شبح المجاعة يخيم على سكان جنوب السودان

حذرت حكومة جنوب السودان ووكالات أممية، اليوم الاثنين، من أن نحو نصف سكان البلاد التي تمزقها الحرب يواجهون حالة جوع شديد، مع توقعات بأن ينفد الطعام لدى المزيد من السكان.

وبعد عام من تحول جنوب السودان إلى أول بلد يتعرض إلى مجاعة منذ ست سنوات جراء الحرب الأهلية فيه، حذر مكتب الاحصاء الوطني المحلي من أن نسبة 40 بالمئة إضافية من السكان سيعانون من الجوع هذا العام حتى قبل دخول موسم الجفاف.

وأفاد المكتب الحكومي في بيان، لأن 5,3 مليون شخص (أي 48 بالمئة من السكان) يواجهون انعداما حادا للأمن الغذائي، وفقًا لوكالة “فرانس برس”.

وفي 2017، طالت المجاعة نحو 100 ألف شخص، ما يعني أن الناس بدأوا يموتون جراء نقص الغذاء. وأعلن انتهاء المجاعة في جنوب السودان في حزيران/يونيو الماضي.

وأوضح بيان مشترك صادر عن ثلاث وكالات إغاثية أممية، أن “تحسن القدرة على الوصول (إلى المحتاجين) والاستجابة الإنسانية الضخمة نجحا في السيطرة على المجاعة وتفاديها في وقت لاحق من العام الماضي. رغم ذلك، لم يبلغ توقع انعدام الأمن الغذائي قط درجة سيئة كما هو الحال الآن”.

ودمرت أربع سنوات من الحرب الأهلية قطاع الزراعة في جنوب السودان، فيما ارتفعت الأسعار وسط عدم انتظام هطول الأمطار. وتعرضت البلاد كذلك إلى هجوم من دودة الحشد التي تدمر المحاصيل.

وقال مدير برنامج الأغذية العالمي لجنوب السودان عدنان خان، إن “الوضع يزداد سوءا مع كل عام من النزاع حيث يفقد المزيد من الأشخاص القليل الذي كانوا يملكونه. نحن قلقون حيث يتوقع أن يبدأ موسم الجفاف عندما تنفد المحاصيل في وقت أبكر بكثير من المعتاد هذا العام”.

وحذر مركز الاحصاءات ووكالات الإغاثة، من أنه في حال لم يتم تكثيف المساعدات الإنسانية، قد يعاني سبعة ملايين شخص من انعدام الأمن الغذائي، أي ما يعادل ثلثي السكان. وتواجه 11 ولاية خطر المجاعة.

وفي حال عدم حصولهم على مساعدات، سيتعرض أكثر من 1,3 ملايين طفل تحت الخامسة من عمرهم إلى خطر سوء التغذية الشديد بدءا من شهر أيار/مايو.

وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في جنوب السودان آلان نوديهو خلال مؤتمر صحفي، إنه لم يتم تقديم إلا 5,5 بالمئة من 1,7 مليار دولار (1,3 مليار يورو) من المساعدات التي تحتاج إليها دولة جنوب السودان عام 2018.

واستقل جنوب السودان عن السودان عام 2011. لكن بعد أكثر من عامين بقليل، اندلعت حرب أهلية على خلفية نزاع بين الرئيس سلفا كير نائبه السابق وخصمه السياسي الحالي رياك مشار.

واتسعت رقعة العنف التي بدأت بين أنصار كير من عرقية الدنكا وأنصار مشار من عرقية نوير لتشمل جميع أنحاء البلاد مع انضمام مجموعات عرقية أخرى إلى النزاع.

ولم تستمر آخر هدنة تم توقيعها في كانون الأول/ديسمبر أكثر من ساعات، قبل تجدد القتال في حين تعثرت محادثات السلام.

شكرا للتعليق على الموضوع