أبرز موضوعات الصحف العربية الصادرة اليوم
التلغراف – صحف عربية : انصب اهتمام الصحف العربية الصادرة الجمعة، على عدة مواضيع أبرزها، وقوف حجاج بيت الله بصعيد عرفات، وجهود الحكومة السعودية لتمكين الحجاج من أداء نسكهم بيسر، وقرار الولايات المتحدة خفض مساعداتها لمصر، و تداعيات الأزمة الخليجية، فضلا عن الانتهاكات الجسيمة التي تمارس في حق مسلمي الروهينغيا ببورما، وردود الفعل الرافضة لاتفاق حزب الله اللبناني مع تنظيم (داعش).
ففي مصر، كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحية بعنوان “مؤتمر عرفات العظيم” أن أكثر من مليوني مسلم وقفوا على صعيد عرفة الطاهر أمس يؤدون الركن الأساسي لفريضة الحج، “يصرفون قلوبهم وعقولهم إلى الدعاء لله سبحانه وتعالى ويفكرون في نعمه وأفضاله على المسلمين وتتطلع إليهم الملائكة في السماء وتهفو إليهم قلوب ومشاعر أهل الأرض سواء من أدى الفريضة من قبل أو لم يتحقق له ركن الاستطاعة هذا العام”.
وأضافت أن “هؤلاء المسلمين اللذين قدموا من جميع انحاء الأرض لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح جاءوا من كل فج عميق أملا في رحمة الله سبحانه وتعالى بقبوله حجهم ونحرهم وصيامهم، ليعودوا إلى بلادهم كما ولدتهم أمهاتهم مطهرين من الذنوب كل الذنوب ومع كل منهم فرصة ذهبية لبداية جديدة حياة عمادها الخير والصدق والإيثار والمسئولية والتمسك بما يكلف به الدين الحنيف”.
من جانبها، واصلت صحيفة (الاهرام) تناولها لتداعيات الأزمة الخليجية، مؤكدة أنه رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر حتى الآن على اندلاع هذه الأزمة إلا أن الدوحة “لاتزال تصر على شق الصف العربي والخروج على الإجماع العالمي بتجريم الإرهاب وتمويله، رغم كل المحاولات والجهود المبذولة لثنيها عن ذلك”.
وأضافت أن المؤتمر الذي ستستضيفه العاصمة البريطانية لندن في 14 شتنبر الحالي لبحث الأزمة القطرية من جميع جوانبها، يشكل فرصة سانحة لإعادة النظام القطري إلى جادة الصواب والرجوع عن سياساته الرعناء التي تسببت في أن تتخذ مصر والسعودية والإمارات والبحرين إجراءات الحصار على قطر وهي مضطرة مما أضر بقطر وشعبها”.
وبخصوص قرار الولايات المتحدة خفض مساعداتها لمصر، نشرت (الأهرام) مقالا للكاتب محمد مجاهد الزيات أكد فيه أن القرار الأمريكي بررته الدوائر الرسمية الأمريكية باتهامات لمصر بخصوص التعامل مع الجمعيات الأهلية واحترام حقوق الإنسان، وسربت دوائر أخرى أسبابا إضافية لعدم مشاركة مصر في الحصار الأمريكى على كوريا الشمالية.
وأضاف الكاتب أن هذا القرار تحكمه طبيعة علاقات القاهرة بواشنطن، هذه العلاقات ومنذ سنوات طويلة “لم تكن ثنائية طبيعية ولكن كانت هناك قضايا تمس أطرافا أخرى تتشابك مع هذه العلاقة وتؤثر فيها، كما أن المعونة الأمريكية لمصر سواء الاقتصادية التي تعتبر رمزية إلى حد كبير وكذلك المعونة العسكرية يحكمها إطار لمصالح متبادلة استفادت منها الولايات المتحدة ولا تزال، كما استفادت منها مصر، وارتبط جزء من هذه المعونات بالمسئولية الأمريكية في ما يتعلق بالأبعاد المختلفة لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية”.
