قصة كفاح امرأة لم تتوج بلقب “الأم المثالية” بالدقهلية

الدقهلية – محمد شادى

السيدة كمال عبدالرحمن ٦٢ عاما، من مدينة بنى عبيد بمحافظة الدقهلية، تستحق هذه المرأة وصفها بـ «امرأة بمائة رجل» لما تحملته من معاناة ليس في تربية أبنائها فحسب، ولكن في كيفية الحصول على قوت يومهم المتمثل في قطعة أرض زراعية لا تدر عائدًا مرضيًا، إلا أنه بالصبر ومواجهة التحديات استطاعت هذه السيدة أن تتغلب عليها وتقوم بتربية أبنائها الأربعة في صمت لم يشعر به سوى المقربين منها.

ذهب موقع “التلغراف” إليها، وقابل ابنها الأسطى محمد عبدالغني، ٣٠ سنة، حاصل على دبلومة عامة في التربية، يروى لنا قصة كفاح والدته.

9

يقول محمد: «قصة كفاح والدتي بدأت عندما توفى أبى عبدالغني السيد المتولي منذ ٢٧ عامًا تقريبًا في عام ١٩٨٩ وكان والدى حافظًا للقرآن، كان عمرى وقتها سنتين وكان أكبر أشقائي وقتها عمره ٨ سنوات.

تحملت أمي أعباء المعيشة، وصمدت بعد وفاة أبى حتى نجحت في تربيتي أنا وإخوتي الثلاثة السيد ٣٦ سنة حاصل بكالوريوس تربيه نوعية قسم إعلام تربوي، وإبراهيم ٣٢ سنة حاصل على دبلوم تجارة، وناعسة ٣٤ سنة حاصلة على دبلوم تجارة، حتى أكملوا تعليمهم رغم الظروف الصعبة التي واجهتها وإصابتها بمرض السكر».

وتابع «أمي سيدة لم تنل حظها من التعليم، تزوجت مثل كل البنات كان زوجها يعمل بالزراعة أنجبت أربعة أولاد وتوفى زوجها بعد صراع طويل مع المرض، ولم يترك لها شيئًا من حطام الدنيا سوى منزل مكون من غرفتين وقطعة أرض صغيرة، أرادت أن تعلم أولادها وبالفعل قامت بتربيتهم أفضل تربية كان بعض الناس يقولون لها أخرجيهم من المدرسة وخليهم يتعلموا صنعة، ولكنها رفضت وأصرت على تعليمهم كانت تقول بالحرف الواحد ولادي لازم يتعلموا وما يطلعوش زيي متعلمتش.

من ناحيتها أكدت الأم «السيدة كمال عبدالرحمن» أنها رغم الظروف التي أحاطت بها منذ أكثر من ٢٥ عاما إلا أنها ظلت تكافح وتتعب من أجل أبنائها ورغم هذه الأعباء الثقيلة التي لا يتحملها أحد إلا أنها كانت ترى سعادتها في إسعاد أبنائها والوقوف معهم جنبًا إلى جنب.

وأضافت أنها الآن ترى ثمار تربية أبنائها بعدما تخرجوا وحصلوا على شهادات وبعضهم عمل بأماكن متميزة، وقامت ببناء منزل لأولادها يليق بهم بالتعاون مع أبنائها الذين ساعدوها بعد تخرجهم وحصولهم على أعمال مناسبة وكذلك أثناء دراستهم. وأشارت إلى أنها الآن تجنى تلك الثمار من وجود أبنائها بجوارها.

شكرا للتعليق على الموضوع