“كركوك” تعود للصدارة في الصراع بين “بغداد وأربيل”
“الصراع المؤجل”، هذا هو عنوان الوضع الراهن بين مناطق الحكم الذاتي في إقليم كردستان وبين الحكومة الاتحادية في بغداد، فقد لعب تنظيم “داعش”، دورًا كبيرًا في تأجيل نزع الفتيل واشتعال الصراع.
ومن الواضح أن طول فترة الحرب ضد التنظيم، وتفاقم الأوضاع الاقتصادية في أربيل وبغداد، خلق نوعاً من الغضب المكبوت والذي بدأت تباشيره تطفو على السطح، وتمثل ذلك في الاحتجاجات التي نظمتها الأحزاب الكردية في”التأميم”، تنديدًا بتباطؤ حكومة العبادي في تنفيذ عدد من المصافي النفطية بالمحافظة، وأمهلت تلك الأحزاب “بغداد” أسبوعاً لتنفيذ الاتفاقية.
وتعليقًا على الوضع الحالي، أكد طارق محمود، مستشار البرلمان الإقليمي في كردستان، أن هناك مشاكل بين بغداد والإقليم، فيما يتعلق بمستحقات محافظة كركوك “التأميم”، التي هي جزء من أرض كردستان وتعرضت للتغيير الديموغرافي.
وأضاف جوهر في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، أن المواطنين والأحزاب الكردستانية بقيادة الاتحاد الوطني، نظموا احتجاجات خلال الأيام الماضية بسبب تباطؤ الحكومة الاتحادية وتراجعها عن التزامها بالاتفاقية الموقعة مع محافظ “كركوك” بإنشاء عدة مصافي للنفط في هذه المنطقة لتلبية احتياجات المواطنين فيها، ولهذا قام المواطنين والأحزاب بمنع تصدير النفط من عدة حقول في المحافظة.
وأوضح جوهر، أن “الأهالي والأحزاب أمهلوا بغداد أسبوعاً من أجل تنفيذ الاتفاقية الموقعة مع محافظ كركوك، وقد تغاضى مواطني الإقليم عن “تقاعس الحكومة الاتحادية” خلال الفترة الماضية، نظراً للظروف التي تمر بها البلاد من الحرب على تنظيم”داعش”، ومازال البيشمركة متواجدين في المناطق المحررة، من أجل توفير الأمن والأمان للمواطنين في المناطق المحررة وتيسير عودة النازحين لها، ولم تشارك قواتنا في المعارك الحالية لتحرير الجانب الأيمن، وهذا وفقاً لاتفاق الموقع مع الحكومة الاتحادية”.
وعلى الجانب الآخر قال الخبير العسكري قصي المعتصم، أن “ما يحدث الآن هو نتيجة التنازلات التي قدمتها الحكومة السابقة، عندما أراد المالكي في العام ، 2010أن يستمر في رئاسة الحكومة فترة أخرى، عرض على حكام كردستان استغلال نفط “كركوك”، مقابل وقوفهم بجواره في الانتخابات من أجل البقاء مدة أخرى في رئاسة الحكومة، ووضعت في الدستور المادة 140 تم تخصيصها للأراضي المتنازع عليها، وحلم الأكراد بكركوك كان كبيرًا جدًا، لأنهم بلا كركوك ليس لديهم أي موارد، وكركوك بها مخزون نفطي بعادل 5%من مخزون العالم”.
وأشار المعتصم إلى أن نفط كركوك من النوع الجيد جداً، ولذا فالأكراد استغلوا ضعف الحكومة العراقية والتجاذبات السياسية، وكركوك لم تكن ضمن اتفاقية الحكم الذاتي التي منحت للأكراد، وكركوك هي خليط من التركمان والعرب والأكراد، وسيكون هناك صراع مرير بين تلك الجهات خلال الأيام والشهور المقبلة.
سبوتنيك