أبرز افتتاحيات ومقالات الصحف العربية

تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، على عدة مواضيع أبرزها، مكافحة الإرهاب في مصر، والتصعيد على الجبهة السورية-الإسرائيلية وتدخل ايران في الشؤون الداخلية للعراق والمنحة القطرية لقطاع غزة، فضلا عن الدور الأمريكي والروسي في ما يجري في سورية، و الضغوطات الأمريكية على لبنان حول الملف النفطي.

ففي مصر، واصلت يومية (الأهرام) حديثها عن العملية العسكرية الشاملة (سيناء 2018)، مبرزة أن “هناك العديد من العوامل أو المحفزات التي دفعت باتجاه إطلاق عملية شاملة للقضاء على الإرهاب، لعل أهمها هو العملية الإرهابية التي استهدفت مصلين أبرياء في مسجد الروضة بشمال سيناء، وسقط خلالها عدد من المصريين، ثم ما تلاها من استهداف طائرة عسكرية في مطار العريش”.

وسجلت الصحيفة أن الخبرات التي تراكمت خلال العمليات السابقة التي قامت بها القوات المسلحة والجهود التي بذلت لتحجيم الإرهاب داخليا وخارجيا “بدت كافية تماما لإطلاق عملية شاملة واسعة النطاق تشارك فيها القوات المسلحة بكل أسلحتها وأفرعها وقوات الشرطة لملاحقة الإرهابيين في عملية أقل ما توصف به أنها مرحلة توجيه الضربة القاضية للعدو”، مبرزة أن (سيناء 2018 ) أحدثت “نقلة نوعية في مسار المواجهة مع الإرهاب، وهي في كل الأحوال رسالة شديدة اللهجة إذا جاز التعبير، للإرهابيين ومن يدعمونهم”.

وفي الشأن المحلي، أشارت صحيفة (الجمهورية) إلى موضوع بناء مدن جديدة في مصر، والتي تتخذ أسلوب الامتداد الطبيعي للمدن العريقة، مشيرة إلى أن العاصمة الإدارية الجديدة التي أوشك بناؤها على الانتهاء “ستكون فخرا حضاريا ومعماريا وإنسانيا لمصر والمصريين بكل المقاييس”.

وأضافت أن العاصمة الإدارية، التي تم تشييدها في تناغم بين نظرية التكامل في الخدمات والتميز في المواصفات والالتزام بمعايير الجودة، “مدينة خضراء ذكية تستفيد من التجارب والدروس الماضية وتوفر لسكانها كل الخدمات والامكانات العصرية”.

وفي الإمارات، اهتمت الصحف بالتصعيد على الجبهة السورية-الإسرائيلية وتدخل ايران في الشؤون الداخلية للعراق. وكتبت صحيفة (البيان) في مقال لأحد كتابها بعنوان ” التصعيد في المنطقة إلى أين؟” أن حدة المواجهات تصاعدت على الجبهة السورية-الإسرائيلية والتي أدت إلى إسقاط طائرة إسرائيلية للمرة الأولى، رغم تكرار عمليات السلاح الجوي الإسرائيلي في سوريا، مضيفة ان المنطقة تمر “بمرحلة دقيقة بعد هزيمة تنظيم داعش حيث يحذر بعض المراقبين من أن الانتصار على الجماعة المارقة لن يجلب بالضرورة السلام للمنطقة، وقد يخلق حالة من الاستقطاب الإقليمي”.

واشارت الصحيفة بالمقابل الى أن الكثير من المراقبين، يرون أن “لا أحد من الأطراف يستطيع أو لديه الرغبة في إشعال فتيل الحرب. والسبب يعود إلى تخوف كافة الأطراف من أن الحرب ستأكل الأخضر واليابس. وإسرائيل بعد حربها في 2006 باتت متأكدة من عدم جدوى الدخول في مواجهة مع حزب الله”.

من جانبها، توقفت صحيفة (الخليج) عند التصريحات التي أدلى بها مؤخرا علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، التي قال فيها “إننا لن نسمح لليبراليين والمدنيين أو أي شخص غير مفصل على المقاس الإيراني أن يعود إلى السلطة في العراق”، مشيرة إلى أن مثل هذه التصريحات، “أثارت موجة من الغضب في الأوساط السياسية والحزبية والبرلمانية العراقية وحتى الشعبية، لأنها تمس هوية العراق وعروبته وانتماءه إلى محيطه الإقليمي”.

