ناصر اللحام يكتب : هكذا ارتمى نتانياهو بحضن ترامب
انتقد كبار المحللين الامريكيين تصريح دونالد ترامب حول القضية الفلسطينيية ووصفوه أنه جاهل ولم يستعد جيدا، وقال اي كلام دون معرفة حساسية الصراع ، وحتى البرامج الساخرة لم توفره وجلدته بسياط النقد. وخصوصا حين قال لنتانياهو اذا اردتم دولة واحدة جيد واذا اردتم دولتين فأنا موافق، ووصفوه انه ساذج .
كما أدلى كبار المحللين الاسرائيليين بدلوهم بحثا عن أسرار في بئر زيارة نتانياهو للرئيس الامريكي دونالد ترامب .
وفي هذا الاطار حاول المحللون الاسرائيليون كل جهدهم خفض سقف التوقعات الممكنة من هذا اللقاء. وبين حل الدولتين وحل الدولة الواحدة ظهر سيناريو ثالث وهو الانفصال الاسرائيلي عن الفلسطينيين دون اي اتفاق معهم. وهي نفس الخطوة التي نفذها شارون من قبل في قطاع غزة .
المحلل في القناة الثانية اودي سيجل قال إن نتانياهو يحاول أن يظهر انه جمهوري أكثر من الحزب الجمهوري نفسه، وهي طريقة ليست مضمونة النتائج مع الامريكيين. بل ان نتانياهو لن يستطيع بعد اليوم ان يشكو على الرئيس ترامب امام الكونغرس الامريكي الجمهوري لأن ترامب نفسه من الحزب الجمهوري وبالتالي فان هوامش الخطأ عند نتانياهو، ومجالات الاختلاف ستكون اقل بكثير من ايام حكم الرئيس اوباما .
من جهته المحلل أمنون رابينوفتش قال إن ترامب تعلم الدرس على جلده منذ البداية حين قامت محكمة فدرالية بابطال قرار الهجرة الذي اعلنه، وسيعلم ترامب لاحقا ان امريكا دولة مؤسسات ومحاكم وانه يستطيع فقط ان يكتب 40 كلمة على تويتر وهذا هو مجال حريته الوحيد. اما القرارات فهي شيء مختلف تماما ولها ميزان مختلف .
واسهب امنون رابينوفتش في التحليل فقال: هناك فرق بين ترامب ونتانياهو ، لان نتانياهو صاحب تجربة في الحكم وسياسي يعرف العالم وموازين القوى اما ترامب فهو رجل اعمال جاء الى البيت الابيض ولا يملك اية تجربة .
من جانبه المحلل للشؤون الخارجية جيل تاماري، فقد قال : ان خطة نتانياهو السرية التي سيحاول ان يفاجئ نتانياهو من خلالها هي السلام الاقليمي اولا ، وان السلام مع الفلسطينيين يأتي لاحقا . ولكن هذه الخطة فيها عوار كبير لان دول الخليج التي يعول عليها نتانياهو في هذه الخطة لن تجرؤ على الخروج من خزانة المقاطعة او البوح بالرغبة .
اما المحلل ايهود يعاري فقال : ان وزراء اليمين المتشدد من امثال نفتالي بينيت وغيره يتعاملون مع البيت الابيض انه صار ( بوفيه مفتوح ) يستطيعون ان يدخلوا وقتما يشاءون ويأكلوا قطع اللحم المشوي، ولكن هذا الاعتقاد سخيف . فالامر ليس كذلك ، ولن يستطيعوا ضم معاليه ادوميم او مثلها دون موافقة امريكية وتنسيق مسبق .
وحذر يعاري، رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو من تقديم نفسه وكأنه شريك ايدولوجي لترامب لان هذا محفوف بالمخاطر وسيجر الويلات على اسرائيل لان المؤسسات الامريكية نفسها ترفض افكار ترامب وهذا يشكل خطرا ان تخسر اسرائيل الجبهة الداخلية الامريكية .
وفي الحد الاقصى لا يملك ترامب في النهاية الا ما قدمه بوش الابن لارئيل شارون وان يسمح له ببناء المستوطنات داخل الجدار .
وقد اجمع المحللون الاسرائيليون ان الفلسطينيين انفسهم – مثال صائب عريقات – لا يرغبون الان في حل الدولتين وسوف يستغلون اي خطأ للمطالبة بدولة واحدة على الفور .
اقرأ للكاتب :
منشور كل ٤٦ ثانية يُكتب في اسرائيل ضد العرب