زايا …آلام امرأة
في رواية زايا للدكتورة ريم الصقر الصادرة عن مجموعة النيل العربية للنشر والتوزيع بالقاهرة تطرح الكاتبة العديد من الإشكاليات العميقة لعل من أهمها مسألة الجنسية، فلماذا دائما ما يطرح سؤال: من أي بلد أنت؟، كما تناقش الرواية موضوع الهوية، خصوصا في ظل هذا الانفتاح على الآخر، والابتعاد عن العادات والتقاليد التي وسمت مجتمعاتنا العربية بقطع النظر عن اسم البلد.
فالرواية من هذه الزاوية هي أبعد من مجرد تسليط الضوء على المصاعب التي تواجه المرأة العربية المثقفة، لتصبح المسألة أخطر من ذلك حين تترصد وتتبع حياة البطلة زايا، وهي تتعامل مع ثلاثة مجتمعات غريبة عنها، والدافع الذي جعلها تترك بلدها الأصلي، هنا يبرز مفهوم الصدام الحضاري، وكيفية التعامل مع الآخر، ومكانة المرأة في المجتمعات العربية ونضالها الدائم من أجل الحصول على كامل حقوقها، أمام سيطرة ذكورية، تحولت في الكثير من الأحيان إلى أغلال ما فتئت تزيد في تقييد حريتها.
عنوان الرواية “زايا” هو اسم بطلة القصة، في الأصل اسمها زاهية ولكن حين انتقلت إلى لندن صار الإنكليز ينطقونه “زايا”. والرواية هي محاولة جادّة من مبدعة واعدة للثورة على المفاهيم السائدة في مجتمع مازالت فيه المرأة لا تتمتع بكامل حقوقها، لذلك قرّرت الصقر أن تتحدّث عن هذا الموضوع، لأنها ضد أغلب المفاهيم الدارجة في حياتنا. وجاء على ظهر الغلاف “كنت مؤمنة بأنه لا يوجد في الحياة حب فاشل، ولكن هناك عشاقا لم يعتنوا بحبهم جيدا. فرحل الحب وتركهم. هكذا أقنعت نفسي. لم أدرك أن هناك حبا يمكن أن ينشأ في الظلام، وما إن يطاله النور حتى يحترق”.
وعن ظروف نشر الرواية، تقول الصقر “حقيقة لم أواجه صعوبة في نشر كتابي، ولكن المشكلة أني كنت مترددة في نشره، وكنت قلقة جدا عندما علمت أن روايتي البكر ستنشر ورقيا”
يذكر أن ريم الصقر صدرت لها قبل هذه الرواية، مجموعة قصصية بعنوان “بنات النعمة”، وهي تكتب المقالات في عدد من الإصدارات والدوريات العربية .