وأبرزت الصحيفة في افتتاحيتها بعنوان ” العراق والإساءات الإيرانية” الى أن ايران لم تكتف بالحضور السياسي والمذهبي في العراق، بل امتد تدخلها ليشمل جوانب عسكرية كذلك، مؤكدة أن تجربة ميليشيات الحشد الشعبي “تقدم لنا صورة سافرة من صور التدخل الإيراني، وهو تدخل يهدف إلى إخراج العراق بالكامل من محيطه العربي”.

وفي السعودية، قالت يومية (الرياض) في افتتاحيتها تحت عنوان “العزلة الإيرانية إن “التهديد الإيراني للأمن والسلم الدوليين جاء كمحور رئيسي في أجندة مؤتمر ميونيخ للأمن، وهو أمر طبيعي في محفل دولي يبحث جهود مكافحة الإرهاب والعلاقات المتوترة بين الدول وهواجس اندلاع مواجهة عسكرية نووية (…)”.

وبحسب الافتتاحية، فإن “كلمات المتحدثين من رؤساء حكومات ووزراء تناولت الخطر المقبل من إيران وممارساتها العبثية التي أدت إلى تعكير الأجواء وخلقت عداوات وانقسامات وتحزبات أثرت على مسار دول برمتها وحولتها إلى ساحات حروب أهلية ومعارك سياسية زعزعت استقرارها وجعلتها رهينة للقرار الإيراني، الأمر الذي أثر على علاقاتها الإقليمية والدولية”.

وفي موضوع آخر، أوردت يومية (عكاظ) نقلا عن “مصادر سياسية مطلعة في المعارضة السورية أن لقاء الهيئة العليا للمفاوضات مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون في عمان الأسبوع الماضي وضع ملامح التعامل الأمريكي مع المعارضة السورية”، مشيرة إلى أن تيلرسون أبلغ المعارضة أن بلاده تدرس إجراءات جديدة ضد الأسد، خصوصا “في ظل التقارير المتزايدة حول استخدام الكيماوي والغازات السامة”.

وتوقفت الصحيفة عند المساعي المبذولة لحل الأزمة، ونقلت عن مصادرها أن “زيارات من دول إقليمية ستجرى الشهر الجاري إلى روسيا من أجل البحث في صيغة سياسية وأمنية توقف الحرب في سورية وتوفر بيئة آمنة لبناء الثقة بين الأطراف، على رأسها الإفراج عن المعتقلين”.

وفي الشأن العراقي، قالت يومية (الوطن) استنادا إلى مصادرها المحلية إن “الانشقاقات بدأت تضرب تحالفات انتخابية تضم قوائم ذات هوية مذهبية وطائفية موالية لإيران، وذلك قبل انطلاق الانتخابات التشريعية المقررة في مايو القادم”، مشيرة إلى أن الانشقاقات طالت أيضا التحالفات الكردية على خلفية استفتاء الإقليم.

ويأتي ذلك، وفق الصحيفة، في وقت حافظ فيه ائتلاف (الوطنية) بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي، على تماسك وحدته، مبرزة أن قائمة علاوي “تشهد حضورا في جميع المحافظات وتضم شخصيات سياسية وزعماء يتمتعون بقاعدة تأييد شعبية في محافظات الوسط والجنوب وبغداد، فضلا عن توجهه الرافض للتدخل الإيراني في الشأن العراقي على عكس القوائم الأخرى الخاضعة لإرادة خارجية”.

وفي قطر، تطرقت الصحف المحلية، في افتتاحياتها، لبدء صرف منحة تسعة ملايين دولار الموجهة من قطر الى قطاع غزة في شكل مساعدات عينية، في ظل ما يشهده القطاع من ظروف جد صعبة من نقص حاد في المواد الأساسية وتوقف للخدمات نتيجة الحصار، مجددة التأكيد على مواصلة دعم الدوحة للشعب الفلسطيني باعتباره “كان وسيظل على رأس قائمة أولوياتها”، ودعوتها الى إيجاد حل دائم لقضية موظفي غزة، في إطار المصالحة الفلسطينية، التي من شأنها أن تنهي أزمة هؤلاء الموظفين.

وعلى صعيد آخر، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تحت عنوان “ماذا جاء يفعل تيلرسون في المنطقة؟”، تناول الدور الأمريكي والروسي في ما يجري في سورية بتداعياته الإقليمية بين المواقف المعلنة سياسيا وتلك المنفذة ميدانيا، متوقفا عند اقتراح الرئيس ترامب إنشاء مناطق لخفض التوتر، التي لم تصبح قط ، برأي كاتب المقال، “مناطق آمنة لا للنازحين ولا حتى منخفضة التوتر فعليا لسكانها”، بقدر ما “مهدت الطريق (…) لكي تتمدد قوات أمريكية لجهة الحدود الجنوبية والجنوب-غربية (…) لضمان حماية أمن الحدود الإسرائيلية جنوبا، وقطع الطريق على التمدد البري الإيراني من الغرب”.

