سامي فودة يكتب: اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب
في ذكرى شهداء الوطن، شهداء الثورة الفلسطينية المجيدة، شهداء الحركة الأسيرة العملاقة، نستحضر ذكراهم المعبَقة بأريج الورد ،والريحان والياسمين .لأنهم أيقونة الحرية والثورة والانتماء والولاء للوطن والقضية، والوعد الصادق لأفعالهم وبطولاتهم في ميادين وساحات المواجهة، والوجه المشرق والضمير الحي لأمتهم ولوحة الشرف التي تتباهى بها الأجيال من بعدهم جيلاً بعد جيل ،فهم تاج العز والفخار فوق رؤوسنا وأوسمة العز على صدورنا ،ومصدر إلهام لكل إنسان حر شريف يقوم بعمل وطني مخلص من أجل رفعة شأن وطنة للانعتاق والتخلص من الاحتلال.
نقف بكل إجلال وإكبار وتقدير أمام تضحيات وعظمة شهدائنا الابرار، الذين هم اكرم منا جميعا، رغم ان ما قدموه من أجل كرامة وطنهم وشعبهم، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نوفيهم حقهم باي العبارات والتكريمات، والاحتفالات ، لكن حسبهم أنهم أحياء عند ربهم، وخالدون في ذاكرة الوطن والتاريخ وراسخة في عقول ووجدان البشر.
يحيي شعبنا الفلسطيني الأبي في ربوع الوطن اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء الفلسطينيين والعرب والذي أقره مجلس الوزراء الفلسطيني في 3 أغسطس/ آب 2008،أعتبار يوم 27 آب/ أغسطس من كل عام هو يوماً وطنياً بامتياز والذي يتخلله تحرك ميداني جماهيري شعبي فلسطيني عربي من أجل ممارسة الضغط على دويلة الكيان الصهيوني المسخ للكشف عن مصير جثامين الشهداء والمفقودين المحتجزة جثامينهم في مقابر الأرقام، وثلاجات التبريد، لتمكين عائلات الشهداء من استرداد جثامين أبنائهم الذين حرموا من رؤيتهم سنوات طويلة وتشييعهم بما يلق بكرامة الإنسان وكرامة الشهداء الابطال وحسب معتقداتهم الدينية وذلك تقديراً منا لتضحيتهم ومعاناة ذويهم.
لا تزال دويلة الكيان الصهيوني المسخ تعمل من خلال جرائمها وسلوكها العصابي الانتقامي العنصري الفاشي على شرعنه احتجاز جثامين الشهداء والمفقودين من خلال انظمتها السياسية والأمنية والتشريعية ضاربةً بعرض الحائط كلّ القوانين والمواثيق الدوليّة في محاولة منها لتثبيط عزيمة وصمود شعبنا الفلسطيني وكسر أرادته وترك اثار موجعة ومؤلمة على نفوس أسر الشهداء والمجتمع الفلسطيني بأكمله، ومازالت سلطات الاحتلال تواصل بكل عنجهية احتجاز جثامين سبعة أسرى من ابطال الحركة الأسيرة العمالقة الذين ارتقوا شهداء في سجون الاحتلال الصهيوني وهم على النحو التالي:
– الأسير الشهيد البطل ” أنيس محمود محمد دولة – شريم” من منطقة قلقيلية وتعود جذور بلدته الاصلية لقلقيلية فهو أعزب من مواليد 28 -8- 1944م وارتقى شهيداً 31- 8 – 1980م ولا يزال جثمانه محتجزاً ويرفض تسليمه لذويه.
– الأسير الشهيد البطل ” عزيز موسى سالم عويسات” من جبل المكبر بالقدس، من مواليد 4 -9-1965م فهو متزوج وأب لستة أبناء، وارتقى شهيداً مساء يوم الأحد الموافق 20-5-2018م ولا يزال جثمانه محتجزاً ويرفض تسليمه لذويه.
– الأسير الشهيد البطل ” فارس محمد أحمد بارود” من محافظة غزة مخيم الشاطئ مواليد1969م فهو أعزب وتعود جذور عائلته إلى قرية بيت دراس وارتقى شهيدا يوم الأربعاء في سجن ريمون الموافق 6/2/2019م ولا يزال جثمانه محتجزاً ويرفض تسليمه لذويه.
