يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
وانا صغيره كنت اسمع كتير عبارة “الحياة محطات” و كنت استغرب و احس انى مَش فاهمه اوىً معناها و لا المغزى من ورآها … يعنى ايه الحياة محطات !!!
لحد ما ابتديت أكبر و الأيام تمر بيه و التجارب تاخدنى و تودينى …. ساعتها فهمت و استوعبت و قدرت …
حياة اى حد فينا عمرها ما كانت ولا هتكون مرحلة واحده لا … الحياة دى مراحل ، مرحلة بتسلم مرحلة ، بتسلم مرحلة …
وعشان تفهم يعنى ايه مرحلة تسلم مرحلة ، اعتبر نفسك راكب قطار …
له خط بداية و خط نهاية ، محطة يبتدى من عندها”نقطه أ” و ينتهى اليها” نقطة ب” …
ده طريقه المعروف لا بيحيد عنه ولا بيغير مساره …
انت بقى بتركب القطار ده و تبتدى رحلتك جواه من أولها و لحد اخرها ، لحد اخر محطة ، بعدها القطر بيقف لانه وصل لآخر الخط المخصص ليه …
انت بقى فى اللحظة دى قدامك اختيار من تلاته ، أولهم انك تفضل قاعد على كرسيك جوه القطار ، حاطط إيدك على خدك ، مَش عارف تروح فين و تيجى منين ، تحتار حيرة السنين ” اعمل ايه انا دلوقتى ، ده القطر وقف ” أقصى إنجاز ممكن تعمله انك تنزل من القطار و تفضل قاعد على الرصيف و محلك سر ، ناس رايحه و ناس جايه ، ناس تركب و ناس تنزل و انت قاعد محلك سر يا حول الله …
الاختيار التانى ، انك تفضل جوه القطار متتحركش من الخوف ، خوف من انك تنزل ، من انك تخرج من دايرة راحتك وامانك ، خوف من انك تجرب حاجه جديده ، تتعلم حاجه جديده ، تاخد خطوه جديده ، خايف تتوه فى الزحمة وسط الخلق، فتفضل قاعد وأهو اللى نعرفه احسن من اللى منعرفوش.. والبلد دى احسن من غيرها !!!
تقوم تقرر… تفضل فى كرسيك ، بس المشكله ان القطر هيتحرك بس هيرجع بيك لورا ، لمكان ما جابك و تلاقى نفسك بدل ما تتقدم للأمام بتجيب ورا ” للخلف در”
ودى كارثه و كانك يا ابو زيد ما غازيت !!!
نيجى بقى للاختيار التالت والأخير والأصح والاوقع والأكثر تعقلاً و هو انك تنزل من القطار و تركب قطار تانى ، قطار جديد ، ياخدك من “نقطة ب” آلى “نقطة ج”، ياخدك فى رحلة جديده خالص …
وقرار انك تركب القطار لازم يكون مدروس بعناية ، مَش اى قطار والسلام !!!
بس كمان متقعدش كتير تفكر لحد ما كل القطارات تقوم و تتحرك و حضًرتك لسه قاعد بتتفرج ،اغتنم الفرصة وتوكل على الله …
طيب والرحلة الاولى …. تنساها ترميها تمحيها من ذاكرتك وكأنها لم تكن !؟!؟
طبعا لا … ما هو لولاها مكنتش وصلت للقطار التانى و لا ابتديت رحلة تانيه …
الصح انك تفضل مُقدر قيمة الرحلة الاولى ، بكل ما كان فيها ، حلو و وحش ، مطبات و عقبات ، نجاح و فشل ، الأيام الصعبه و السهله ، البكاء و الضحك المناظر الحلوه و الوحشة ، احترم كل لحظة مرت بيك فيها ، خدها كلها على بعضها كده …
و أتأكد انها عملت منك شخص مختلف و اكتسبت منها خبرة و علم ومعرفه و نضج …
انزل من القطار ، ولف بص عليه لآخر مره ، ابتسم وودع اللى فات وبص لقدام …
اركب القطار التانى و انت كلك امل ان الرحلة هتبقى جميلة وممتعه و شيقه …
أركب و انت ناوى تستمتع بكل لحظة فيها لحد ما توصل لآخر الخط …
اقرأ للكاتبة :
علينا ان نجدد العهد مع الاحلام و نطمح الى ما لا نهاية ….