صحيفة (الأخبار) بدورها تناولت نفس الموضوع، ونشرت مقالا للكاتبة ايمان همام، تطرقت فيه لدواعي اتخاذ واشنطن لهذا القرار، مؤكدة أن اسباب هذا الإجراء واهية ومبهمة ومفضوحة، و”ليست لها علاقة بعدم إحراز مصر اي تقدم ملموس في ما يتعلق باحترام حقوق الإنسان والمعايير الديمقراطية”.
وأضافت الكاتبة، “عن أي حريات تتكلم عنها أمريكا وهي تقوم بأبشع الوسائل ضد مواطنيها في فض المظاهرات من ضرب ودهس بالأرجل علي رؤوسهم، أين الحريات إذن التى تتشدق بها هذه الدولة المارقة”. وبخصوص معاناة مسلمي الروهينغيا، نشرت صحيفة (الجمهورية) مقالا للكاتب عاصم بسيوني، أكد فيه أنه في الوقت الذي يقوم فيه الملايين من المسلمين في أصقاع الأرض يوم عرفة بنحر الأضاحي ابتغاء مرضاة الله وتقربا لله سبحانه وتعالى، هناك المئات من المسلمين ينحرون في بورما يوميا، ولا أحد يتحرك، تاركين هؤلاء يعيشون ظروفا مأساوية لا يمكن أن يتحملها بشر”.
وتساءل الكاتب عن دواعي عدم القيام بأي شيء لرفع معاناة هذه الأقلية قائلا ” ألم تثر مثل هذه الجرائم الوحشية في النفس الحمية فيهبوا إلى نجدة هؤلاء ونصرتهم وتزويدهم بالسلاح أو بالمال والإسراع بقطع العلاقات مع نظام بورما وتشويه سمعتها دوليا، أو بمنع أي تعاملات تجارية واقتصادية معها، والضغط على الدول الحليفة لفعل ذلك وهذا أضعف الإيمان”.
وفي السعودية، كتبت صحيفة (اليوم) أن القيادة السعودية ما فتئت تؤكد تمسكها بتسهيل فريضة الحج وتيسييرها لسائر المسلمين بدعم مطلق، وهو ما ظل موضوع تثمين وتقدير المسلمين في سائر أنحاء العالم لما تقوم به المملكة من جهود حثيثة لخدمة الإسلام والمسلمين”.
وأشارت الصحيفة إلى أن برنامج ضيوف الرحمان الذي التزمت به المملكة في كل موسم، دليل على “سقوط شعارات تسييس الحج”، مؤكدة أن هذه الفريضة “لا يمكن أن تتحول إلى تسييس لإزعاج الحجيج والاخلال بموسم الحج”.
ومن جهتها كتبت يومية (عكاظ) في افتتاحيتها أن الحكومة السعودية تضطلع بجهود جبارة لتمكين الحجاج من أداء نسكهم بيسر وسهولة إلى حين عودتهم إلى بلدانهم سالمين غانمين، مشددة في الوقت نفسه على رفضها لأي محاولات لتسييس الحج، أو إقحام هذه الشعيرة في صراعات مذهبية، لتحقيق مكاسب ومصالح سياسية”.
وأضافت أن “الرسالة السامية وشرف خدمة الحجاج تتمحور حول التسامح بين الشعوب، ودعم ثقافة الوسطية والاعتدال ونبذ الإرهاب والتطرف، لتؤكد المملكة بذلك أن ذاك هو منهجها الذي رسمته منذ لحظتها الأولى، ولا يمكن أن تفرط فيه مهما كانت التحديات”.
وفي موضوع آخر، كتبت يومية (الوطن الآن) أن “ردود الفعل الرافضة لاتفاق حزب الله اللبناني مع تنظيم (داعش) برعاية النظام السوري، على نقل مئات الإرهابيين إلى منطقة قريبة من الحدود العراقية، تتوالى، حيث اتهمت قوى عراقية حزب الله اللبناني ونظام بشار الأسد، بالعمل على إعادة تنظيم هذا التنظيم الإرهابي إلى الأراضي العراقي”.
وقالت الصحيفة إن جهات عراقية تعتبر أنه “في الوقت الذي يسفك الدم العراقي في سورية، دفاعا عن نظام بشار الأسد، يرد بشار الأسد وحسن نصر الله، هذا الجميل بإرسال مزيد من العناصر الإرهابية إلى حدودنا”.
