تشاك بليزر.. “مختلس الكونكاكاف” يرحل في هدوء

تشارلز تشاك بليزر، رجل بدين ذو لحية وشعر يشبه سانتا كلوز، استمتع بسلطة لا بأس بها في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لكنه توفى بعيدا عن أضواء الشهرة، عقب تعرضه لعقوبة الإيقاف مدى الحياة عن ممارسة أي أنشطة متعلقة باللعبة.

ولد تشاك في عام 1945 وتخرج في جامعة نيويورك، حيث تخصص في مجال التجارة، ثم بدأ مسيرته في كرة القدم كمدرب متطوع لمساعدة فريق ابنه، قبل أن ينضم للمجالس المحلية والإقليمية، ووصل إلى أعلى المراتب في مجال الإدارة الرياضية.

وبين عامي 1990 و2011 عمل تشاك أمينا عاما لاتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف) وهي الفترة التي تحوم حولها الادعاءات بشأن أنشطته غير القانونية.

وعبر هذا المنصب، ارتبط تشاك بالعمل في للجنة التنفيذية للفيفا ولجان أخرى.

وأعترف بليزر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2013، بقائمة مطولة من الاتهامات، من بينها التهرب الضريبي، والابتزاز وغسل الأموال والاحتيال الإلكتروني، ووافق على دفع غرامة بقيمة 1.9 مليون دولار.

وظلت الاتهامات والدعوى القضائية سرية حتى 2015، عندما رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى واسعة النطاق ضد 14 مسؤولا بالفيفا وآخرين، لادعاءات حول تزوير مالي وجمع مبالغ طائلة من البطولات الدولية وأنشطة أخرى للاتحاد الدولي.

ومن بين المخالفات التي ارتكبها بليزر، تورطه في فضيحة شراء أصوات بقيمة 10 ملايين دولار فيما يتعلق بمونديال 2010 بجنوب أفريقيا.

وتمت فضيحة الرشوة المزعومة هذه عام 2004، في ظل مناقشة فيفا لملفات المغرب وجنوب أفريقيا ومصر لاستضافة المونديال.

وسافر بليزر إلى المغرب قبل عملية التصويت مع شخص لم يتم الكشف عن اسمه، عرض عليه مليون دولار مقابل التصويت لجنوب أفريقيا.

وتوصل المحققون للمرة الأولى للتعاملات غير القانونية لبليزر، من خلال تهربه من دفع ضريبة الدخل في أمريكا، عن عمله لمدة 6 أعوام بين 2005 و2010.

وفقا لوسائل الإعلام في ذلك الوقت، فإن بليزر كان يعرف باسم “السيد 10%” لأنه تلقى هذه النسبة من كل الأعمال المتعلقة باتحاد الكونكاكاف، في الوقت الذي كان يعيش فيه ببيت فخم في نيويورك.

وفي أبريل/ نيسان 2013، أصدرت لجنة النزاهة بالكونكاكاف تقريرا مريرا حول بليزر وجاك وارنر من ترينداد وتوباجو، وأحد المتهمين الـ14 الذي عمل عن كثب مع بليزر في المنظمة.
وذكر تقرير كونكاكاف أن بليزر “اختلس من مدخرات كونكاكاف للانفاق على حياته الخاصة” أكثر من 15 مليون دولار، واستخدم الأموال لتجهيز مقر اقامته في برج “ترامب” بنيويورك”، ولشراء شقق فاخرة في ميامي، وفي منتجع باهاماس.
وفي أواخر حياته زعم بليزر أنه يعاني من سرطان القولون، وداء البول السكري ، ومرض الشريان التاجي، ولم يعد بإمكانه المشاركة في أي أنشطة تتعلق بكرة القدم بعد إيقافه عام 2015 من قبل “فيفا”.
ورغم كل مساوئه، فالفضل يعود لبليزر في تطوير الكونكاكاف والكرة الأمريكية، وهي حقيقة يعلمها الكثيرون، بما في ذلك بروس أرينا مدرب المنتخب الأمريكي.

DPA

شكرا للتعليق على الموضوع