كأس العالم يفتقد “مجموعة الموت” لكن المفاجآت المبكرة متوقعة
في واحدة من مرات نادرة، جاءت قرعة كأس العالم 2018 لكرة القدم بروسيا مرضية لأغلب مدربي المنتخبات المشاركة في النهائيات، وقد جاءت المجموعات متوازنة بشكل كبير وغاب عن المونديال ما كان من المعتاد أن يوصف باسم “مجموعة الموت”.
ورسمت القرعة، التي سحبت أمس الجمعة في قصر الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو، طريق المنتخبات وسادت حالة من الارتياح لدى أغلب المدربين مع بدء وضع خططهم للنهائيات، التي تنطلق في 14 يونيو المقبل على ملعب استاد “لوجنيكي” العريق في موسكو، وتختتم في 15 يوليو.
وطبقا لأرقام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، يفترض اعتبار المجموعة الرابعة التي تضم فرنسا واستراليا وبيرو والدنمارك هي الأصعب، اعتمادا على مواقع المنتخبات في التصنيف العالمي لشهر نوفمبر الماضي.
ولكن التصنيف ربما لا يشكل الطريق الأمثل لتقييم المجموعات، فالمجموعة الرابعة التي تضم الأرجنتيني وأيسلندا وكرواتيا ونيجيريا ربما تحمل الكثير من الخطورة على أحلام النجم ليونيل ميسي ورفاقه.
كذلك تشهد المجموعة الثانية قمة مثيرة مبكرة بين المنتخبين البرتغالي، (المصنف الثالث على العالم)، والأسباني (المصنف السادس)، ربما تحرم المنتخبين من تحقيق انطلاقة قوية في بداية مشوار المونديال.
ويمكن أن تشهد المجموعة الثانية ، التي تضم أيضا المغرب وإيران، مفاجآت مبكرة، حيث يصعب التكهن بمبارياتها بعد النتائج التي شهدتها التصفيات.
فقد حافظ المنتخب الإيراني، الذي يدربه المدير الفني البرتغالي كارلوس كيروش، على سجله خاليا من الهزائم طوال مشواره في التصفيات الآسيوية كما لم تتلق شباكه أي هدف، كما تأهل المنتخب المغربي من مجموعة بالتصفيات الأفريقية كانت تضم معه كوت ديفوار ، ولم تهتز أيضا شباك المغرب بأي هدف طوال ست مباريات.
وألقت صحيفة “أس” الأسبانية، في عددها الصادر اليوم السبت، الضوء على مواجهة المنتخب البرتغالي، الذي يضم كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الأسباني، والمنتخب الأسباني الذي يضم سيرجيو راموس، في منتجع سوتشي في بداية مشواريهما بالمونديال.
وأبدت وسائل الإعلام الألمانية ارتياحا إزاء ما أسفرت عنه القرعة، التي أوقعت المنتخب الألماني حامل اللقب، في المجموعة السادسة مع منتخبات المكسيك والسويد وكوريا الجنوبية.
وذكرت صحيفة “بيلد” أن الحظ حالف المنتخب الألماني ومديره الفني يواخيم لوف في القرعة، كما ذكرت صحيفة “دي فيلت” بموقعها على الإنترنت “مجموعة الموت تبدو مختلفة”.
وأشارت صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” إلى أن لوف عليه أن يبتسم، لأن ما أسفرت عنه القرعة تعني أن المنتخب لن يقطع رحلات طويلة.
وبعد خوض المباراة الأولى أمام المنتخب المكسيكي في العاصمة موسكو، يلعب المنتخب الألماني مباراتيه الأخريين في المجموعة في سوتشي وكازان، اللتين لعب فيهما المنتخب نفسه في طريقه للتتويج بلقب كأس القارات 2017، التي شهدت أيضا فوز ألمانيا على المكسيك 4 / 1.
وتصب التوقعات بشكل كبير لصالح البرازيل، المتوجة بالمونديال خمس مرات، في تجاوز المجموعة الخامسة التي تضم أيضا سويسرا وكوستاريكا وصربيا.
كذلك تأمل روسيا تفادي الكبوات المبكرة، وتجاوز المجموعة الأولى التي تضم معها منتخبات السعودية ومصر وأوروجواي.
