يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
استيقظت نشطة على غير عادتها ….
تضفى ابتسامتها بريقاً خلاباً على وجهها …
رغم انها اعتادت فى الآونة الاخيرة على هذا الانعكاس التاعس كلما اطلت فى المرآة …
وجه لم تكن لتخفى علامات الشجن التى خطتها الأعوام المضنية عليه ، أفضل المساحيق وأروعها…
كان انعكاس لقلب قد أرهقته الخيبات وسكنته أنقاض أحلامها الوردية … فلم تعد ارضه تتسع لتشيد صرح احلام جديدة !!!
الا انها اليوم استيقظت يملأها شعور بالسعادة والارتياح …. سعادة … كانت قد اوشكت ان تنسى كيف يكون مذاق ذاك الشعور …
لم تكن يوماً تطلب الشئ الكثير من الحياة ….
فقد كانت دوماً متواضعة فى مطالبها ….
كانت احد تلك المطالب “السهلة الممتنعة” هو التقدير والامتنان ممن حولها …وليكن من الأهل ، وليكن من الأصدقاء وليكن من محيط العمل …
فليأتى من حيث يأتى … المهم ان يأتى !!!
فلا شئ يضاهى الشعور بالتقدير … ان يقدرك شخص يعنى انك مرئى … يعنى ان من حولك يدركون وجودك … يدركون قيمتك…. يدركون ان الحياة بك وبدونك تختلف كثيراً …. يدركون ان وجودك يضيف الكثير وان غيابك ينتقص الكثير …
ما اجمل ان تقف وسط حشد كبير ، لتلمح فى اعين الجميع اعجاباً بك … ليس بمظهرك … ليس بملبسك …. بل بجوهرك … بما تحتويه داخلك … بما يمتلكه عقلك من فكر …. بما تضيفه من قيمة
كم هو رائع … ان يمسك احدهم بيدك ويصافحك بقوة ويقول لك “احسنت صنعاً” … “سعداء بوجودك معنا” ….”انت قيمة من الصعب التفريط فيها او التغافل عنها”
ربما تبدو كلمات بسيطة لكنها كالعصا السحرية … بحركة واحدة فى الهواء ، تبدد كل ما بداخلك من مخاوف وتساؤلات وحيرة وضعف وتبدلهم أماناً ، ثقة، وقوة … لتقف مرفوع الرأس مبتسماً فى وجه الحياة ، لتعلن لها انك لست على استعداد لرفع الراية البيضاء بعد … انه لا زال بداخلك ذلك المقاتل الجسور …. انك معها للنهاية …. انك يوماً ما ستنتصر…

اقرأ للكاتبة
يوميات دينا ابو الوفا … عارفين