حيمري البشير يكتب : عندما يتنصل الإسلامي من تاريخه

قرأت عنوانا لأحد الفقهاء الذي أصبح باحثا في الإسلام ،لكني لمست في خرجاته الإنفتاح على كل القضايا،بما فيها التي قد تسبب له حرصا وسط كل الذين يتابعون مقالاته .

ربما يريد من جديد العودة لماضيه يوم كان شابا يافعا ،يفطر بالجهة ،ويمسي عليها ، الخرجة التي أثارت انتباهي وجعلتني أسارع في إبداء وجهة نظري ، هي مساندته لسياسة  أعطى انطلاقتها وزيرين في الحكومة المغربية والمتعلقة ، بدعمهم مشروعا لتقريب رجال المسرح والفن من مغاربة العالم ، والذي اعتبره بادرة قد تساعد على محاربة التطرّف والإرهاب .

 مفكرنا له الحق في مساندة المشروع لأنه وسيلة لرد الإعتبار للفنان المغربي  الذي هو محروم من كل الحقوق ،لكنه في نفس الوقت وضع نفسه في موقف حرج والذي كان يؤم الناس في المسجد ويلقي الخطبة كل جمعة ،ويتحمل مسؤولية فشل التدبير الديني في الدول الإسكندنافية ،ويتحمل مسؤ:لية هدر المال العام بطرق مسيئة ،وهو الذي كان يعتبر  أهل اليسار ملحدون ويحاسبهم بقوة .لسنا ضد سياسة تقريب الثقافة المغربية لمغاربة العالم عن طريق  المسرح والفن ، ولكن هناك أولويات في سياسة تدبير ملف الهجرة ،التي يجب أن تبنى على استراتيجية  تنبثق من حوار ونقاش يجري وسط الهجرة ، ليس برامج وسياسات لا  إشراك الجالية في رسمها .

موقف شيخنا المبجل لا أظنه إلا تعبير عن حسن النوايا موجه للجهة المعلومة التي قضت على مشروعه ألذي فشل فشلا ذريعا .

أتساءل ماهي أسباب هذا التحول الكبير في أفكار شيخنا المبجل ، من خلال المقالات التي وردت في صحف دنماركية ومن خلال الخرجات الإعلامية على مستوى المواقع الإلكترونية

الحمد لله أنني بقيت على مواقفي وعلى صباغتي ولم أتغير وليس لي علاقة بصفة النفاق  التي وصفني بها أحدهم .

لست ضد الفن والمسرح ولكن أعتقد أن مغاربة العالم يتميزون بالنضج السياسي ويعيشون في مجتمعات ديمقراطية ومتأثرين بالسياسات العمومية في بلدان الإستقبال ولهم وجهة نظر من السياسة التي  ينهجها بلدنا في تدبير الشأن العام بصفة عمة وتدبير ملف الهجرة بصفة خاصة .

كنّا نتمنى أن يفتح الوزيرين نقاشا حول المبادرة التي وقعوا عليها ، وعلى ضوء النقاش يتخذ القرار، لكن سياسة القرارات المفروضة على مغاربة العالم لازالت مستمرة ، وأعتقد أن الحفاظ على الهوية لا نقاش فيها ولكن الأولوية بالنسبة لمغاربة العالم إشراكهم في وضع وبناء استراتيجية في مجال الهجرة ، والأولوية في تفعيل فصول المشاركة السياسية .

لم ينتهي الكلام ….

حيمري البشير – كوبنهاجن – الدنمارك

شكرا للتعليق على الموضوع