدة “مريم العذراء” التي ذكرها الله في كتابه، ومجدتها الكتب السماوية، والتي قالت ” أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا”، السيدة مريم التي نفخ فيها الله من روحه وأنجبت نبي الله عيسي بأمر من ربها، لما جاءتها طلقات الولادة قالت : ” يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا” ، تمنت الموت رغم أن ما تحمله ليس جرماً أو خطيئة إنما هدى ورحمة للعالمين .. إنها السيدة “مريم العذراء” التي أتت بالطفل إلى أهلها ولما بدأوا في معاتبتها لم تستطع نطق كلمة واحدة من حياؤها وخجلها من موقفها وأشارت إليه، فنطق النبي في المهد ولم تقل بكل جرأه أنه نبي الله أنا لست مذنبة، بل أشارت إلى النبي ولم تنطق بكلمة واحدة.
أردُت فقط بذكر موقف السيدة مريم أن أوضح ما هو الإيمان وما هو الخلق والحياء، وليس للتشبيه إطلاقاً ولكن للإقتداء.
ولا أشير هنا إطلاقاً إلى ضعف المرأة ولكن أشير إلى حياؤها وخشيتها من فعل الكبائر وعدم تقبلها لمعصية الخالق عز وجل.
أشير إلى قوة المرأة وعفتها وقدرتها على الحفاظ على نفسها.
أشير إلى المرأة التي كرمها الله في كتابه والتي أمر الرسول بالرفق بها، المرأة التي كرمها الإسلام بنزول سورة في القرآن الكريم بإسمها ألا وهي سورة “النساء.”
ولكن لا أعلم أي زمن نحن نعيش فيه .. تنتشر فيه الكبائر تحت شعار الحرية الشخصية ..
وتحت شعار أن جميعنا بشر معرضون للخطأ والصواب، دعمها البعض ووصفوها بالشجاعة لتمسكها بطفلها وعدم قتله، وطلب منها البعض عدم النظر لكل التناقضات وأمور السب التي تواجهها والتركيز في قضيتها لتتمكن من إثبات حقوقها وإثبات نسب طفلها..!
فـ إلى أي منحدر أصبحنا الآن وإلى أي قاع سنصل؟
تخلينا عن ديننا ومبادئ مجتمعنا وقيمنا وأخلاقنا، حتى أصبحنا نواجه الجميع بخطيئتنا وجُرمنا تحت شعار الحرية الشخصية…!!!
لست رجعية ولا متخلفة، ولكنني لي دين وأعلم جيداً تعليماته ونواهيه، لا أنكر أنني بشر أخُطئ وأصُيب ولكنني لا أجهر بذنبي علناً ثم أطالب الجميع بدعمي!
أنا لا أحاسبها إطلاقاً لأن الله هو وحده من يحاسب عباده، لكنها بعد أن أعلنت قضيتها علننا أصبح من حقي أن أبدي رأيي بالنقد أو بالتأييد.
هذه الحالة ماهي إلا تشجيع على “السوشيال ميديا” بانتشار ظاهرة وإنشاء جيل من الأمهات التي يطلق عليهم ” سينجل مازر” وتشكيلها في هيئة أم قوية مكافحة شجاعة ، واجهت مجتمعها بيد قوية وحافظت على روح قبل أن تكون مصيرها الشارع.
يجب علينا أن نحسم القضية ، ونوقف هذه الظاهرة الفاضحة قبل أن تصبح من الصعب السيطرة عليها.
يجب علينا أن نفرق بين مايطلق عليه “السنجل مازر” وبين “الأم الطاهرة العفيفة” التي طُلّقت أو أصبحت أرملة، وحافظت على وليدها بالزواج الشرعي لتبقى عليه بكل فخر دون مساعدة أحد .. تلك هي الأم القوية البطلة التي تستحق أن تكون الأم المثالية، والتي يجب أن ندعمها ونفتخر بها أمام “السوشيال ميديا” .
فلا … لدعم “الزواج العرفي” أو “السينجل مازر” حتى لا يكون جواز ومعبر لكل خطيئة وتشجيع للرذيلة.
اقرأ للكاتبة :