وربما تشكل المجموعة الثامنة فرصة جيدة للمنتخب السنغالي وكذلك نظيره الياباني ، رغم الترشيحات التي تصب لمصلحة بولندا وكولومبيا.
أما المنتخب الإنجليزي، فقد تفادى المواجهات الشرسة، وأوقعته القرعة في المجموعة السابعة مع منتخبات بلجيكا وبنما وتونس.
وسلطت الأضواء بشكل كبير على مشاركة أسطورة الكرة الأرجنتيني دييجو مارادونا في مراسم سحب القرعة، وخاصة عندما سحب الكرة التي حملت اسم المنتخب الإنجليزي.
فقد ربطت وسائل الإعلام بين هذه المشاركة، والهدف الشهير الذي سجله إثر لمسة يد، في شباك المنتخب الإنجليزي في كأس العالم 1986.
وذكرت صحيفة “جارديان” إن التعويض جاء أخيرا بعد 31 عاما “حيث أوقع دييجو مارادونا المنتخب الإنجليزي في مجموعة الأحلام بكأس العالم 2018، رغم أن الفريق سيسافر بذلك إلى مناطق نائية في روسيا تبعد 4066 ميلا”.
وستكون كأس العالم المقبلة هي الأولى خلال ولاية الرئيس الجديد للفيفا، السويسري جياني إنفانتينو، الذي أثنى على اللجنة المنظمة للمونديل في روسيا، متوقعا أن تكون “أفضل نسخة من كاس العالم على الإطلاق”.
ورغم ذلك، ورغم حقيقة أن روسيا أكدت على جاهزية كل الاستادات ال12 في الموعد المحدد إلى جانب المبادرات التي تتضمن الانتقالات بالمجان لحاملي تذاكر المباريات وبطاقات الهوية الخاصة بالمشجعين، جاءت حالة الجدل والاضطرابات التي أحدثتها قضية المنشطات في روسيا لتلقي بظلالها.
وقبل ساعات قليلة من انطلاق حفل القرعة أمس، نفى فيتالي موتكو، نائب رئيس الوزراء، مجددا ادعاءات الانتشار الممنهج والمدعوم من الدولة للمنشطات بين الرياضيين الروس.
وتواجه روسيا احتمالات حرمانها من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة في كوريا الجنوبية (بيونجتشانج 2018)، إثر ادعاءات بتورط رياضيين ومسؤولين روس في مخالفات تتعلق بانتشار المنشطات بين المشاركين في أولمبياد سوتشي 2014 الشتوي.
وقال موتكو، في مؤتمر صحفي عقد في الكرملين قبل القرعة “أنا مستعد للذهاب إلى أي محكمة، أو أي هيئة تأديبية، وأقول إن روسيا لم ولن يكون فيها أي برنامج للتستر على تعاطي المنشطات”.
ودافع موتكو، الذي كان وزيرا للرياضة ويرأس الآن اللجنة المنظمة للمونديال، عن لاعبي كرة القدم الروس الذين واجهوا اتهامات بتعاطي المنشطات، قائلا “لا يوجد تلاعب في منتخب كرة القدم لدينا.”
ومن جانبه، قال إنفانتينو إن كأس العالم 2018 لن تتأثر بأي عقوبات أولمبية محتملة بحق الرياضيين الروس.
كذلك استمر الجدل حول قضية فساد الفيفا والادعاءات المتعلقة بحصول قطر على حق استضافة كاس العالم 2022.
وقال إنفانتينو بهذا الشأن إنه لا يرى أن هناك حاجة للعودة للنظر في التصويت الذي حصلت من خلاله قطر على حق استضافة مونديال 2022 ، وذلك رغم ادعاءات الرشى التي يجرى نظرها ضمن محاكمة تجريها السلطات في نيويورك لأعضاء سابقين باللجنة التنفيذية للفيفا.
وقال إنفانتينو إن الفيفا أجرى الآن تغييرات لتطوير الحوكمة به وإن الاتحاد الدولي تعلم من الماضي، وأضاف “الشكوك (حول عملية التصويت) لا يمكن أن تثار مجددا لأننا سنضع الآليات التي تضمن عدم تكرار ذلك.”
DPA