احمد شاهين يكتب : معركة الكرامة والحرية من خلف القضبان

يجب أن يكون يوم 17/4 يوم عطلة رسمية استثنائية لإفساح المجال لكافة ابناء الشعب الفلسطيني بالخروج بمسيرات واعتصامات عارمة أمام مقرات الصليب الأحمر والامم المتحدة وتسليم رسائل تتضمنها مطالب الأسرى العادلة.

في السابع عشر من نيسان لهذا العام سيشرع أسرانا البواسل إضراباً مفتوحاً عن الطعام دفاعاً عن كرامتهم وحريتهم، معركة سيخوضها هؤلاء الأبطال بأمعائهم الخاوية رفضاً للممارسات الاسرائيلية التي تمارس بحقهم في باستيلات الاحتلال التي تهدف اذلالهم وتركيعهم، فمنذ الغزو الاسرائيلي لأرضنا الفلسطينية اعتقلت دولة الاحتلال ما يقارب المليون فلسطيني على مدار سنوات الاحتلال، فمنهم من استشهد نتيجة التعذيب ومنهم من أفرج عنه حاملاً في جسده أمراضاً نتيجة سوء التغذية وفقدان الرعاية الصحية الكاملة داخل الأسر، ومنهم ما زال خلف القضبان يصارع السجان وعنفوانه، فقد حان الوقت لأن يرى هؤلاء الاسرى شمس الحرية.

إن دولة الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل القوانين والمواثيق الدولية الخاصة بأسرى الحروب وتتنكر لحقوقهم المشروعة كالرعاية الصحية والغذاء والملبس وحسن المعاملة والاعتقال الاداري الباطل وعدم اعتقال الاطفال، وتتفنن في استحداث أساليب التعذيب والاهانة لآدميتهم البشرية، فاليوم يخوضوا أسرانا الأبطال معركة الحرية والكرامة وسط تضامن شعبي وفصائلي كبير إيماناً بحقهم المشروع في الحرية، وهذا يتطلب من عموم الشعب الفلسطيني وقيادته وفصائله الوقوف بجانب أسرانا بكل ما أوتينا من وسائل تضمن وصول مطالباتنا لمختلف المنظمات والهيئات الدولية.

اضراب يعلن عنه الأسير القائد مروان البرغوثي بالتفاف أسرى حركة فتح ومشاركة بعض الفصائل الوطنية لابد أن يكون نهايته النصر لأسرانا جميعهم لما له من معني كبير سيما أن كبار القادة الوطنيين هم من دعا لهذا الاضراب كالأسير القائد مروان البرغوثي وآزره رفيقه الأسير أحمد سعدات وباقي قيادات الحركة الأسيرة ويحمل في دلالاته رسائل وطنية تشجيعية لجميع الأسرى ولفصائلنا الوطنية والاسلامية بأن الوحدة الوطنية أقصر الطرق لدحر الاحتلال وهي صمام الأمان نحو تحقيق النصر، وهنا يأتي دور الفصائل الفلسطينية لفهم الرسالة الموجهة لهم من خلف القضبان بأن سيروا بشعبكم تجاه النصر عبر الوحدة الوطنية واعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد، رسالة خجلة تنبعث من خلف القضبان.

باعتقادي أن المطلوب اليوم هو حراك دبلوماسي وسياسي يوازي معركة الكرامة التي سيخوضها الأسرى

هذا الحراك يجب أن يُكثف في كافة المحافل الدولية لإيصال صوت الاسرى ومطالبهم الشرعية من اجل الضغط على دولة الاحتلال لتلبية هذه المطالب العادلة، وكذلك فإن للسفارات الفلسطينية دور كبير في إثارة قضية الأسرى في جميع أنحاء العالم أينما تواجدت هذه السفارات، وكذلك على الجاليات الفلسطينية دور كبير في مساندة الأسرى من خلال استفزاز الرأي العام العالمي، أما اعلامنا الفلسطيني فيجب أن يخصص برامج خاصة عن الأسرى بأوقات مختلفة ومنظمة ويتجنب قدر الامكان الحديث عن الانقسام ومساوئه بل يتركز الحديث عن عدالة قضية أسرانا الذين سيخوضون اضرابا عن الطعام.

سؤال لابد أن تكون إجابته شافية لصدور أسرانا وهو (ماذا لو انتصرنا لكم ولم تنصروا لنا بوحدتكم؟)

باعتقادي لو كانت الاجابة سلبية ستكون وصمة عار على جبين جميع الفصائل الفلسطينية!!

بقلم: أحمد يونس شاهين

اقرأ للكاتب : 

ترامب إلى البيت الأبيض على خطى من سبقوه

 

شكرا للتعليق على الموضوع