– الأسير الشهيد البطل” نصار ماجد عمر طقاطقة ” من سكان بلدة بيت فجار- قضاء محافظة بيت لحم من مواليد 1988م وارتقي شهيدا في صباح يوم الثلاثاء الموافق 16-7- 2019م ولا يزال جثمانه معتقلا ويرفض تسليمه لذويه.
– الأسير الشهيد البطل” بسام محمد أمين السايح “من سكان نابلس شمال الضفة الغربية منطقة رفيديا من مواليد 31/8/1973م وارتقى شهيدا يوم الأحد الموافق 8-9-2019م ولا يزال جثمانه معتقلا ويرفض تسليمه لذويه.
– الأسير الشهيد البطل” سعدي خليل محمود الغرابلي ” من قطاع غزة مواليد 12-6-1946م وبلدته الأصلية غزة” حي الشجاعية” ارتقى شهيدا يوم الأربعاء الموافق 8-7-2020م ولا يزال جثمانه معتقلا ويرفض تسليمه لذويه.
– الأسير الشهيد البطل” كمال نجيب أبو وعر” من سكان قباطية بقضاء جنين وبلدته الأصلية قباطية- أعزب- من مواليد الكويت في 25-7-1974م ارتقى شهيدا مساء يوم الثلاثاء الموافق 10/11/2020م ولا يزال جثمانه معتقلا ويرفض تسليمه لذويه.
أنّ شهداء الحركة الأسيرة السبعة ارتقوا شهداء مع سبق الاصرار والترصد وهم من بين “226” أسيراً ارتقوا في غياهب سجون الاحتلال منذ عام 1967 حتى عام 2020، ومنهم مئات الأسرى الذين ارتقوا شهداء بعد الإفراج عنهم من سجون الاحتلال بفترات مقتضبة نتيجة تعرضهم للإصابة بأمراض مختلفة ورثوها خلال سنوات اعتقالهم.
ومن جانب آخر أكدوا الاخوة في نادي الأسير أن من بين الشهداء الأسرى (75) أسيرًا ارتقوا نتيجة للقتل العمد و(73) استشهدوا جراء التعذيب و (7) بعد إطلاق النار عليهم مباشرة، و(71) نتيجة لسياسة الإهمال الطبي “القتل البطيء” على مدار سنوات اعتقاله في غياهب السجون وخلال العام المنصرم2020 ارتقى أربع لأسرى شهداء داخل السجوان جراء الإهمال الطبي والتعذيب وهم/ نور الذين البرغوثي- وسعد الغرابلي- وداود الخطيب- كمال أبو وعر..
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أبناء الوطن الواحد ان قضية جثامين الشهداء المحتجزة في مقابر الأرقام، وثلاجات التبريد، لدي دويلة الكيان الصهيوني هي قضية وطنية وإنسانية تمس كل بيت وأسرة فلسطينية، ولا تقل أهمية إطلاقا عن الثوابت الوطنية من حيث قضية الأسرى والمقدسات وحق العودة، وللعلم ان دويلة الكيان الصهيوني الزنيم قد دمرت نصف لبنان عام 2006 تحت حجة استرداد رفاة جنديين.
لهذا لا بد من تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب في المحافل الدولية لكشف اللثام عن وجه الاحتلال القبيح وفضح ممارساته العدوانية من أجل تشكيل لوبي عالمي لكبح جماحه ولجمه عن جرائمه المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني وإجباره على تسليم الجثامين الشهداء.
ومن على سطور مقالي الخاص بقضية استرداد جثامين الشهداء أوجه ندائي إلى فصائل المقاومة بمواجهة غطرسة قرارات الاحتلال الجائرة بحق جثامين الشهداء بان لا يكتفوا بإطلاق سراح الأسرى الاحياء منهم بل طالبوا باسترداد جثامين الشهداء على طاولة التفاوض معهم في أية صفقة تبادل قادمة.
وأخيراً اتمني على الفصائل بان لا يكون اليوم الوطني لاسترداد جثامين الشهداء من براثن الاحتلال الصهيوني هي مجرد ردة فعل عاطفية أو مناسبة موسمية فقط لتذكير أنفسكم وأنفسنا بأسماء الشهداء المحتجزين وتنتهي حكايتهم بانتهاء الاعتصامات والاحتفالات والندوات و الورش.
المجد والخلود لشهدائنا الأبطال، والرحمة لأرواحهم الطاهرة، وكل الوفاء لذكراهم وتضحياتهم.
اقرأ للكاتب
سامي فودة يكتب: الإرهاب الصهيوني والسطو على أموال المقاصة جريمة