تحرر جسد تحت الشمس “قصة قصيرة”
لماذا اختارني؟
ورثت من جدي الثالث كتابا…
هذا الكتاب مليء بالأحاجي. يقول في مطلعه:
”ستتحرر من ظلك حين تراوغ الشمس″
(٢)
كان جاثيا على ركبتيه ثم نهض فجأة، تراجع خطوة إلى الوراء، ثم انحنى للكتاب.. تراجع للخلف دون أن يستدبر كتابه .. مازال يسير إلى الخلف حتى بلغ جده الثالث.
(٣)
في أرض لا ينقطع أفقها، ليست صحراء ولا مخضرة، لا جبال ولا هضاب ولا سهول .. سقط من السماء، ثم تدحرج حتى توقف بعد أن استند على راحة يده اليمنى… فانتبه إلى بريق خاتم في خنصره…
رفع يده أمام عينيه، فتوهج الخاتم تحت اشعة الشمس.. حرك يده يمنة ويسرة فانتبه إلى ظلها على الأرض
نهض، تحرك … ركض، وظله يتبعه… توقف فجأة، ثم شرع ذراعيه في الأفق، وأخذ يرقص، وظله يحاكي حركاته، ثم ابتكر رقصة لم يتوقعها ظله، فأفلت من قيده، وركض بعيدا…
(٤)
والآن بعد أن أتممت قراءة هذا الكتاب ألف مرة، وبعد أن بلغت التسعين عاما، أقر بأن ظلي كان دقيق التوقع، وشديد الملاحظة، إلا حين رقصت تلك الرقصة الصوفية!