يانا نوفوتنا.. رحيل “الباكية” صاحبة الـ100 لقب
كانت يانا نوفوتنا التي وافتها المنية الإثنين عن 49 عاما، بطلة حقيقية مع سجل حافل احتوى 100 من ألقاب التنس، لكنها جسدت أيضا تقلبات الرياضة ولحظات الفرح والحزن وارتبطت صورتها بواحدة من أشهر قصص الهزيمة وأكثرها تأثيرا.
ونعى القائمون على بطولة ويمبلدون نوفوتنا التي رحلت بعد صراع طويل مع مرض السرطان، ووصفوها بأنها “بطلة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معان”.
وويمبلدون هي البطولة التي صنعت الاسم الحقيقي لنوفوتنا في حالتي الخسارة والمكسب على حد سواء.
فرغم فوزها بلقب فردي السيدات في 1998، إلا أن مشهدها على الملعب نفسه في ويمبلدون قبل 5 سنوات كان هو الذي صنع شهرتها ومنحها نوعا من التعاطف في عالم الرياضة بعد أن خسرت المباراة النهائية أمام الألمانية شتيفي جراف.
في تلك المباراة كانت نوفوتنا على بعد نقطة واحدة من التقدم 5-1 في المجموعة الثالثة لكنها ارتكبت خطأ مزدوجا لتنجح جراف، في استعادة زمام المباراة وانتزعت الفوز في 5 أشواط متتالية لتفوز في النهاية بالمجموعة الأخيرة 6-4.
كانت الهزيمة أكبر من أن تتحملها اللاعبة البالغة من العمر 24 عاما في ذلك الحين.
وفي حفل تسليم الجوائز انهارت نوفوتنا وانخرطت في البكاء حين كانت تتلقى التكريم من دوقة كنت في واحد من أكثر المشاهد المحفورة في ذاكرة ويمبلدون عبر السنين.
وهمست لها في حينها دوقة كنت، التي احتضنت نوفوتنا وأتاحت لها المجال لتبكي على كتفها “أعرف أنك ستفوزين بالبطولة يوما ما، لا تقلقي”.
وبعد 4 سنوات عادت نوفوتنا مرة أخرى إلى نهائي ويمبلدون، وساعدتها موهبتها البدنية منذ أن كانت طفلة في التوسع في أسلوب الهجوم على الشبكة بعد ضربة الإرسال في ويمبلدون، وهو الأسلوب الذي يعتمد على سرعة الحركة واللياقة.
لكنها خسرت أيضا المباراة النهائية ولكن هذه المرة أمام الصاعدة مارتينا هينجيس، كانت نقطة واحدة فقط تفصل بينها وبين التقدم في المجموعة الاخيرة 3-صفر. لكنها خسرت المجموعة والمباراة أمام اللاعبة السويسرية، ليس بسبب انفلات الأعصاب هذه المرة ولكن بسبب إصابة في البطن.
ومرة أخرى انتشر الحديث عن كون نوفوتنا هي واحدة من أكثر اللاعبات “غير المحظوظات” حتى أن أحد المراسلين الصحفيين وصفها يوما ما بأنها اللاعبة التي لا تفوز.
وكان هذا التعليق هو الذي مثل لها تحديا دائما.
وقالت نوفوتنا لاحقا معلقة على خسارتها أمام شتيفي جراف “كنت أريد أن أفوز بنفسي لا أن أنتظر هزيمة شتيفي”.
وأضافت “للأسف فإن مستواها تحسن في المباراة بينما تراجع مستواي، هل هذا يجعل مني (سيئة الحظ)؟ كم عدد سيئي الحظ الذين يصلون إلى نهائي ويمبلدون؟”.
كانت وجهة نظر جيدة جدا، فالتي تتمكن من الفوز بـ100 لقب بينها 24 في بطولات الفردي و76 في بطولات الزوجي إضافة إلى تحقيق لقب واحد في الفردي و 16 لقبا في الزوجي في البطولات الأربع الكبرى وحصد ثلاث ميداليات أولمبية والفوز بكأس الاتحاد لفرق السيدات مع تشيكوسلوفاكيا هي بالفعل بطلة متميزة.
وسنحت لها الفرصة أخيرا لتبدد الشكوك وثبت ذلك، فبعد عام واحد من خسارتها أمام هينجيس نجحت في التتويج بويمبلدون في 1998، وكان الجميع يشاركها هذا الفرحة على أرض الملعب حين فازت على الفرنسية ناتالي توزيا بمجموعتين متتاليتين.
ومن حسن الطالع أن تكون السيدة التي قدمتها للعالم وهي تحمل درع ويمبلدون في فردي السيدات هي نفسها “السيدة اللطيفة” التي بكت على كتفها قبل أعوام قليلة.
وقالت نوفوتنا في حينها “قالت لي الدوقة العام الماضي إنني إذا وصلت إلى ويمبلدون للمرة الثالثة فسيحالفني الحظ وأفوز، قالت لي هذا وكانت سعيدة لأنني فزت بالبطولة أخيرا”، بحسب “رويترز”.
وأصبحت نوفوتنا أكبر لاعبة سنا تفوز بلقب فردي السيدات في بطولة كبرى لأول مرة منذ بداية عصر الاحتراف.
وكما قالت “صديقتها المقربة” مارتينا نافراتيلوفا على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم الإثنين “يانا كانت امرأة من طراز فريد”.
