تعرف إلى إثر الأخلاق على الفرد والمجتمع
الإنسان لا يعتبر إنسانًا إلا بأخلاقه، وإلا سيصبح حيوانًا ضاريًا كاسرًا، يحطم ويكتسح كل شيء، وخصوصًا وهو يتمتع بالذكاء الخارق، فيثير الحروب الطاحنة، لغرض الوصول لأهدافه المادية غير المشروعة، ولأجل أن يبيع سلاحه الفتاك، يزرع بذور الفرقة والنفاق ويقتل الأبرياء!
نعم، يمكن أن يكون متمدنًا في الظاهر، إلا أنه لا يقوم له شيء، ولا يميز الحلال من الحرام، ولا يفرق بين الظلم والعدل، ولا الظالم والمظلوم، وفقًا لما ذكرته “شبكة المعارف الإسلامية”.
أهمية الأخلاق:-
إن للأخلاق أهميةً بالغةً، ولا تقتصر هذه الأهمية والتأثير على الفرد وحده، بل تتعدى هذه الأهمية لتعم المجتمع كله؛ لذا يقسم الحديث عن أهمية الأخلاق إلى قسمين، وبيان ذلك على النحو الآتي:
أهمية الأخلاق للفرد:-
إن للأخلاق أهمية عظيمة للفرد، ويتجلى ذلك في العديد من الأفعال والسلوكيات، وبيان ذلك على النحو الآتي:
-الأخلاق تمنح الفرد إمكانية اختيار السلوك الصادر عنه، وتحديد شكله، مما يعني الإسهام في تشكيل شخصيّة الفرد، وتحديد أهدافه في الحياة.
-الأخلاق تمنح الفرد الشعور بالأمان؛ إذ بالأخلاق والتحلي بها يتمكن الفرد من مواجهة ضعف نفسه، ومجابهة التحديات والعقبات التي تواجهه في حياته.
-الأخلاق تساعد الفرد على ضبط شهواته وهواه ومطامع نفسه، حيث تكون تصرفاته كلها متسقة على ضوء ما يتحلى به من الأخلاق الحسنة.
-الأخلاق تسمو بالإنسان فوق الماديات المحسوسة، فيرتفع الإنسان بالأخلاق إلى درجاتٍ رفيعةٍ من الإنسانية.
-الأخلاق الحسنة تكسب الفرد جزاءً حسناً في الحياة الآخرة، ويتمثل هذا الجزاء بالأجر الكريم، وبالثواب الحَسن من رضا الله تعالى، والقبول منه، والفوز بجنته.
أهمية الأخلاق للمجتمع:-
إن تمسك المجتمعات والأُمم بالأخلاق الحسنة والتزامها بها، يعد سببًا في حفظ المجتمعات والأمم وبقائها، ودوام مجدِها وعزتها، بينما يعد انحلال الأخلاق سببًا في زوال المجتمعات، وانحلالها، وتلاشي أثرها، فقد تعرضت عدة أمم سابقة لسخط الله تعالى، وحل عليها عذابه؛ بسبب ما كانت عليه من سُوء الخلق، وشاهد ذلك في القرآن الكريم، قول الله -تعالى- في سورة الإسراء: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا*وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا)، فسُوء الأخلاق مؤْذِنٌ بخراب المجتمع ودماره وانهيار كيانه.
وقد عبر الشاعر أحمد شوقي عن هذا الأمر، حيث قال: وإذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتمًا وعويلًا
وفيما يأتي بيان لأهمية الأخلاق، وفوائدها التي تعود على المجتمعات:-
-الأخلاق تحفظ للمجتمع تماسكه واستقراره، بتحديدها للمثل العليا، والمبادئ الأساسية التي يقوم عليها، مما يجعل الحياة الاجتماعية سليمة ويبقيها متواصلة.
-الأخلاق تساعد المجتمع على مواجهة التغيرات التي تحدث فيه؛ وذلك بتحديدها للاختيارات الصحيحة والسليمة التي تسهل حياة عموم الناس، وتحفظ كيان المجتمع في إطارٍ موحدٍ ومحددٍ.
-الأخلاق تسهم في ربط أجزاء المجتمع الثقافية بعضها ببعض؛ إذ تجعلها تبدو متناسقة ومتجانسة، كما تعطي الأخلاق أيضًا النظام المجتمعي أساسًا إيمانيًا وعقليًا.
-الأخلاق تقي المجتمع من الأنانية المفرطة، وطيش الشهوات، ونزوات الأهواء التي تضر بأفراده، وتخل بنظامه.
-الأخلاق تزود المجتمع بصيغةٍ تبين كيفية وطريقة التعامل مع العالم الطبيعي والبشري.
-الأخلاق تزود المجتمع بالصبغة الملائمة التي تربط بين نظمه الداخلية المختلفة، منها: الاقتصادية، والسياسية، والإدارية، مما يؤدي إلى إحاطته بسياجٍ واقٍ يقيه من التفكك والانحلال، وما يترتب عليهما من مخاطر وأضرار، وفقًا لما ذكره موقع “موضوع”.
أمثلة على الأخلاق الحسنة:-
كما أن حسن الخلق عند الله عظيم تمامًا كعظمة القيام والصيام، حيث أن الخلق الحسن يقيد صاحبه من ارتكاب المعاصي، ومن أمثلة حسن الخلق: رفع الأذى عن الطريق، الإحسان إلى الفقير، العطف على الصغير، واحترام الكبير، الإحسان إلى الشيخ الكبير وإلى السيدة العاجزة الضعيفة، الإحسان إلى الزوجة وإلى الوالدين، أن يسلم الناس من لسان الإنسان من أذاه، كما أن يكون محبوبًا بين الناس في جميع الأمور التي يفعلها.
اقرأ ايضاً
محمد النقلى يكتب : إصطباحه ” الأخلاق .. “