أعطني وهماً آخر “قصة قصيرة”
اليوم فقط ، أدرك أن حياته كانت سلسلة من الأوهام ساعدته على البقاء حياً، ومطاردة الأحلام والطموحات ، والوثوق بقدرة الغد على التغيير ، والعيش بطمأنينة ، واجتراح التفاؤل وما يشبه السعادة.
تحوَّل هذا الإدراك إلى فزعٍ لا يوصف . هل يعقل أن تكون الحياة كما فهمها في هذه اللحظة بالذات ؟ هل يعقل أن تخدعه إلى هذا الحد ، وهو المثقف الواثق من صلابة تحليلاته ، ومنطقه ، وتفكيره الراجح ، وسعة معلوماته في مجالات لا تحصى ؟
كيف يمكنه أن ينقل هذا الفزع إلى الآخرين ، السائرين فوق وقع أقدامه، والغافلين عن خداع الأوهام التي يعتنقونها ، وهم يثرثرون على حافة فراغ هائل يظنونه واقعاً ثابتاً كالموت ؟
مرة جديدة ، يكرُّ الشريط الذي غيَّر مجرى طمأنينته إلى الأبد . بوضوح لم يعهده في حياته ، تتعاقب الصور والمراحل ، وهماً بعد آخر ، كأن دمه كان طافحاً بالمخدِّر ، فلم يشعر بكل التراب المنـزلق تحت قدميه .
طفلاً ، عاش وهمه الأول ، بثقة لا حدود لها، وبإيمان وحدهم الأطفال قادرون على احتضانه.
كل ليلة قبل أن ينام ، كان يغمر أباه ويهمس في أذنيه :” أنت بطلي ” . يشعر في حضور هذا الرجل بالدفء والسلام ، وبطمأنينة تنقذه من هجمات الوحوش وصراعها في فراشه.
في جعبته كل الإجابات الممكنة ، عما يدور في رأسه من أسئلة لا تنتهي.وهو أقوى الآباء على الإطلاق . يدرك في أعماقه أنه يريد أن يصبح يوماً مثل أبيه ، قادراً على كل شيء ، حنوناً ، وحاضراً كلما دعت الحاجة إليه.
تلاشى مع الوقت وهج هذه الصورة ، وتراجع حضور والده في مرحلة المراهقة إلى حدِّه الأدنى. بات ينظر إلى والده كأنه آت من غبار ماض سحيق، مثقلاً بالأوامر والممنوعات ، وأفكاره تنتمي إلى عالم يستخف به ورفاقه ، لأنه فارغ من المغامرات والتحدي والتوق لإثبات الذات .
وعلى أنقاض صورة أبيه المفكّكة ، نما وهم آخر مرتبط بخيالاتٍ وتصوراتٍ لشباب دائم ، وقدرة بدنية لا تنحسر مع الوقت أو تترهّل . ينظر من حوله ، فيرى وجوهاً مخدّدة بالتجاعيد ، وظهوراً محنية ، وأيدٍ ترتجف ، وعيوناً خفت وهجها ، وسمات لا تعكس إلا التعب وانعدام الجمال واليباس.
يشعر بمسافة شاسعة تفصله عن هذا الواقع . في قلبه طاقة حياة لا تكف عن التفجّر. وفي جسده حيوية شباب دائم ، وسر الصحة التي لا يهزمها المرض أو الزمن. يسهر ويلهو كما يشاء ، ويشعر كأن الوقت لا يمر ، وكأن الأيام لا تتغيّر ، ولا شيء سيتغيّر . فهو كما هو ، واثق من اختلافه ، ومن قدرته على النهوض حيث سقط الآخرون ، ومن قدره المختلف عن أي قدر آخر.
هذه الصورة تعود إلى البارحة ، فقط البارحة . والآن يدرك أن البارحة هو على مسافة خمسين سنة ، وأن الوقت يمر كحلم غفوة قصيرة ، وأن الأيام تتغيّر بشدّة ، وكل شيء يتغيّر.
