جزيرة فورمنتيرا تعيش الحلم مجددًا في كأس ملك إسبانيا
عادة ما يجذب الفريق المنتمي لجزيرة فورمنتيرا الصغيرة 300 مشجع فقط لحضور مبارياته لكنه اضطر لزيادة سعة ملعبه في أسرع وقت لاستقبال أتلتيك بيلباو في كأس ملك اسبانيا لكرة القدم غدًا الأربعاء.
ويبدو أتلتيك، الفائز بالدوري الإسباني ثماني مرات وبكأس الملك 23 مرة والذي خاض 37 نهائيا، على النقيض من فورمنتيرا الذي خاض مسابقة الكأس لأول مرة قبل ثلاث سنوات فقط.
وينتمي فورمنتيرا لجزيرة خلابة يقطنها 12 ألف نسمة وتطور مستواه مؤخرا ووصل إلى الدور الـ32 في الكأس الموسم الماضي وخسر أمام اشبيلية وصيف البطل لاحقا.
وشهد استقبال إشبيلية وقتها نحو ثلاثة آلاف مشجع احتشدوا في مدرجات مؤقتة في أكبر نسبة حضور جماهيري في استاد فورمنتيرا.
لكن طموحات فورمنتيرا في تحقيق إنجاز لا سابق له انهارت بالخسارة 5-1 على ملعبه أمام إشبيلية المنافس في دوري أبطال أوروبا وحتى الخسارة الأفدح بنتيجة 9-1 في الإياب لم تؤثر على حماس فورمنتيرا في الكأس.
ففي بداية النسخة الحالية من الكأس تفوق الفريق بركلات الترجيح على فريق آخر مغمور في مستهل مشواره ثم فاز بعشرة لاعبين على فريق لوجرونيس، الذي نافس سابقا بالدرجة الأولى، 4-3 بعد وقت إضافي.
وأظهرت جماهير الفريق سعادة كبيرة عند مشاهدة قرعة دور الـ32 عبر التلفزيون، وهو الدور الذي يشهد بداية مشاركة فرق دوري الأضواء، ووقوعه في مواجهة ضد أتلتيك.
وقال المدرب تيتو جارسيا سانخوان: “بالنسبة لفريقنا المتواضع والصغير فهذا أمر تاريخي ولا يمكن تصديقه”.
وأضاف: “لم يتوقع أحد أن يحدث هذا مجددًا بعد مواجهة إشبيلية. هذه تجربة فريدة أن نلعب ضد أحد أعظم فرق إسبانيا وسنستمتع بها”.
ويصعب تخيل وصول فورمنتيرا لهذه المرحلة بعدما كان على حافة الإفلاس قبل عقد من الزمن وخضوعه للحراسة القضائية وقتها لمدة سبعة أشهر.
وتطور الفريق تدريجيا وبشكل مطرد حتى صعد أخيرا للدرجة الثالثة في الموسم الماضي.
ورغم امتلاك فورمنتيرا شواطئ رائعة يبدو من الصعب على النادي جذب لاعبين بسبب قلة الأماكن المتوفرة للسكن ما يجبر اللاعبين على الإقامة في مسكن مشترك.
وقال القائد وحارس المرمى ماركوس كونتريراس: “إنها أشبه بقرية صغيرة وهذا يفرض قيودا وتعقيدات لأنه لا يمكن القيام بكثير من الأشياء هنا.
وأضاف: “لكننا نستمتع بميزة لأننا نحظى بالحب وبالتقدير من الناس حولنا”، وفقًا لما نقلته وكالة “رويترز” للأنباء.
وقبل تحول فورمنتيرا للاحتراف عقب الصعود لدوري الدرجة الثالثة كان كونتريراس يعمل بتنظيف ملابس الفريق وغرف الملابس داخل النادي بينما عمل لاعبون آخرون في فنادق ومطاعم بعد التدريبات.