نانسى فتوح تكتب : اتغيرنا .. ولا الدنيا اتغيرت ..
الحياة اليومية كتير بتاخدنا بظروفنا وانشغلاتنا، بحياتنا وكل مافيها، من أوقات حلوة بتمر علينا وأوقات كتير بتبقى صعبة، وبيمر علينا ابتلاءات وكتير بنتحط في مواقف.
ممكن تكون مواقف عادية وأحيانا بتكون صعبة، لكن اثناء الابتلاء الدنيا بتبقى أصعب وبتكون المشاعر كلها متلخبطة، يعني بالأصح في اللحظة الأولى بيكون مخك مشوش ومرتبك ومش قادر من صدمة الموقف إنك تفكر بالقرار الصائب السليم .
وهنا وفي اللحظة دي الوقت بيمر عليك بسنين، ولكن أثناء ده مش بننسى إن في من الأشخاص والمعارف والأصدقاء كل دول موجودين في حياتنا اليومية، هم موجودين فعلا لحد الموقف اللي انت بتتعرضله، وهنا بقى تبدأ الفلترة في حياتك وتبدأ بعد ماتهدى شوية وتقعد مع نفسك وتبتدي تعيد حساباتك ومراجعة أوراقك من أول وجديد وتتفاجئ إن في أسماء وأشخاص موجودين بالإسم فقط لكن مش موجودين فعلياً في حياتك،و لو تأملت في الناس لوجدت أن لهم طبائع كطبائع الأرض ..
فمنهم الرفيق اللين .. ومنهم الصلب الخشن .. ومنهم الكريم كالأرض المنبتة الكريمة .. ومنهم البخيل كالأرض الجدباء التي لا تمسك ماءً ولاتنبت كلأً ..
وإن الناس دي كانوا موجودين عشان روتينك اليومي فقط، لازم تقابلهم في الشغل أو الجامعة وتصبّح عليهم وتشرب الشاي وتفطر معهم.
وسبب تاني ان الناس دي مفروضين عليك بحكم القرابة أو المعرفة ولصلة الرحم، هم برضو موجودين بحياتك .
وفي أشخاص تالتة خالص بتعرفهم عن طريق شبكة التواصل الاجتماعي، بس في كل الوقت ده انت مش شاغل بالك بحكمك على الأشخاص اللي بحياتك لحد ماييجي الموقف الصعب اللي بيمر ييك، وهنا تبدأ الصدمة وتقف مع نفسك وقفة كبيرة وتراجع أوراقك من أول وجديد وتبتدي ترتب الأشخاص صح وتمسك موبايلك وتكنسل من حياتك ناس ملهومش مكان أصلاً في حياتك ولا حتى ليهم مكان ولا تعريف في فهرس الحروف الأبجدية.
بس خلي بالك الناس اللي هتحتفظ بيهم في قلبك دول هتلاقيهم قليلين جدا يتعدوا على الصوابع بس قيمتهم بتغلى وتزيد مع الوقت زي الدهب لإنه مابيتغير لا لون ولا جوهر لكن قيمته بتزيد.
يعني حافظ عليهم أوي لإنهم معادن نفيسة مابيتعوضوش ولا يتبدلوا و صعب تلاقيهم تاني في الزمن ده.
وكما قال الناظم:
اذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي … ألذ وأشهى من غوي أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمنـاً … أقر لعيني من جليس أحاذره
اللهم ارزقنا دائماً بالمعادن النفيسة ومصاحبة الاخيار .
اقرأ للكاتبة :