وهذا وهم آخر في سلسلةٍ بعدد الأنفاس.
نعم ، كل شيء يتغيّر. في تلك المرحلة ، كان يملك يقيناً بالأرض الثابتة. الأصحاب هم الأصحاب ، والأهل هم الأهل ، وما يحصل اليوم ، سيحصل غداً. طرقات الحي ستبقى كما كانت ، وكذلك الوجوه المزروعة في محطات نهاره ، كمشهد فوق الحائط.
رفاق المدرسة والجامعة ، الجيران ، الأماكن التي يرتادها ، سهرات ليلة السبت ، الفتاة التي يحبها ، المسافة التي يركضها قبل أن يتعب ، الأساتذة، مكان العمل ، النظرة إلى الأمور ، الهوايات ، المشاعر ، الحماسة ، حرارة الصلاة ، نوعية القراءات ، الشغف … كلها قطع ثابتة في لوحة الحياة التي يعيشها. الزمن يعبر في الخارج على رؤوس الأصابع ، وعجلة حياته تدور كما في كل مرة ، بدون تغيير .
لعل هذا الوهم ، هو أكثر الأوهام الساخرة من قدر الإنسان الزائل. لعله كان الأكثر وطأة في حياته ، والأكثر قدرة على بث المخاوف في نفسه. سقوط هذا الوهم لم يحصل دفعة واحدة ، بل تطلب غياب وجوه كثيرة من هذه اللوحة ، ورحيل أشخاص قريبين من روحه حتى الالتصاق ، وتبدُّل مكان عمله مرات مختلفة ، وفقدان حماسته لأمور كان يظن أنها جزء من شغفه ، وتفرُّق الأصدقاء ، وترهل حيطان البيوت، وفوق كل ذلك ، فرار الأيام من عمره ، كقشة يقذفها الموج بعيداً إلى أعماق البحر.
وفي قلب وهم الثبات واللاتحول ، راح يطارد وهماً آخر : السعادة. كان فقيراً جاهد من أجل المال ، فبنى عالمه الخاص مدماكاً بعد آخر. اقتنى سيارة حديثة ، وشقة مريحة زيّنها بأثاث عصري. وبدأ يهتمُّ اهتماماً شديداً بالطريقة التي يبدو فيها أمام الناس. كانت نظرة الرضى في عيون الآخرين ، مسعى دائماً في حياته ، ومصدراً للفرح والاعتزاز. نجح في عمله كما كان يشتهي ، وأشبع جسده من رحيق السهر والرفقة واللذات الصغيرة التي تشعُّ في ليل خياله كنداءات الإغواء والسفر.
ظنَّ هذا المسرح الذي يدير فوقه حياته ، مكاناً مشحوناً بكل مقومات السعادة. أليس هذا ما رضعه مع حليب الطفولة ؟ أليس هذا ما تبشِّر به ثقافة الاقتناء والجمال والمرايا؟ بلى. ما نملكه هو ما يصنعنا ، وما يجعلنا ما نحن عليه. آن لهذا القلق أن ينجلي ، وللحلم بالفرح والقدرة على فرض الإعجاب والاحترام ، أن يتحقق. هذا ما ظنه في نفسه لسنوات طويلة. كان يقبع كل ليلة في ترقبه ، وينتظر. ينتظر أن تحلَّ الطمأنينة ، وتزول المخاوف. ينتظر أن يفهم لماذا يعيش. ينتظر أن يعرف مصدر هذا الاضطراب ، والشعور بالتفاهة ، وبعدم الرضى والشك بكل ما هو عليه، وما يحمله في صدره من قناعات ومشاعر وأضغاث أفراح مبتورة .
