تعرف على خطةِ «ناسا» الخمسيّة التي تَضَعُ تفاصيلَ رحلةِ البشرِ إلى المرّيخ

ينوي العالَمُ إرسالَ بعثةٍ بشريّةٍ إلى المرّيخ، لكنَّ قابليّة تنفيذِ هذه الرحلةِ المريخيّة تعتَمِدُ على تكاليفِها. لذا يشكّل الالتزام بالميزانية المتاحة تحدّيًا صعبًا أمامَ خطةِ «ناسا» الخمسيّة التي تَضَعُ تفاصيلَ رحلةِ البشرِ إلى المرّيخ. وللسبب ذاته، تسعى شركة «سبيس إكس» إلى صناعةِ المركبات الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام.

يتوقّع العلماءُ من أفضلِ سيناريو لبناءِ مستوطناتٍ مرّيخية أن يغنيهم عن نقل موادّ البناء ومعدّاتِه في رحلةٍ قدرُها 54.6 مليون كيلومتر تقريبًا.

ويَختبِر العلماءُ حاليًّا تقنيةَ الطباعة ثلاثية الأبعاد لمعالجة هذه المشكلة. إلا أنّ استخدامَ التراب المرّيخي قد يوفّر حلًّا أفضل.

حقوق الصورة: جامعة كاليفورنيا
حقوق الصورة: جامعة كاليفورنيا

ووفقًا لورقة علمية نُشِرَت في مجلة «ساينتفك ريبورتس» فإنّ تكديسَ التربة المريخيّة تحت درجاتِ ضغطٍ عالية قد يُنتِج نماذج قويةً وصلبةً شبيهة بالطوب. وتزيدُ قوة هذا الطوب الكونيّ على قوة الطوب الاعتيادي المصنَّع من الخرسانة المسلّحة بالحديد.

ويرى الباحثون أنّ هذه العمليةَ غير الكيميائية والبسيطة ناجحةٌ لأن معظمَ تربة المرّيخ تحتوي على جسيمات أكسيد الحديد النانوية التي تعطي المريخَ لونَه الأحمر وتشكّل عاملًا مهمًّا في تماسك التربة ببعضها.

مجرّد فرضيّات

قد يَخفِضُ الطوبُ المريخي تكلفةَ بناءِ أيّ شيءٍ على المرّيخ. فبعدم الحاجة إلى نقلِ الطين والموادّ الأخرى لبناءِ الطوب، لا يبقى سوى معرفة كيفية ضغطِ التربة على سطح المرّيخ.

إلّا أنّ هذه النتائج مبنيّةٌ على تربةٍ تحاكي تربة المرّيخ، وتُدعى «مارس-1 إي.» إذ لا يملك الباحثون تربةً مرّيخيّة حقيقية، لذا صنعوا هذه التربة اعتمادًا على المعلومات المتوفّرة عن مكوناتِ تربة المرّيخ. وعلى الرغم من أن نتيجة التجربة مهمَّةً ومبشِّرةً، فإنّ التربة المرّيخيّة الحقيقيّة قد تتصرَّف بطريقةٍ مختلفة.

وبالرغم من وجودِ مركّبات أكسيد الحديد بوفرةٍ في تربة المريخ، إلّا أنّها غيرُ متوفرة أينما اتجهت على سطح الكوكب. لذا فإنّ جمعَ موادّ كافيةٍ لبناء ملاجئ بشريّة قد يكون قابلًا للتنفيذ في أجزاء معينة من الكوكب.

وبمجرّد الوصولِ إلى المريخ، سيتمكن العلماءُ من إحضار عيناتٍ حقيقيةٍ من التربة المرّيخيّة إلى الأرض.

وسيَفهَمُ العلماءُ خصائصَ التربة المرّيخيّة ومكوناتِها على نحوٍ أدقّ. حتى ذلك الوقت، فإنّنا لا نملك سوى الانتظار ومراقبة نتائج هذا الاكتشاف الجديد.

فهل سيَخفِضُ الطوبُ المرّيخي من تكلفة بناء مستوطناتٍ بشرية على الكوكب الأحمر؟

المصادر: ScienceAlert Latest, Scientific Reports

شكرا للتعليق على الموضوع