وفي قطر، واصلت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، متابعة تفاعلات الأزمة الخليجية، حيث توقفت صحيفتا (الراية) و(الشرق) عند التصريحات التي أدلى بها أمس الخميس وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي بالبرلمان الأوروبي، واستحضرتا، في هذا الصدد، تأكيده أن قطر “لم تطالب يوما بتدويل الأزمة الخليجية بل كانت على الدوام تدعو لضرورة جلوس جميع الأطراف على الطاولة دون شروط مسبقة أو إملاءات ضمن البيت الخليجي الواحد”، وأيضا إلحاحها على ضرورة “احترام الوساطة الكويتية”.
وأضافت الصحيفتان، نقلا عن نفس التصريحات، أن الأزمة الخليجية “مغامرة” بمستقبل مجلس التعاون “بيت الخليج الواحد والمنظمة الإقليمية التي بقيت متماسكة”، مذكرتان بأن “هناك توافق داخل المجلس على سياسة عامة وأن لكل دولة سيادتها الخاصة من دون التدخل في الشؤون الداخلية للدول فمبدأ السيادة غير قابل للتفاوض”.
كما نقلت الصحيفتان عن وزير الخارجية تأكيده أن قطر و”برغم كل ما حصل (..) تعمل بكل طاقتها للحفاظ على مستقبل مجلس التعاون الخليجي”.
ومن جهتها، حرصت صحيفة (الوطن) على التذكير، في ظروف كهذه، بضرورة استحضار وتمثل وأيضا استلهام والعمل بما تتضمنه من إشارات ومعاني نبيلة “فرحة عيد الفداء” وأيضا “الوقفة اللامة للمسلمين من كل جنس ولون ولسان، في عرفات، وهي الوقفة التي تجسد مفهوم الرب الواحد، للأمة الواحدة”، مشيرة الى أنها “وقفة مهيبة (..) تجسد التلاحم البديع والأخوة والمحبة، وتجسد مفهوم ان المسلمين، جميعا، كالبنيان المرصوص”. وفي لبنان، كشفت يومية (الديار) أن نبرة الخطاب السياسي في الأيام الأخيرة، تدل على أن التموضع القديم بين 8 و14 آذار عاد مجددا إلى الواجهة، ويهدد بنسف الواقع السياسي الداخلي، وذلك في لحظة إقليمية بالغة الدقة، بدأت تتشكل فيها تحالفات جديدة، منها ما هو معلن ومنها ما هو غير معلن، مشيرة إلى أن انعكاسات هدا الخطاب واضحة في أكثر من تطور أمني وسياسي على الساحة السورية، كما على الحدود اللبنانية السورية أخيرا.
وأوضحت الصحيفة أن مشهد التسوية مع تنظيم “داعش” هو جزء من تفاهم دولي يتخطى المنطقة ويأتي ضمن التفاهمات الروسية ـ الأمريكية العريضة، من اجل إنضاج طبخة التسوية الكبرى في سوريا بشكل خاص ووضع حد للصراعات الدائرة فيها، مبرزة أن هذه التسوية التي لا تزال غير واضحة المعالم هي التي تفرض على الفرقاء الإقليميين التنسيق الميداني في أكثر من مكان في سوريا، كما في العراق أيضا، وذلك بناء على المعادلات الجديدة.
أما يومية (اللواء) فتوقفت عند مطالبة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون السلطات المختصة، بإجراء التحقيقات الضرورية واللازمة، لتحديد المسؤوليات، في قضية التطاول على القوى المسلحة اللبنانية، وخطف العسكريين في عرسال وذلك لكشف الغموض والالتباس القائم منذ ثلاثة أعوام، واحتراما للحقيقة كقيمة إنسانية مطلقة.
من جهتها، كتبت صحيفة (الجمهورية) أن مطالبة الرئيس من السلطات المختصة فتح تحقيق في قضية خطف العسكريين في عرسال عام 2014 والذي انتهى باكتشافهم شهداء قبل أيام، ينتظر أن تكون له تفاعلاته السياسية في قادم الأيام.