انتظر طويلاً ، حتى هذه اللحظة بالذات . ربما لأنه أيقن أنه لم يعد يملك خياراً آخر غير الانتظار. لكن الضوء الذي ظنَّ أنه سيسطع يوماً في حياته ، ويمحو الزوايا المعتمة ، ومسحات القلق والخيبة ، لم يأتِ. وظل فرحه مشدوداً إلى لحظة النهاية ، وطمأنينته معجونة بالقلق ، ورضاه عما حققه من دون اكتمال.
وانتبه في هذه اللحظة إلى زوجته ، التي تنظر إليه بعطف وحزن لم تنجح في إخفائه. وهذه المرأة أيضاً ، ألم تولد في حياته من وهم عصري يسعى كل إنسان إلى تحقيقه ، وهو الحب؟
بلى ، كان يحبها بشغف وتحرُّق . يشتاقها وهي في أحضانه ، ولا يتصوَّر للفراق عنها سبيلاً.عيونهما ولّدت مطارح للقاء والرومانسية ، كأرض بكر يكتشفانها للمرة الأولى. ظنا أن مشاعرهما أقوى من الزمن ، والصعوبات ، والاختلافات ، ودوائر الروتين المغلقة . الحب كان قوتاً وضوءاً في حياته. يتفجّر الدم في كل أطرافه وثنايا جسده لحظة يلتقيها. زوجته هذه أتت يوماً من حلم هبط من أرض الرجاء والانتظار، وأشعلت صدره بأكثر الأحاسيس امتلاكاً وقدرة على وهب الفرح والنشوة .وعدها بالشوق الدائم ، والتمسح بفيء قدميها . وعدها بدرب لا يعبد فيه إلا ظلها ، ولا تخاف هي فيه من ليل، أو ألم ، أو أرض مجهولة .قال لها :” مشاعري تتّسع للأرض ومن فوقها ، لأن حبك نفخ فيها خلقاً جديداً يشبه بدايات الأزمنة “. وقال :” سأظلُّ أحبك إلى الأبد ، بشغف لا يبرد، وإخلاص ليس فيه غش ، وحرارة كافية لإشعال كل حرائق الأرض والجحيم معاً “.
ينظر الآن إلى وجهها ، فلا يعرفه . لا يرى فيه تلك الصبية التي أشعلته ، وولّهته ، فأمسى جمراً متقداً في موسم الحرائق.
زمن قليل مضى على زواجهما ، حين دارت الدوائر في اتجاهات أخرى. افتقد الشغف ، والنار ، والوله ، والشوق. وهي تعاتبه ، وتتحرَّق لكل الوعود التي خمدت ، والأحاسيس التي تلبّدت بعدما كانت مرهفة كحدِّ الفجر، والشوق الذي عانت ذبوله كلَّ ليلة يرجع فيها تعباً ومتوتراً من عمله ، والحب الذي كان يدفعها إلى الحلم ، والافتخار بكونها أجمل الفتيات إطلاقاً في عينيه.
سرعان ما تبدَّد وهم العشق الأبدي ، ليرصف مكانه وهماً مفعماً بالتوقّعات والخيبات المكبوتة في آن واحد. حمل هذا الوهم ثلاثة أسماء : رلى، راجي ، ووليد ، أسماء أولاده الذين أحبهم وتعلق بهم بشدة ، حتى باتوا يوماً المحور الذي تدور حوله كل حياته ، وانشغالاته ، وأحاديثه مع زوجته … وهنا المشكلة !
كان مقتنعاً ، بفعل الكلام الكثير الذي سمعه قبل الزواج وبعده ، وخبرات الآخرين ، والأدب الإنساني الذي يجعل من العائلة والأولاد ، العطر الذي ينكِّه الحياة ويعطيها أبعاد العطاء والتضحية والاستقرار والطمأنينة ، أن الأبناء يشحنون أجواء المنـزل بعواطف جديدة، تلهب روابط الأبوين ، برغم كمية الانشغالات التي يولِّدونها ، والرعاية التي يحتاجون إليها.
