السيسي يدعو للتعامل بحذر مع ملف القدس

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بالتعامل بحذر مع ملف القدس، مشددًا على ضرورة الالتزام بالمرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، في بيان اليوم.

جاء ذلك خلال اجتماع عقده الرئيس المصري، اليوم الأربعاء، ضم القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان، ووزراء الدفاع والخارجية والداخلية ورئيسي المخابرات العامة وغيرهم من المسؤولين الحكوميين.

وتم خلال الاجتماع متابعة آخر تطورات الأوضاع الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية في ظل القرار المزمع اتخاذه من قبل الإدارة الأمريكية بشان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بحسب البيان المنشور على صفحة المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، في “فيسبوك” عقب الاجتماع.

وشدد السيسي على ضرورة الالتزام بالمرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، في إطار السعي للتوصل إلى تسوية نهائية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية وتوفير الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط.

وكان السيسي أبلغ نظيره الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنه لا داعي إلى “تعقيد” الوضع في الشرق الأوسط وذلك بعدما اتصل به ترامب للتحدث بشأن اعتزامه نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس.

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، إن “هذا الإجراء الخطير ستكون له عواقب يبدو أن الإدارة الأمريكية لا تستوعبها على نحو كاف”.

وأضاف أبو الغيط “على كل حال الطرف الفلسطيني سيجد المساندة والدعم العربيين الكاملين في أية إجراءات يقرر اتخاذها ردا على هذه الخطوة”.

كما شدد أبو الغيط على أن “تقرير مستقبل المدينة هو أحد موضوعات التفاوض على التسوية النهائية، ولا يمكن بأي حال إملاء وضعيتها أو تغيير مكانتها القانونية أو السياسية بشكل يستبق نتائج المفاوضات، وإلا فما الفائدة من الانخراط في أية جهود للتسوية السياسية أو الحلول التفاوضية”.

وأكد الشيخ يوسف جمعة، إمام وخطيب المسجد الأقصى، أن قرار ترامب سيكون في مواجهة ملياري مسلم حول العالم، فقضية القدس ليست فلسطينية فقط بل هي قضية العالمين العربي والإسلامي.

وقال جمعة، في تصريحات لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”، إن “ما يدور في وسائل الإعلام حول نية الرئيس الأمريكي نقل سفارته إلى القدس والاعتراف بها كعاصمة لدولة الاحتلال، موقفنا بوضوح بأن مدينة القدس هي جزء لا يتجزأ من فلسطين، وهي خط أحمر بالنسبة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لأنه لا قيمة لفلسطين بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون المسجد الأقصى المبارك”.

وأضاف يوسف: “نحن نؤكد أن الرئيس الأمريكي يحاول اللعب بالنار في القضية المركزية بالنسبة للعرب والمسلمين، وعندما يدعي أن القدس عاصمة لإسرائيل ويسير في خطوات لتنفيذ هذا الفكر الذي يسيطر على عقله، فهو بذلك يؤجج الصراع الديني في هذه المنطقة”.

وأشار جمعة، إلى أن إسرائيل قد عرفت موقف الفلسطينيين عامة والمقدسيين بشكل خاص قبل خمسة أشهر، عندما حاولت فرض السيادة “الاحتلالية”، بتركيب الكاميرات الخفية والبوابات الإلكترونية، وقد شاهد العالم كله أمام وسائل الإعلام عشرات الآلاف من الفلسطينيين يقفون عند الأبواب مشكلين دروعاً واعتصموا في المسجد، وفي النهاية استطاعوا إجبار إسرائيل على إزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات الخفية، ولذا فإن “محاولة ترامب التغطية على فشله الداخلي في الولايات المتحدة بدعم إسرائيل لكي تقف معه في الداخل الإسرائيلي، ونقول لهم إن جميع مكونات الشعب الفلسطيني تقف في خندق واحد دفاعاً عن القدس ولن تسمح بأي حال من الأحوال بتمرير هذا المخطط، لأن القدس يهون دونها كل غال ونفيس”.

وأكد جمعة، ما قاله شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في تعليقه على ما قاله ترامب محذراً بأن “الدمار سيطال الغرب قبل الشرق جراء تلك الخطوة لأنها تتعلق بالبقعة الوحيدة على سطح الأرض التي تجمع بها الأنبياء من بداية الخلق إلى آخرهم النبي محمد”.

وحذر جمعة من قرار ترامب، الذي وصفه بـ “الأحمق”، سيؤجج النار وسيخلق صراعات المنطقة في غنى عنها، لو أن هذا الرئيس فكر جلياً في عواقب تلك الخطوة.

وأوضح جمعة، أن الخيارات المتاحة أمام ترامب بعد تأكيداته المتكررة بأنه سينقل السفارة وسيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، فإما أنه سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ويرجىء نقل السفارة، أو أنه سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وسينفذ قرار نقل السفارة وفي كلتا الحالتين ستنشأ الصراعات.

وكان المتحدث باسم الإدارة الأمريكية قد أعلن، في بيان له، إن الرئيس دونالد ترامب سيطلب من وزارة الخارجية بدء العمل في إجراءات نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس.

شكرا للتعليق على الموضوع