ولفت كاتب المقال الى أن “أمن إسرائيل”، و”ضبط” إيران ضمن حدودها مع العمل على “إلغاء الاتفاق النووي الموقع معها”، يشكلان في ترابطهما “عمليا إستراتيجية الإدارة الأمريكية الحالية” في المنطقة، معتبرا أن “محاصرة إيران وأذرعها” و”امن إسرائيل” وما قد يكون من قناعة مستجدة لدى ساكن البيت الأبيض بأن “هذين العنصرين لا يستقيمان من دون رحيل بشار الأسد”، في اختلاف مع الحليف الإسرائيلي الذي “يفضل بقاء الأسد ولو محجما ومقيدا”، هو ما استدعى أو “ما جاء يفعله وزير الخارجية ريكس تيلرسون في جولته الأولى إلى المنطقة”.

وفي البحرين، أبرزت صحيفة (الأيام) أن وزير خارجية تركيا مولود تشاوش اوغلو حذر من أي دعم قد تقدمه القوات الحكومية السورية للفصائل الكردية في شمال سوريا، مؤكدا أن ذلك لن يمنع تركيا من مواصلة عملياتها في عفرين.

وأوضحت الصحيفة أن هذا التحذير صدر عن تشاوش اوغلو ردا على تقارير إعلامية تتحدث عن قرب دخول قوات موالية للنظام السوري الى عفرين لمواجهة العمليات التركية ضد الاكراد.

وقال وزير خارجية تركيا، وفقا للصحيفة، “إذا كانت قوات النظام تدخل (عفرين) لطرد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية، فلا مشكلة بذلك. لكن ان كانت ستدخل لحماية وحدات حماية الشعب الكردية، فلن يستطيع احد ايقافنا أو إيقاف الجنود الاتراك”.

من جهتها، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن الكرملين أعلن عدم وجود أدلة على تدخله في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعدما وجهت واشنطن اتهامات إلى 13 روسيا يشتبه في تدخلهم في عملية الاقتراع التي أوصلت دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

واعتبر الكرملين، حسب اليومية، أن الاتهامات التي تم توجيهها يوم الجمعة الماضية “تتعلق فقط بمواطنين روس” وليس بدولة روسيا، إذ نقلت الصحيفة عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله للصحفيين “لا يوجد أي دليل جوهري على تدخل في الشؤون الأمريكية”.

من جانبها، توقفت صحيفة (البلاد) عند مواصلة السلطات الإسرائيلية أشغال بناء جدار إسمنتي على حدودها مع لبنان، حيث أكدت أن السلطات اللبنانية تعتبر أن الجدار الإسرائيلي على الحدود يمس السيادة اللبنانية. ونقلت الصحيفة عن الرئيس اللبناني، ميشال عون، قوله إن “بيروت تتابع الاتصالات، للتصدي للأطماع الإسرائيلية في الأرض والمياه اللبنانية”.

وفي الأردن، اهتمت الصحف المحلية بالزيارة التي قام بها وزير الخارجية التركي للأردن، حيث كتبت صحيفة (السبيل) في مقال بعنوان “جاويش أوغلو في عمان”، أن هذه الزيارة تأتي في إطار تطوير العلاقات الأردنية التركية؛ وهي تؤكد على معالم هذا التطور سواء في المجال التجاري والاستثماري أو في المجال السياسي.

وأشارت إلى أن زيارة وزير الخارجية التركي مقدمة لزيارة مرتقبة للرئيس التركي أردوغان إلى المملكة وهي الزيارة الثانية المتوقعة في أقل من ثلاثة أشهر، مضيفة أنها تمثل دليلا واضحا على تطور العلاقات وتناميها في كافة الجوانب، حيث البلدان يملكان مصالح مشتركة تتقاطع في سوريا والعراق وفلسطين المحتلة.


وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الدستور) أنه ثمة ما ينبئ بأن هناك “صفقة ما” قد تم إبرامها بين دمشق وأنقرة والحركة الكردية في عفرين السورية، سمحت بتوافق الأخيرة مع النظام في دمشق، على إرسال قوات له أو محسوبة عليه إلى المدينة، لتفادي اجتياحها من قبل الجيش التركي وحلفائه، وإلا لما “قامرت” سوريا بالدخول في حرب مفتوحة مع تركيا، ولما صدر عن أنقرة ذاك “الترحيب المشروط”، بعودة الدولة السورية إلى تلك المنطقة، بل ووصولها إلى ضفاف الحدود الدولية بين البلدين.