كان مقتنعاً ، أن اهتمامه بأولاده الذي يستغرق كلَّ ما تبقّى له من وقت خارج العمل ، يعود عليه بفرح بريء ، ورضى آسر ، ويشحذ عواطف الأبوّة لديه ، ويجعله قانعاً بإطار عائلته ، مساحة وحيدة لتحقيق معنى وجوده ،ويسقط تعلقه بكل ما كان يشغل أوقاته وأحلامه في الماضي ، ويستمدُّ منه الراحة والرضى عن الذات . راحته باتت في التخلي ، ولتذهب طفولته وشغف روحه إلى الجحيم.
وكان أيضاً مقتنعاً مع زوجته ، أن السنين الأولى هي الأصعب في تربية الأطفال. يحتاجون إلى حضور الأهل ورعايتهم ليلاً نهاراً . يتلقنون عليهم حتى الأمور التي تتحوَّل فيما بعد إلى أفعال لاإرادية ، بسيطة ، وتلقائية ، كالمشي ، وتناول الطعام ، والتغوّط ، والكلام .
ظنا بعد انتهاء هذه المرحلة ، وبدء مرحلة الدراسة ، أن وطأة الاهتمام ستصبح اخف ، وكذلك المخاوف . ثم جاء الطفل الثاني ، فالثالث . وتكرّرت فوضى الحياة. واكتشفا بعد سنوات أن الأولاد باتوا على أبواب الجامعة ، والهمّ لم يخفت يوماً. تذكرا قول من سبقهما من الأهل أن الأولاد يكبرون ،والهمّ يكبر معهم . نعم ، وكذلك التعب ، والقلق، والوقت المهدور في شؤون يومية سطحية متعلقة بالثياب ، والطعام ، وشراء الحاجيات .
هذا لا يعني أنه لم يكن سعيداً بأولاده ، أو فخوراً بهم . ولا يعني إغفاله لسرِّ الخلق الذي يحوّل البذرة إلى كائن مستقل ، فريد ، ومبدع ، وذلك تحت أنظارنا الغافلة عن تحسس الأسرار والخفايا. لكن جبال الهموم اليومية التي تراكمت بفعل حاجات الأولاد ، طمست ومضات الفرح ، والتلاقي والتلاحم في أسرته التي صنعها مع زوجته بالسهر ، ونكران الذات . ولكثرة ما كان يحمل في صدره من أوهام حول مسيرة العائلة يداً بيد صوب الأعياد والأفراح الدائمة ، وعى اليوم أن هذه الأوهام وحدها ، جعلته يتخلّى عن طموحاته ، ويكسر أجنحة أحلامه ، ويطوي شغفه وهواياته بين ضلوعه ، فيفني حياته أباً فاضلاً في سبيل فلذاته.
وتشابكت في رأسه الصور والمحطات وعناوين الأوهام التي ظنها طوال حياته ، قناعات نابعة من تحليل وتأمل .
إخلاصه لزوجته كان وهماً ، فهو لم يجرؤ يوماً على المغامرة خارج السرير الزوجي حتى لا تنخدش صفة الفضيلة الملصقة على جبينه منذ فتوته، في حال انكشف أمره على الملأ. وحده يعرف أن أيَّ امرأة لم تعرض نفسها عليه في خلال سنوات زواجه الطويلة ، وأيَّ فرصة لم تتح له لاختبار إخلاصه. لكنه لم يترك مناسبة إلا وصرح فيها بثقة وحرارة ، أنه التزم الإخلاص لزوجته طوال حياته ” لأن الإخلاص إرادة وقناعة ، وأنا قررت أن أكون وفياً لزوجتي ، وفقاً لمبادئي وقناعاتي ” ، كما كان يردد.
