ناصر اللحام يكتب : الرجل الأحمر والعين الحمراء… وقافلة الجمال يقودها حمار
سوريا تحترق والجميع يصب الزيت
في اتّون الازمة التي يعيشها نتانياهو والتي كادت اكثر من مرة تعصف به عن سدة الحكم، بقي امام نتانياهو خيارين: الاول انتخابات مبكرة وهو الامر الذي رفضه حزب الليكود وباقي احزاب الحركة الصهيونية والمستوطنون، والاحتمال الثاني هو افتعال حرب.
وعلى لائحة الاهداف الحربية يتوفر الخيارات التالية: غزة- لبنان- ايران- سوريا، دون ان ننسى التهديدات المتكررة للهجوم على السلطة وتدميرها، وهي خيارات حقيقية بالنسبة لنتانياهو.
فكرة الانتخابات المبكرة اختفت من اسرائيل حاليا، الا اذا ظهرت لائحة اتهام ثقيلة تقصف عمر نتانياهو السياسي، ويبدو ان قيادة حرب اسرائيل وبايحاء من نتانياهو وتلفيق من المخابرات والاستخبارات، قامت باختلاق ملف الكيماوي السوري بشكل سينمائي واستخدمت كل حيلها لتوريط الادارة الامريكية، وهي النظرية المعروفة التي تقول ان امريكا جمل يقودها الحمار الاسرائيلي.
ومع التدخل الروسي والايراني في سوريا، شعرت اسرائيل انها تخرج من المولد من دون حمص، فزادت زيارات نتانياهو ووزير حربه ورئيس اركانه الى موسكو، وحاولوا المستحيل ليكونوا جزءا من اللعبة دون جدوى، فبدأت اسرائيل بشن غارات مباشرة على سوريا، يرافقها حملة اعلامية وامنية دولية كبرى ضد السلاح الكيماوي السوري، ما يذكرنا باللعبة التي نفذتها اسرائيل ضد العراق واقناع امريكا ان الجيش العراقي يملك نووي وسوف يستخدمه ضد اسرائيل، ما ادى الى احتلال العراق وتدميره بالكامل، واحراقه بشكل مستمر بعد نهب ثرواته وخيراته التي لا تحصى.
واليوم يتكرر السيناريو مرة اخرى، وبدأ العالم بالتفاعل مع الامر باعتبر انه ملف حقوق انسان، دون ان ننسى انه وفي سوريا وقع نصف مليون قتيل بالنار والسلاح والسيوف، وتم تدمير مدن وقرى ومخيمات سوريا بشكل شبه كامل، ولم يتأثر البعض الا حين قيل ان هناك مئة طفل شهيد بالكيماوي، وهي عملية مسح دماغ اعلامي سيكولوجي محترف تتولاها امبراطوريات الاعلام الامريكي والصهيوني بما يخدم غاياتها.
الكيماوي قصة لن تنتهي هنا، وان كانت محطات امريكية تؤكد ان الهجوم بـ 59 صاروخ “توماهوك” على مطار بسوريا، لا يعني حربا وانما رسالة لسوريا كي لا يستخدم الكيماوي مرة اخرى.
والاخطر في الامر ان لا احد يعرف من يمتلك الكيماوي، وان تقارير أمنية اسرائيلية كانت حذرت قبل اسابيع من احتمالية ان تكون خلايا داعش قد امتلكت قنبلة كيماوية وانها قد تستخدمها في اوروبا الغربية!!!
ماذا لو كان هذا صحيحا واستخدمت داعش قنبلة كيماوية ضد أهداف غربية؟ وكيف سيتغير وجه العالم حينها؟ ومن سيدفع الثمن؟ ومن سيقبض ثمن اللعبة؟
محللون يرون ان الضربة الامريكية لسوريا لمرة واحدة . وانها رسالة تهديد فحسب وسيتم تطويق الامر بعدما اظهر ترامب الاحمر العين الحمراء للعرب، ومحللون يرون ان هذه البداية فقط وقد تمتد نيران سوريا لتحرق الكثير من العواصم في الاشهر القادمة، وفي هذا منطق أكثر اقناعا.
اقرأ للكاتب :
الكعب العالي لا يرفع صاحب المقام المنخفض