“الحوت الأزرق” تثير الفزع في تونس مع سقوط ضحايا من الأطفال

حذرت منظمات مدافعة عن الطفولة في تونس من تنامي خطر لعبة “الحوت الأزرق” الافتراضية مع سقوط رابع حالة وفاة انتحارا في صفوف الأطفال الشهر الجاري.

وبدأت اللعبة ، التي يرجع بداية انتشارها في روسيا حيث تسببت في وفاة أكثر من مئة طفل قبل أن تغزو باقي العالم، تشق طريقها عبر تطبيقات على الهواتف الخلوية ومواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية حيث أدت إلى تسجيل حالات وفاة في الجزائر والكويت والسعودية.

وتلقى لعبة “الحوت الأزرق” في تونس رواجا متزايدا بين الأطفال والمراهقين وتسببت بحسب إحصاءات غير حكومية، في انتحار 10 أطفال من بينهم أربع حالات خلال الشهر الجاري.

وكانت آخر تلك الحالات أمس الإثنين عندما عثر على طفل يبلغ من العمر ثماني سنوات مشنوقا في ولاية مدنين جنوب تونس.

ونقلت قناة نسمة الخاصة عن مصدر أمني بالجهة قوله إن الطفل تحول إلى منزل جده وأقدم على شنق نفسه، ونقلت عن عائلته أنه لا يعاني من أي أمراض غير أنه مولع بلعبة الحوت الأزرق التي يرجح إقدامه على الانتحار بسببها.

وقال مهيار حمادي مندوب حماية الطفولة في تونس: “عمليا ليس هناك إثباتات طبية دقيقة حول أسباب الوفيات ولكن الخطر كامن، نحن نعمل الآن مع المؤسسات المتخصصة وأغلب الوزارات لمحاولة تطويق هذا الخطر”.

وأضاف مهيار: “من الصعب إلغاء هذه التطبيقية والحل يكمن أساسا في الحوار داخل العائلة ومتابعة الأطفال”.

وتدخلت وحدات أمنية في مدينة سوسة لإنقاذ طفلة 12 عاما من الموت حينما كانت تهم بدخول الشاطئ بملابسها تنفيذا لتعليمات لعبة تطبيقية على هاتفها الخلوي.

وسبق أن حذرت الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية بتونس من خطر لعبة الحوت الأزرق منذ ديسمبر الماضي، وطالبت في بيان لها العائلات بمراقبة ابحار الأطفال على شبكات الإنترنت.

ودفعت حالات الانتحار عددا من المدارس في تونس إلى إطلاق حملات للتوعية من خطر الإدمان على الألعاب الافتراضية، ودعوة الأولياء لمراقبة دائمة للتطبيقات الإلكترونية بالهواتف الخلوية أو اللوحات الإلكترونية لأبنائهم.

وقال مهيار: “نسعى إلى الحد من الإدمان على الألعاب الالكترونية بتعزيز الأنشطة داخل المدارس والجمعيات، يجب أن نعمم ثقافة جديدة تبدأ من داخل العائلة وتشمل باقي الفضاءات”.

ولعبة الحوت الأزرق تتضمن خمسين تحديا تبدأ برسم صورة الحوت في شكل وشم على اليد ليدخل بعدها اللاعب في عملية انصياع لتوجيهات تصدر من اللعبة، مثل القيام فجرا ومشاهدة أفلام الرعب والاستماع لموسيقى حزينة والصعود إلى مناطق عالية مثل الأسطح والجسور.

وتسمح أطوار اللعبة للمسئول بجمع معلومات خاصة عن اللاعب وعائلته وتنتهي اللعبة في اليوم الخمسين بدفع اللاعب إلى الانتحار وفي حال رفض تلك الخطوة يكون عرضة للابتزاز وخطر إيذاء العائلة.

وقالت مسئولة مكلفة بالإدماج المدرسي في وزارة التربية، إلهام بربورة “نتساءل عن دور العائلة ومدى حضورها إلى جانب طفلها والحال أنه وصل إلى مراحل متقدمة من التطبيقية دون أن تلاحظ تغيراته السلوكية”.

وأضافت بربورة أنه يتعين على الدولة مراقبة مثل هذه التطبيقات.

الألمانية

شكرا للتعليق على الموضوع