طالب سابق يعترف بتنفيذ هجوم دام في مدرسة بفلوريدا
اعترف شاب مضطرب بقتل 17 شخصًا في مدرسته الثانوية السابقة في فلوريدا، وفقا لما أفادت وثائق المحكمة الخميس، فيما أقر مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) بأنه تلقى تحذيرا بشأن المسلح البالغ من العمر 19 عاما لكنه لم يبادر إلى التحرك.
والاعتداء هو الأسوأ الذي يقع في مدرسة منذ المجزرة التي حدثت في مدرسة “ساندي هوك” حيث قتل 26 شخصًا قبل ستة أعوام.
من جهته، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاهتمام بالذذين يعانون من امراض عقلية متجنبا التطرق إلى مسألة انتشار الاسلحة النارية في بلاده.
ووسط حالة من الرعب عاشتها مدرسة “مارجوري ستونمان دوغلاس “الثانوية، اختبأ الطلبة في الخزانات وتحت الطاولات فيما فتح نيكولاس كروز نيران بندقية من طراز “ايه آر-15”.
وتم توجيه 17 تهمة بالقتل العمد لكروز الذي مثل الخميس أمام قاض عن طريق الاتصال بالفيديو، أمر باحتجازه دون إمكانية اخراجه بكفالة أو غيرها. وأصيب أكثر من عشرة أشخاص آخرين بجروح في إطلاق النار.
وذكرت وثائق المحكمة أنه بعدما تم إعلامه بحقوقه القانونية “أعلن كروز أنه هو المسلح الذي دخل حرم المدرسة وبحوزته بندقية +ايه آر-15+ حيث بدأ بإطلاق النار على الطلبة الذين رآهم في الممرات وفي انحاء المدرسة”.
وأفادت السلطات أن كروز وصل إلى المدرسة على متن سيارة اجرة “أوبر” في تمام الساعة 14,19. وبعد أقل من ثلاث دقائق، بدأ بإطلاق النار على عدة صفوف دراسية. وحسب الوثائق الرسمية غادر حرم المكان في الساعة 14,28.
وأبلغ كروز الشرطة بأنه ترك بندقيته التي اشتراها بشكل قانوني من فلوريدا وغيرها من المعدات التكتيكية التي كانت بحوزته ليتمكن من الفرار وسط الحشود، بحسب الوثائق.
وقال قائد شرطة مقاطعة بروارد بفلوريدا سكوت اسرائيل للصحفيين إن كروز توقف بعد الهجوم عند متجر “وول مارت” ومن ثم مطعم “ماكدونالدز”. واعتقل بعد 40 دقيقة حيث تعرفت الشرطة عليه باستخدام التسجيلات على كاميرا المراقبة في المدرسة.
وفي خطاب متلفز للتعليق على عملية إطلاق النار الـ18 التي تقع في مدرسة هذا العام، تعهد ترامب بالاهتمام بمن يعانون من امراض عقلية بعدما نشر عدة تغريدات تحدث فيها عن “الإشارات العديدة” التي أظهرت أن المهاجم “مختل عقليا”.
لكن الرئيس تجنب التطرق إلى مسألة وضع قيود على انتشار الأسلحة النارية في بلاده.
وفي وقت سابق، قال ترامب “كان جيرانه ورفاقه في المدرسة يعلمون انه يطرح مشكلة كبيرة. يجب دائما ابلاغ السلطات بهذه الامور!”.
وعُرف عن كروز الذي طرد من المدرسة لأسباب تأديبية بأنه كان مهووسا بالأسلحة النارية فيما ذكرت معلومات نشرتها وسائل اعلام أنه سبق ان تم التعريف عنه على أنه يشكل تهديدا محتملا لزملائه.
أما مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي)، فقد أقر بأنه تلقى تنبيها في ايلول/سبتمبر بشأن رسالة نشرت على موقع “يوتيوب” قال فيها مستخدم اسمه نيكولاس كروز “سأصبح مطلق نار محترفا في المدارس”.
وأكد الاف بي آي في بيان أنه أجرى “مراجعات لقاعدة البيانات وغيرها من اجراءات التدقيق” من دون التوصل إلى تحديد الشخص الذي وضع المنشور.
وتظهر صورة لكروز شابا يبدو عاديا جدا شعره كستنائي اللون قص بشكل مرتب وعيناه عسيليتان ووجه عليه نمش.
لكن المعلومات التي وردت منذ الاعتداء تحمل مؤشرات خطيرة كان يجب أن تشكل إنذارا.
وقال مانولو الفاريز (17 عاما) لوكالة فرانس برس “التقيته العام الماضي. كان في صفي ببداية العام عندما التقيته أول مرة وعرفت أن شيئا ما لم يكن على ما يرام وأنه كان غريب الأطوار”.
وعرف زملاؤه أنه نشر رسائل تحتوي عنفا عبر الانترنت. والخميس، ذكرت رابطة مكافحة التشهير أنه كان عضوا في مجموعة تؤمن بنظرية تفوق العرق الأبيض وشارك في تدريبات شبه عسكرية.
وقتل 15 شخصا في المدرسة فيما توفي شخصان لاحقا في المستشفى.
وبين القتلى آرون فيس وهو مدرب كرة قدم محبوب في باركلاند المدينة التي تضم ثلاثين ألف نسمة وتقع شمال ميامي حيث يتوقع وصول ترامب للقاء السكان الذين يعيشون حالة من الصدمة.
وشارك الآلاف في عدة صلوات جرت خلال اليوم فيما أطلق مسؤولون بالونات فضية اللون في الهواء تكريما للضحايا.
وفي نداء عاطفي عبر شبكة “سي ان ان”، قالت لوري الهادف التي قتلت ابنتها في اطلاق النار “الرئيس ترامب، أفعل شيئا أرجوك. تحرك. نحتاج إلى ذلك الآن. يحتاج هؤلاء الأطفال إلى الأمان الآن”.
ودعت كارلي نوفل التي نجت من إطلاق النار المسؤولين إلى التحرك لوقف العنف باستخدام الأسلحة النارية. وقالت “أريد من الناس التوقف عن الحديث عن الأمر دون القيام بأي شيء. لا فائدة من القول إن مشاعركم وصلواتكم معنا إن كان شيئا لا يتغير”.
بينما أثارت عملية إطلاق النار الأخيرة الاسئلة مجددا بشأن قوانين حمل السلاح في الولايات المتحدة، يعارض ترامب — اول رئيس اميركي يلقي خطابا امام مجموعة ضغط الاتحاد القومي الأميركي للأسلحة النافذة — فرض أي قيود إضافية على امتلاك السلاح.
وسعى معارضو وضع القيود على الأسلحة إلى تحويل مسار النقاش إلى الدوافع والصحة العقلية لمستخدميها.
لكن الكثير من الأشخاص فقدوا الأمل بشأن إمكانية تحقيق إصلاحات حقيقية في الكونغرس الذي يشهد انقسامات عميقة بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي.
ومنذ كانون الثاني/يناير 2013، وقعت 291 حادثة إطلاق نار في المدارس في انحاء البلاد، أي بمعدل عملية كل اسبوع، وفقا لمجموعة “ايفري تاون فور غن سايفتي” غير الربحية.
وقالت المُدرسة ميليسا فالكوسكي التي أدخلت 19 طالبا وطالبة في خزانة بالمدرسة لحمايتهم “من الواضح أننا نخذل أطفالنا”، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.