صلاته كانت وهماً ، فهو لم يشعر يوماً أن أحداً يصغي إلى صلاته غير المحيطين به في المعبد. ثابر على الصلاة بهمة والتزام ،” لأنها تعطيني الراحة والسلام والفرح “. اقنع نفسه بذلك ، ولم يشأ يوماً مواجهة شروده ، وبرودته ، وضجره وهو يصلي. يتوجَّه كلَّ مرَّة إلى الله ، متضرعاً لإعادة الحرارة التي كانت تدبُّ في كيانه وهو يصلي. ولا يذكر مرة واحدة شعر فيها بمثل هذه الحرارة . وحين يعمل التنقيب جيداً في ذاكرته ، يدرك أن الأوقات الوحيدة التي انتشى فيها فرحا وغبطة وسلاماً ، كانت من تأثير الخمرة التي يستطيبها برفقة أصدقائه حول وليمة تغرق الحواس بالإثارة واللهو.
كل ما سعى إليه كان وهماً . كل ما حققه ، وما اعتبره حقائق ترسم وجه الحياة المعطاة له. طموحاته في العمل ، إلى أين وصلت به؟ ألم تكن مجرد هروب من فنائية الحياة ؟ “المجد” الذي يحققه من نجاحاته ، ماذا يعني ؟ والخبرة التي اكتسبها من النضج والتجارب والهدوء ، أين يصرفها؟ وكيف يستفيد منها ، والوقت انتهى بالنسبة إليه ؟ لماذا نبني الأحلام ، ونلهث خلف الأمنيات ؟ لأن شيئاً واحداً يدفعنا إلى الحركة وعدم الموت سكوناً ، وهو الوهم!
هكذا بدت له في هذه اللحظة كل حياته ، وهو على بعد أيام من الموت، وزوجته قربه لتشعره بدفء أخير . شعر بالامتنان لهذا النسيج المتشابك من الأوهام ، الذي لولاه لتحوَّلت حياته بأسرها إلى معتقل نازي.
لمحت زوجته شروده خلف طيور عابرة تحلق في سماء خياله.
– ” أنا بقربك ، قالت بحنان ، لا تخف “.
– ” لا ، لست خائفاً من الموت ” ، أجاب. ” يؤلمني أنني سأتركك وحيدة “
سخر من كلماته التي نطق بها ، كأن لسانه تدرَّب عليها دهوراً . ليس خائفاً من الموت! هو مرتعب . لطالما كان يحيك لنفسه إيماناً بالحياة بعد الموت. لطالما كان يشعر أن ” شيئاً ما ” صنع هذا الوجود ، ولا بد أن يكون هناك خالق . لطالما آمن بالعجائب ، وبقوة الروح وأبديتها. ولكن ، ماذا يعني كل ذلك وهو يعدُّ ساعاته ، كمن يستعد للنوم الكبير؟ ربما كان الخالق موجوداً ، فهل هذا يعني أن حياته ستستمر بعد الموت ؟ قد يكون موجوداً معه أو بدونه ، كيف يحزر ؟
– ” ما بك ؟” قاطعته زوجته ، بعدما عاد إلى تحليقه.
– ” سأكون معك دائماً ، حبيبتي . لا تخافي . الموت سيقرِّبنا من بعضنا، وأنا سأرعاك دائماً من فوق . اشكر الله على كل الإيمان الذي زرعه فيَّ لأواجه الموت ، كرحلة إلى وجهه. لا تحزني . فكري أن زوجك سيكون دائماً في مكان ما ، ينتظرك بفرح ، لتكوني رفيق أبديته. وأولادنا سيكونون معنا بعد حين. لا شيء يغلب الخوف إلا الحب. وأنتِ كنت دائماً ملاذاً للحب في حياتي”.
لمحته يبتسم ، ابتسامة غريبة ، لم تفهمها إلى اليوم.
ضمّته ، وتركته لينام. كانت روحه تمتم حين عانقته :
” ربي أعطني وهماً أخيراً “.
اقرأ للكاتب :
سجن الفراشة ” قصة واقعيّة ” ( 14 – الاخير )