“إبادة الأرمن”.. الاعتراف بالجريمة الكبرى تلاحق تركيا

يأتي الاعتراف الرسمي من البرلمان الهولندي بإبادة الأرمن إبان الحكم العثماني ليزيد من الضغوط الدولية على تركيا التي تنكر ما يعرف بالجريمة الكبرى التي يقول مؤرخون إنها أودت بحياة 1.5 مليون شخص.

وصوت النواب الهولنديون بأغلبية كاسحة للاعتراف بـ”إبادة” الأرمن وإيفاد ممثل للحكومة إلى يريفان في 24 أبريل في ذكرى المجازر التي ارتكبت بين 1915 و1917.

ويقدر الأرمن بما بين مليون ومليون ونصف عدد ضحايا الحملات المنهجية ضدهم من قبل السلطات العثمانية.

واعترف عدد كبير من المؤرخين وأكثر من عشرين دولة من بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بحصول إبادة.

إلا أن انقرة ترفض بشكل قاطع استخدام تعبير “إبادة” وتتحدث عن مجازر متبادلة أوقعت مئات آلاف القتلى بين الجانبين.

ويرى محللون أن تركيا تخشى من الاعتراف بهذه المذبحة كونها ستشكل أساسا لمطالبتها بتعويضات مالية ضخمة إضافة إلى إرجاع أراض في شرقي تركيا كان يملكها سكان من القومية الأرمينية.

وبذلك تنضم هولندا إلى أكثر من 20 دولة، أغلبها في أوروبا، تعترف رسميا بالمذابح البشعة.

وفي عام 2015 صوت البرلمان الأوروبي، بأغلبية ساحقة، على قرار بشأن الاعتراف في مذابح الأرمن، بمناسبة الذكرى المئوية ما حرص النواب الأوروبيون على مطالبة كافة الدول الأوروبية بالاعتراف بمذابح الأرمن على أنها عملية إبادة جماعية.

وتمثل قضية الأرمن أحد الملفات الشائكة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي الذي تسعى جاهدة إلى الحصول على عضويته.

وحذر الاتحاد في أكثر من مناسبة من أن رد الفعل التركي المتشدد حيال الاعتراف بما يوصف بأول إبادة جماعية في القرن العشرين، سيعقد محادثات انضمام أنقرة إلى الاتحاد.

وصنفت جريمة “الإبادة الجماعية” كجريمة دولية في اتفاقية وافقت الأمم المتحدة عليها بالإجماع عام 1948 ووضعت موضع التنفيذ عام 1951.

وخلال فترة الحرب العالمية الأولى قامت السلطات العثمانية، وفقا للعديد من المصادر التاريخية، بـ”إبادة مئات” القرى الأرمنية شرقي البلاد في محاولة لتغيير ديموغرافية تلك المناطق لاعتقادهم أن هؤلاء قد يتعاونون مع الروس والثوار الأرمن.

وبحسب مؤرخين، فقد أجبرت السلطات القرويين الأرمن على العمل كحمالين في الجيش العثماني ومن ثم قاموا بإعدامهم بعد إنهاكهم، غير أن قرار الإبادة الشاملة لم يتخذ حتى ربيع 1915، حين قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وجرى إعدامهم في ساحات المدينة.

وبحسب مؤرخين استمرت القتل الجماعي حتى عام 1922، حين دخلت القوات التركية مدينة إزمير في سبتمبر عام 1922، وفقًا لقناة “سكاي نيوز” الإخبارية.

شكرا للتعليق على الموضوع