محمد النقلى يكتب : إصطباحه ” الثمن .. “

  ” إن بعض الظن إثم .. ” ونحمد لله الذي لم يجعل  “كل” الظن  إثم ، وإنما جعل بعضه فقط ..

من المتفق عليه أن إنتفاضة المصريين في 30/6/2013 ضد ما كان من جماعة الإخوان طوال فترة حكمهم والتي إستمرت عاماً .. والحمدلله إنها لم تتجاوز العام .. أقول .. أن تلك الإنتفاضه كان من شأنها بعثرة ولخبطة ماكان مخططاً .. لتنفيذ مشروع ” برنارد لويس″ المستشرق الأمريكي الجنسيه ، البريطاني الأصل ، اليهودي الديانه ، الصهيوني الإنتماء .. ذلك المشروع الذي ينتهي إلى تفكيك البلاد العربية والإسلامية .. ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا .. إستناداً إلى تفكيك الوحدة الدستورية لجميع الدول العربية والإسلامية .. وتفتيت كل منها إلي مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية .. وأوضح ذلك بالخرائط التى تبين التجمعات العرقية والمذهبية والدينية والتى على اساسها يتم التقسيم ..

    تبنى الأمريكان ذلك المشروع .. فوافق الكونجرس الأمريكي عليه بالإجماع في جلسة سرية عام 1983م .. وتم تقنينه وإعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية المستقبلية وهى الاستراتيجية التى يتم تنفيذها بدقة وإصرار شديدين .. بدأت بإشعال حرب الخليج الثانيه .. حتى تستطيع الولايات المتحدة تصحيح حدود “سايكس بيكو” ليكون متسقاً مع المصالح الصهيوأمريكي .. ولعل ما يحدث حالياً ومنذ ذلك الوقت .. فى المنطقة من حروب وفتن يدلل على هذا الأمر .

   المهم .. دخل المشروع كما قلت حيز التنفيذ .. منذ حرب الخليج الثانيه ، وربما قبل ذلك بسنوات .. عندما اشتعلت الحرب العراقيه الإيرانيه .. والتي إستمرت ثماني سنوات .. ونتج عنها .. مانتج .. وعندما جاء وقت الإستحقاق الأخير لمشروع ذلك الصهيوني “لويس″.. وهو ماسمى ” بالربيع العربي ” .. وتولي جماعات الإخوان السلطه في تونس ، ومصر ، وغيرهما .. وكان منهم .. ماكان .. إنتفض المصريون كما ذكرت وأطاحوا بهم .. وبعثروا أوراق ذلك المشروع الحلم .. فوقف مخطط التقسيم عند حدود ” مصر ” .. ولكن ..

  هل تم القضاء على ذلك المخطط بالكامل ؟ .. هل تخلت أمريكا والصهيونيه العالميه عن حلمها بشرق أوسط جديد .. تسوده ، وتتزعمه ، وتقوده ” إسرائيل ” ؟

    الإجابه .. وبدون الكثير من الإجتهاد وإعمال العقل .. وبدون أدنى شك هى .. لا .. لم يتم القضاء على ذلك المخطط .. كل ماهنالك .. إن ماحدث في 30/6 هو الكشف عن الوجه القبيح .. والقبيح جداً .. للولايات المتحده الأمريكيه .. وأطماع إسرائيل التوسعيه وتحقيق حلم ” من النيل إلى الفرات ” والأهم من ذلك هو الكشف عن ضعف الصف العربي ، والقوميه العربيه ، .. إلى أخر شعارات وهراءات .. ستينيات القرن المنصرم .. لأن ماحدث فعلا على أرض الواقع .. وسنظل جميعاً نعاني منه لسنوات طويله جداً قادمه  .. هو تقسيم العراق .. وليبيا .. والسودان .. وضياع اليمن .. وهاهى سوريا .. يُكتب دستورها الأن في روسيا .. أى ضياع .. بل قل .. فناء إرادتها بالكامل .. ولكن .. لم .. بل ولن تتخلى أمريكا والصهيونيه العالميه عن حُلمها في شرق أوسط تتزعمه إسرائيل .

  حسناً .. وماذا بعد ؟ .. إذا إتفقنا على كل أو بعض ماسبق .. فلابد أن يكون في جراب وجُعبة ” الحاوي ” .. البديل .. أو مايسمى بالخطه ” B ” لتنفيذ المشروع الحُلم .. خصوصاً في ظل غياب إراده وتنسيق عربي لمواجهته ..

  في هذا الصدد .. ومن منطلق .. ” ليس كل الظن .. إثم ” دعونا نطرح بعض التساؤلات والإستفسارات حول كثير .. أو بعض الأحداث والمواقف التي حدثت بالفعل خلال الثلاث سنوات الماضيه .. أو بالأحرى والأدق  بعد 30/6 ..

هل كان موقف المملكه العربيه السعوديه .. ومعها جميع دول الخليج .. الداعم لمصر دبلوماسياً وإقتصادياً بعد 30/6   كان ” ثمنُّه ” ..

– توريطها في حرب الحوثيين باليمن .. والتي لا أحد يعلم متى ستنتهي .

– إنخفاض أسعار البترول .. والتي تعتمد عليه السعوديه إعتماد كلي في تنمية إقتصادها

– الإتفاق النووي الإيراني .. وفك الحصار الإقتصادي الذي كان مفروضاً عليها .. ومن ثم تنهض إيران .. كقوه في مواجهة النفوذ السعودي في الخليج والمنطقه .. والنفخ في ” كير ” الصراع السُني / الشيعي .