لكن الصحيفة ترى أنه ليس هناك ثقة من أن “الاتفاق” المذكور، سيبلغ خواتيمه السعيدة، مشيرة إلى أن تعقيدات الميدان، وما يصاحبها من حسابات وحساسيات متناقضة، قد تطيح به في أية لحظة، وربما بصورة تعيد الوضع إلى ما هو أسوأ وأخطر مما كان عليه قبله.

وفي الشأن المحلي، أشارت صحيفة (الغد) إلى أن الحكومة اجتازت اختبار الثقة النيابية بصعوبة، وكتبت أن توقيت طرح الثقة ربما يكون قد خدم هذه الأخيرة، إذ أن قانون الموازنة أقر من البرلمان ودخل حيز التنفيذ، وإسقاط الحكومة بدون طرح برنامج بديل لبرنامجها كان يعني قدوم حكومة جديدة لتنفيذ نفس البرنامج، وبالتالي فما قيمة التغيير في هذه الحالة؟، تقول الصحيفة.

وأشارت إلى أن الحكومة باقية وهي على أبواب تعديل وزاري لتدعيم فريقها، لكن هذه الخطوة ومن قبلها الثقة النيابية، تضيف الصحيفة، لن تكون لها قيمة إذا لم تترافق مع تحسين جوهري في الأداء الحكومي، مؤكدة على ضروة العمل وبسرعة لاستيعاب غضب الناس، والعمل بجد واجتهاد لكسب رضى قطاعات اجتماعية “تعاني الأمرين جراء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة”.

وفي لبنان، انصب اهتمام الصحف المحلية أساسا على الضغوطات الأمريكية على لبنان حول الملف النفطي، وقلق الأمين العام للأمم المتحدة من احتمال حصول مواجهة مباشرة بين إسرائيل و(حزب الله).

وفي هذا الصدد، كتبت (الديار) أن الضغوط الأمريكية على لبنان تصاعدت في ظل رغبة إسرائيلية واضحة للمزيد من المناورات في الملف النفطي، قبيل عودة ديفيد ساترفيلد من إسرائيل حاملا الأجوبة على المقترحات اللبنانية، وهي محاولة من واشنطن لاستدراج موقف رسمي لبناني “للنأي” بالنفس عن “معادلة” (نصر الله) “الردعية”.

وأضافت اليومية أن إسرائيل تحاول “تفخيخ” التفاوض من خلال إدخال ملفات جديدة على “المداولات” وفي مقدمها اتهامات ومزاعم إسرائيلية بأن (حزب الله) كان وراء التخطيط لاغتيال وزير الأمن الإسرائيلي، افيغدور ليبرمان.

ووفقا لأوساط سياسية مطلعة، تشير اليومية، إلى أن المؤشرات الدبلوماسية تؤكد عدم وجود رغبة إسرائيلية في تعديل قواعد اللعبة على جانبي الحدود وهو ما يحمل “ضمانات” بأن إسرائيل لن تكون البادئة بأي تحرك عسكري لحل الأزمة القائمة مع رفضها دخول أي طرف ثالث على خط التفاوض.

من جهتها، قالت يومية (النهار) إن الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريس، كرر، في أيام قليلة، إعرابه عن قلقه من احتمال حصول مواجهة مباشرة بين إسرائيل و(حزب الله).

ونقلت الصحيفة عن غوتيريس، قوله إن ما صدر عن إسرائيل والحزب من إشارات في الآونة الأخيرة، أظهر أنهما “لن يسمحا بحصول ذلك ولكن أحيانا تكفي شرارة صغيرة لإشعال هذا النوع من الصراع “، مضيفا أن “أسوأ كابوس قد يتحقق هو إذا حدثت مواجهة مباشرة بين إسرائيل وحزب الله، “سيكون حجم الدمار في لبنان شديدا بالتأكيد”.

وفي موضوع آخر، ذكرت (اللواء) أن مجلس الوزراء ناقش أمس مشروع موازنة عام 2018 في جلسة تركزت على عرض عام حول نسب الواردات والنفقات والمخاطر المحتملة لزيادة العجز وضرورة إدخال إصلاحات بنيوية على الموازنة لا سيما خفض النفقات بنسبة لا تقل عن عشرين في المائة.

شكرا للتعليق على الموضوع