لمسة ” قصة قصيرة “

المكان مزدحم جدا ممتلئ بالبشر هو ممر ضيق يؤدي الي طرقه ليست كبيره في اخرها غرفة الموظف المسئول .

رجال تتحرك ذهابا وايابا بسرعه ونسوة يحملن او يمسكن باطفال في اياديهن او يتعلق بايديهن فتيات واطفال تبكي واطفال تلعب في المكان كانه متنزه .

بصعوبه شديده وبعد مجهود شاق ماان سمعت امها باسمها ينادي عليه تحركت وسط – الزحام البشري – وشقت طريقهما ممسكة بيد ابنتها حنان التي امسكت بطرف باب الغرفه اما امها فدخلت هي لتنهي اوراق خاصه بابنتها لدي الموظف المسئول .

وقفت حنان علي باب الغرفه تصل الي اذانها اصوات عاليه الكل يتكلم ولاتعلم من المستمع وصلت لاذنها بعض الحكايات بصعوبه فهمت اجزاء منها بعضها حكايات تدعو للضحك وبعضها تدعو للبكاء انشغلت بالحكايات التي هدات من روعها قليلا وهي واقفة ممسكة

بالباب كانه – طوق نجاة – هي ليست قصيره ولكنها اقرب الي ان تكون كذلك ترتدي بنطلون جينز وتيشيرت زهري مكتوب عليه باللغة الانجليزيه – كونوا اصدقاء وكفي – وجهها مستدير بشرتها بيضاء ملامحها رقيقه تضع علي عيناها نظارة سوداء شعرها اسود داكن ينساب علي كتفها علي وجهها براءه كانها لم تغادر مرحلة الطفوله بعد ولكن تكوينها الجسماني يقول انها تجاوزت السادسة عشر بعام او بعامين وعلي وجهها ايضا ضحكة مطبوعه عليه وانت تنظر اليها – تتاكد – انها مولودة بتلك الضحكه علي وجهها .

تقف الفتاه ممسكة بطرف الباب بقوه هنا في هذا الممر الممتلئ بالبشر والفوضي تسمع فيه اصواتا كانها كلمات لاتفهم منها شيئا – هي لديها حاسة سمع قويه – سمعت من تشكوا من بطئ الاجراءات واخري تشكوا من تعنت الموظف المسئول وثالثة تشكوا من زوجها البخيل ورجل يقول لمن بجواره هذا اليوم المكان مزدحم جدا اكثر من اي يوم سابق، واخر ظهرت عصبيته وهو يوبخ امراة تخينه دهست اصابع قدمه وهي تسير واخر يهدئ من روعه ، واخر اشعل سيجاره فاشتعلت الطرقه المزدحمه بالصراخ في وجه الرجل كيف يشعل سيجاره وهنا في هذا المكان الممتلئ بالبشر وفيه النساء والاطفال .

اسرع الرجل باطفاء سيجارته واعتذر للموجودين قائلا سامحوني والله من همي واشار بيده الي شاب بجواره في العشرين من عمره متوسط الطول قمحي البشره يرتدي بنطلون جينز وقميص ابيض ينظر الي الحاضرين ويتفحص في وجوههم ويبتسم علي وجهه وداعه ورقه – لم يسمع له صوتا منذ ان وطات قدماه المكان .

نادي الموظف المسئول علي اسم فاذا بالرجل الذي اشعل السيجاره منذ قليل الممسك بيد الشاب يقول حاضر يااستاذ واتجها ناحية غرفة الموظف المسئول يخترقان الزحام وسط كتلة البشر المتواجدين داخل الممر الضيق وهو ممسك بيد الشاب الذي مازال يبتسم للموجودين كانه يرحب بهم واخيرا وبعد صدامات عديده في ارجل واجساد وصلا الي باب الغرفه التي تقف علي بابها الفتاه التي ترتدي النظاره السوداء وهي في وقفتها تلك تعوق دخول الرجل الي داخل الغرفه الذي قال للفتاه بصوت منخفض لو سمحتي يا بنتي ممكن تسمحي لي بالدخول فتركت الفتاه طرف الباب وتحركت خطوتين وهي تتحسس الحائط ، فتقدم الشاب وامسك بيدها فاسرعت الفتاه لابعاد يدها ، ولكن الشاب عاد وامسك يدها مرة اخري فتركت يدها في يده وقالت بصوت متلعثم … متشكره ماما في الداخل وستخرج حالا، تعلقت يدها بيده اكتر ماكانت تمسك بطرف الباب ، اقترب الشاب منها يتامل وجهها الجميل ورفع يده ولمس شعرها الاسود المتدلي علي كتفها باطراف اصابعها ، مالت هي براسها قليلا واهتزت خصلات شعرها بشكل دائري علي كتفها وظهرت علي شفتيها ابتسامه ، فانطلقت منه ضحكه سمعها كل من في الممر والطرقه والمكان .

هيا ياحنان ، حاضر ياماما ، وانسابت يدها من يده وامسكت امها بيدها وقالت هي شكرا يااخي وقالت بصوت – هادئ – ضحكتك جميله مع السلامه  -واشارت ناحيته بيدها مودعة له فاشار لها بيده مودعا ونزلت من عينيه دمعه ، تحركا بصعوبه وسط الزحام هي وامها وشيئا فشيئا اختفيا في الممر وسط الناس ، احس بيد ابيه تدق علي كتفه ثم امسك بيده وانطلقا يخرجان من المكان ، ولم يلحظ ابوه دمعته .

تقدم الشاب في مشيته مسرعا وكانه يجر ابوه جرا ولما وصلا الي خارج المبني في الشارع اخذ يلتفت يمينا ويسارا دون جدوي ونزلت من عينيه دمعة لم يلحظها ابوه  .

استمر هو يبحث عن تلك الابتسامه، وعن الوجه الضاحك ، واليد التي نامت في حضن كف يده لدقيقتين ، وعن هذا الشعر الاسود الذي لمسته اطراف اصابعه للحظه ، وكان يحدث نفسه لابد ان صوتها جميل كجمال وجهها وابتسامتها وعيناها التي تخفيها بتلك النظارة السوداء لابد وان فيهما جمال يفوقهم .

واستمرت حنان تمد يدها في الفراغ تبحث عن يد امسكت بيدها يوما ، وعن اطراف اصابع لامست شعرها زمنا وكانت تحدث نفسها … كيف هو شكله .. لابد وان شكله جميل كضحكته الجميله وتاتي الي هذا الممر تتحسس الحوائط عل يد تمسك بيدها وتمسك بطرف الباب عل احد يطلب منها ان تسمح له بالدخول – او تسمع تلك الضحكه الجميله  -تحدثهما روحهما انهما سيلتقيا يوما وتمسك هي بيده وتسعد بلمس اطراف اصابعه لخصلات شعرها ويفرح هو بابتسامتها الجميله ، والضحكه المطبوعه علي وجهها ، وستفرح هي بسماعها صوت ضحكته الجميله .

عزت محمد الخضري
تاليف : عزت محمد الخضري – مصر

شكرا للتعليق على الموضوع