يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
هناك حقيقة مؤكدة لا تستدعى اى نقاش او خلاف و هو ان الحياة تمر بنا فتضيف آلى أعمارنا ايام و أشهر و اعوام ، فنكبر و نكبر ونكبر حتى تأتى تلك اللحظة التى نرتعد فيها بمجرد التفكير فى الرقم الذى وصل اليه عمرنا!!!!
وعليه فإن أغلبنا ان لم يكن جميعنا ، لا يرى فى تلك الحقيقة سوى شيب الرأس و خطوط التجاعيد التى ترتسم بأيدى الزمن على وجوهنا …. لا نرى سوى ايام قد ولت ولن تعود
لا نرى سوى عمر قد انقضى …
لا نرى سوى اقتراب النهاية و انتهاء الأجل ، فنجلس منتظرين …
نتوقف عّن الحياة قبل ان تتوقف الحياة عنا !!!!
كيف نفعل ذلك …. دعونى اوضح …
مع تقدم العمر ، يظن الكثيرون خطأ انه لم يعد هناك مجال للأحلام ، لم يعد هناك فسحة للطموحات …
فلم نحلم و لم نطمح و لم نسع و قد اقتربت النهاية …
اى إنجاز يمكننا ان نحقق و اى قمة يمكننا ان نعتلى و نحن نعيش ايام معدودات !!!!
نجلس مستسلمين تماماً، نستمع الى دقات عقارب الساعة منتظرين لحظة الصفر
اذا كان الامر هكذا ،،،، فلم الانتظار فلننتهي الان …
مع هذا الفكر الضيق و النظرة البلهاء للامور ، ننسى او ربما نتناسى حقيقة اخرى …
ان التقدم فى السن لا يعنى التوقف عّن الاحلام ، بل العكس تماماً …
كلما كبرنا، وجب على احلامنا ان تكبر معنا و على طموحاتنا ان تزداد أضعاف مضاعفة حتى تبلغ حد السماء ولَم لا …. فلتبلغ حد السماء …
ذلك الشيب الذى زين الرأس و تلك التجاعيد التى نحتتها تجارب حياتنا ، ينمان عّن شخصية قد تبلورت و اكتمل نضجها و عقل قد اصبح أكثر حكمة و منطقيه فى معالجة الأمور و التعامل معها ، عّن قلب تحمل من العناء و المشقة ما جعله أشد صلابة وقوة ، عّن نفس وقفت صامدة كشجرة عنيدة فى مهب الريح …..
ألا يكفى كل هذا….اليس كل ذلك ، ادعى بأن يجعلنا نجدد العهد مع الاحلام و نطمح الى ما لا نهاية ….
اقرأ للكاتبة :