مرشحون للانتخابات الفرنسية: أردوغان خطر على الديمقراطية

شن مرشحون للانتخابات الفرنسية هجوما لاذعا على سلطات بلادهم بسبب موافقتها على زيارة وزير الخارجية التركي للبلاد للترويج لحملة الرئيس رجب طيب أردوغان لتعزيز صلاحياته عبر الاستفتاء، معتبرين موقف الرئيس هولاند “فاضحا” مع أردوغان الذي “يمثل خطرا على الديمقراطية”.

وهاجم كل من اليمين واليمين المتطرف الفرنسيان والمرشح الوسطي للانتخابات الرئاسية الأحد السلطات الفرنسية لما وصفوه بالتسامح الذي رفضته ديمقراطيات أخرى، في إشارة إلى مواقف كل من ألمانيا والنمسا وسويسرا وهولندا بعد منعهم لتجمعات أردوغان الانتخابية.

وبعد منع الوزير التركي مولود تشاوش أوغلو من زيارة هولندا السبت، سمحت له السلطات الفرنسية بالمشاركة الأحد في تجمع في مدينة ميتز في شمال شرق البلاد أمام نحو ألف شخص في قصر المؤتمرات، تلبية لدعوة جمعية محلية.

وفي كلمته التي نقلتها مباشرة شبكات تلفزيون تركية، هاجم الوزير التركي هولندا ووصفها بأنها “عاصمة الفاشية”، وهو تعبير سبق أن استخدمه أردوغان خلال الأيام الماضية بعدما منعت لاهاي زيارة تشاوش أوغلو.

ودعا الوزير التركي مواطنيه إلى الموافقة على مشروع تعديل الدستور لتعزيز صلاحيات الرئيس التركي خلال الاستفتاء المقرر في السادس عشر من إبريل.

وردا على هذه الزيارة والتجمع كتبت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن تغريدة قالت فيها “لماذا علينا أن نتسامح على أرضنا مع أقوال ترفضها ديموقراطيات أخرى؟ لا نريد حملات انتخابية تركية في فرنسا”.

وحسب فرانس برس، اتهم مرشح اليمين فرنسوا فيون الرئيس الاشتراكي فرنسوا هولاند بـ”الابتعاد بشكل فاضح عن التضامن الأوروبي” لأن تجمعات تركية عدة مماثلة ألغيت خلال الأيام الماضية في ألمانيا والنمسا وسويسرا وهولندا.

وقال فيون في بيان “كان لا بد من اتخاذ موقف مشترك إزاء الطلبات التركية، وكان من الأفضل لو منعت الحكومة الفرنسية تنظيم هذا التجمع”.

ووصف المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون تصريحات أردوغان بـ”غير المقبولة”، مضيفا “على بلادنا ألا تقبل بأن يحصل أي انفلات على أراضيها ولا أي هجوم على ديموقراطيتنا أو على حلفائنا وقيمنا”.

وقال في الإطار نفسه المرشح الاشتراكي للانتخابات الرئاسية بنوا آمون أن “دور فرنسا لا يقضي بأن نمنع نقاشا رغم خلافاتنا مع أردوغان”، قبل أن يضيف “إلا أن على تركيا أن تعود إلى المنطق، وعندما تقرر ألمانيا أو هولندا عدم الترخيص لقيام تجمع فإن المقارنة مع النازيين لا يمكن تبريرها بأي شكل”.

وفي السياق نفسه قال المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية هنري غينو أنه ما كان على فرنسا أن توافق على إقامة هذا التجمع، معتبرا أن الرئيس التركي “خطر على الديموقراطية والسلام في العالم”، وفقًا لما نقلته “سكاي نيوز عربية”.

أما وزير الخارجية جان مارك إيرولت فقد اعتبر أن هذا اللقاء في ميتز يأتي في إطار احترام “حرية التجمع” ودعا إلى “التهدئة” بشأن الأزمة بين هولندا وتركيا.

وشكر أردوغان الأحد لفرنسا سماحها بزيارة تشاوش أوغلو وهنأها لأنها “لم تقع في الفخ”.

ويعيش في فرنسا نحو 700 ألف تركي أو فرنسي من أصل تركي بينهم 160 ألفا في شرق البلاد. وهناك 70 ألفا منهم تسجلوا على اللوائح الانتخابية التركية ينتخب منهم عادة نحو 60%.

شكرا للتعليق على الموضوع