– إستنزاف الكثير من أموالها في الصراع السوري/السوري .. وجرها إلى شبه مواجهه أيضاً .. مع إيران هناك .

– سن قانون ” جاستا ” الأمريكي .. والذي أقل مايفهم منه هو ” إبتزاز ” المملكه .

كل ذلك كان من شأنه أن تلجأ المملكه .. ولأول مره في تاريخها .. إلى طلب الإقتراض من البنك الدولي .. وإيقاف الشحنات البتروليه الشهريه المتفق على توريدها لمصر .. وفتور العلاقات السعوديه / المصريه على هامش الخلاف حول الجزيرتين ..

هل كان ذلك .. ليس المقصود منه المملكه تحديداً .. وإنما المقصود منه ” فك ” تحالفها .. ومن وراءها دول الخليج العربي .. مع مصر .. لتقف مصر وحيده وفي ظل ضعف مواردها الإقتصاديه الحاليه .. تواجه مصير لايعلمه إلا الله .. ومن يخطط لذلك ؟؟؟

هذا من جانب .. وفي جانب آخر .. نجد هناك أحداث أخرى متزامنه مع ماذكرناه ..

 – سقوط .. أو بالأحرى .. “إسقاط” الطائره الروسيه في سيناء .. في وقت كانت العلاقات الروسيه/المصريه في طريقها إلى أن تأخذ شكل ” التحالف الإستراتيجي ” .. ويترتب على تلك العمليه الإجراميه .. وقف الرحلات السياحيه الروسيه .. وتبعها في ذلك العديد من الدول الأوربيه .. مما ترتب على ذلك إنخفاض العائد ” الدولاري ” .. ودخول مصر في أزمه . وعودة علاقتنا مع الروس إلى المربع رقم …..

 – اللغط الذي حدث حول صادرات مصر من المحاصيل الزراعيه .. محاوله اخرى لضرب العائد ” الدولاري “

 – إكتشفت شركة ” إيني ” الإيطاليه حقلاً للغاز يُعد من أكبر حقول الغاز في العالم .. وهو حقل ظُهر في المتوسط .. وتمرالعلاقات المصريه / الإيطاليه بأزهى فتراتها .. وتكاد وجهات النظر بينهما تتقارب حول الصراع في ” ليبيا “.. فجأةً .. يُقتل ” ريجيني “.. ويعتري تلك العلاقات الثنائيه مايعتريها الآن من فتور .

( ملحوظه : هناك تسريبات حاليه حول تورط المخابرات البريطانيه في كلاً من حادث سقوط الطائره الروسيه .. وكذلك مقتل الإيطالي ” ريجيني ” .. مما أدى إالى إستقالة مسؤل الإتصالات بالمخابرات البريطانيه ” روبرت هانيجان ” والذي لم يمر على تعيينه عامين )

أليس كل هذا .. يدعونا إلى إحياء وإعمال وتنشيط ” نظرية المؤامره ” .. ونحن نحاول أن نربط بين كل ما ذكرناه وحدث فعلاً ..  لنخرج بصوره واضحه إلى حدٍ ما .. فيما يحاك من حولنا وضدنا .. ؟ .. فنتيجةً لكل ماحدث .. يصبح إقتصادنا على حافة الهاويه والإنهيار .. وفجأةً أيضاً .. يلوح في الأُفق .. ” المنقذ ” .. والذي سيأخذ بيدنا ويساعدنا ” لوجه الله ” .. صندوق النقد الدولي .. يا الله !! ليوافق على منحنا قرضاً قيمته 12 مليار دولار على دفعات خلال 3 سنوات .. هو الأكبر من نوعه خلال الخمسين سنه الماضيه !!

  وبما أن فكرة أو نظرية ” المؤامره ” قد أفاقت من مرقدها بداخلي .. دعوني أتساءل مرةً أخرى .. بعد أن نتفق على إن ما ذكرته وحدث خلال الثلاث سنوات الماضيه .. لم يكن صدفة أو ترتيب قدري .. وإنما هو ” مخطط ” بكل ماتحمله الكلمه من معنى .. دعوني أتساءل .. هل كان المقصود هو ” قفل ” جميع الطرق .. و إماتة كل الحلول  لحصارنا  .. ونلجأ بالتالي  إلى ذلك اللعين والمدعو ” بصندوق النقد ” ؟؟! لنستدين .. ونغرق في هم الدين حتى أُ ذنينا .. ليقع عبئ هذا الدين في النهايه على عاتق المواطن .. ومن ثم .. تزداد وتتسع الفجوه بينه وبين النظام الحاكم ؟ أم إلى تكرار الخطأ التاريخي .. للخديوي ” توفيق ” .. ونصبح دوله مفلسه .. فاشله ؟؟ وبالتالي يصبح من السهل .. والسهل جداً .. فرض وإملاء إرادة “الدائن” علينا  .. مع الأخذ في الإعتبار .. لايوجد ” مدين ” على وجه الأرض منذ آدم عليه السلام .. يملك إرادته ..

لا أملك في النهايه سوى أن أقول .. ” يا خوفي .. يا بدران “

” إستقيموا يرحمكم الله “

بقلم : محمدعلي النقلي

Elnokaly61@gmail.com

اقرأ للكاتب :

إصطباحه ” أوتاد فرعون ..3- الاخيرة ” ( مقال .. وقصيده )

 

شكرا للتعليق على الموضوع