أبرز افتتاحيات ومقالات الصحف العربية

اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم السبت، بعدة مواضيع أبرزها تداعيات إقالة وزير الخارجية الأمريكي، ومستجدات الشأن الفلسطيني، وأوجه الصراع على المنطقة العربية، والأزمة السورية، فضلا عن زيارة ولي العهد السعودي للولايات المتحدة، والمخاوف المتنامية في إيران وفلسطين بعد تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي الأمريكي.

ففي مصر، كتبت صحيفة (الأهرام) في عمود لأحد كتابها، أن إقالة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون تمثل التغيير الأكبر الذي شهدته إدارة الرئيس دونالد ترامب منذ توليه السلطة، مشيرة إلى أنه على الرغم من عملية تبديل القيادات المستمرة، التي اشتهرت بها هذه الإدارة في مدى زمني قصير، إلا أن التغيير هذه المرة شكل “علامة فارقة تؤشر لمرحلة جديدة في سياسة الولايات المتحدة الخارجية تختلف جذريا مع سابقتها”.

وأضافت أن أغلب الصحف الأمريكية توقعت تلك الإقالة قبل وقوعها، لأن “الهوة بين الرئيس ووزير خارجيته كانت عميقة بحيث كان من الصعب تفادي صدام محتوم بينهما”، مبرزة أنه لم “يكن هناك ملف خارجي واحد يتفق عليه الاثنان، وهو ما جعل الرسائل السياسية الآتية من واشنطن تبدو مزدوجة، حيث شملت الخلافات جميع الملفات بدءا من كوريا الشمالية مرورا بروسيا وإيران وانتهاء بالصراع العربي الإسرائيلى والأزمة الخليجية”.

من جهتها، قالت صحيفة (الأخبار)، إن خبراء ومراقبين، رجحوا أن ينفذ الرئيس الفلسطيني محمود عباس “إجراءاته القانونية والمالية”، ضد قطاع غزة، بشكل تدريجي، بدءا بإحالة آلاف الموظفين للتقاعد القسري المبكر، وانتهاء بإعلان قطاع غزة “إقليما متمردا”.

وسجلت الصحيفة في مقال بهذا الخصوص، أن المعلومات المتوفرة تؤكد أن الرئيس عباس سيتخذ إجراءاته في غضون أسبوع، متوقعة أن يقطع عباس التمويل الذي تدفعه السلطة الفلسطينية إلى القطاع، والذي يصل بحسب بيانات وزارة المالية الفلسطينية إلى نحو 70 مليون دولار شهريا.

وكان الرئيس عباس، تشير (الأخبار) قد أعلن خلال اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله منذ أيام، أنه سيتخذ مجموعة من الإجراءات المالية والقانونية العقابية ضد قطاع غزة، دون أن يكشف عن طبيعتها، مبرزة أن حركة حماس رفضت خطاب عباس، وقالت إن الخطوات التي سيتخذها، ستكون بمثابة “عقوبات على سكان القطاع وليس عليها”.

وفي الامارات، كتبت صحيفة (الخليج) في مقال لأحد كتابها بعنوان ” الصراع على المنطقة العربية”، ان هناك اليوم متغيرين رئيسيين يحكمان عملية الصراع في رسم الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة العربية أولهما المتغير الرئيسي المتمثل في الدور العربي، و”هذا الدور يعد ضعيفا، ويعاني تراجعا واضحا، وذلك في أعقاب التحولات السياسية، التي أدخلت المنطقة والدول العربية في موجة من التحولات والتحديات، وباتت هدفا لكل أشكال الصراع ببعديه الإقليمي والدولي، والثاني هو المتغير الخارجي، حيث تعدد صوره من منظور الفواعل، لم يعد قاصرا على الدول الإقليمية والدولية، بل ظهر وبقوة متمثلا في التنظيمات الإرهابية؛ ك (داعش) وغيرها، وهو ما زاد الأمور تعقيدا”.

واعتبرت الصحيفة أن هذا الاستهداف الإقليمي والدولي للمنطقة العربية يحتاج إلى “تحرك عربي قوي وفاعل لمواجهته، وإلى إعادة صياغة المنظومة الأمنية العربية، التي لم تعد صالحة، وذلك من خلال تشكيل “محور أمني عربي قوي وفاعل قادر على احتواء ومواجهة التدخلات الإقليمية، التي تقوم بها عدد من الدول مثل إسرائيل وتركيا وإيران، ودوليا من قبل الولايات المتحدة وروسيا وغيرهما، إضافة إلى تفعيل دور المؤسسات المشتركة في الجامعة العربية، مثل: مجلس الدفاع العربي ومكاتب المقاطعة العربية لإسرائيل، ثم تفعيل الدور العربي في حل الأزمات العربية”.

من جانبها، اعتبرت صحيفة ( الاتحاد ) في مقال لأحد كتابها بعنوان ” سوريا وحسابات روسيا” أن تدخل روسيا في سوريا أظهر مجددا إمكانياتها العسكرية، بحيث ان “موسكو أعادت تأسيس نفسها كلاعب رئيس في شؤون العالم العربي، يمكن الاعتماد عليه من قبل حلفائه لكي يقف بثبات إلى جانبهم عندما يواجهون المخاطر ويحتاجون إليها، لكن بتكلفة عالية”.

وأضافت الصحيفة ان “تدخل روسيا المباشر في سوريا اعتمد لكي ينجح على مكونات واضحة خاصة به وبالمصالح الروسية المحددة، لأن الروس ملتزمون حتى الآن بقدر محدد من القوة الجوية والقوات الخاصة التي تدعم قوات النظام السوري الذي يظهر تشبثه الشديد بالبقاء في السلطة”.

وفي قطر، حذر مقال نشرته صحيفة (الوطن) تحت عنوان “كم هي فادحة خسائر الحرب في سوريا” من النتائج المستقبلية لتداعيات ما بعد انتهاء الأزمة السورية، معتبرا أن انغلاق أفق هذه الأزمة، والمعارك الطاحنة الجارية، واستفحال الخسائر البشرية، و”التهجير الجماعي وتغيير التركيبة السكانية بالقوة الذي لا يقل ألما وحزنا عن حجم الضحايا الضخم”، و”انشغال من بيدهم أمر الأزمة بحسم الصراع على الحكم وشكله مستقبلا”، جعل من التفكير أو تصور فداحة هذه التداعيات على المستقبل السوري “الفصل المؤجل”، على الرغم من انه قد يكون الأكثر تعقيدا والذي “لا محالة سيفرض نفسه على الجميع”.

وأوضح كاتب المقال أنه بافتراض التوصل في النهاية إلى حل “سواء كان سياسيا محضا أو عسكريا بطعم السياسة”، فإنه من غير الممكن تجاهل ما سيترتب مستقبلا من مشكلات عن تغيير التركيبة السكانية لسوريا، وفي قلبها عنوان كبير هو “كيفية تحقيق التعايش بين السوريين مستقبلا بالقدر الذي يمنع تكرار المأساة”، وهي المعضلة التي ستكون، برأيه، شرارة لأزمة لن تقل خطورة واستعصاء وامتدادا في الزمن عما يجري حاليا، وأيضا وقودا لحرب أخرى مستعرة وقد لا تنطفئ بين أبناء المجتمع ذاته ممن “لم يكن لهم من الأصل يد في المأساة”.

وفي الشان المحلي، نوهت افتتاحية صحيفة (الراية) بمضامين وأبعاد الاستراتيجية الوطنية للصحة 2018- 2022 التي ستدشنها اليوم السبت وزارة الصحة القطرية بالتزامن مع الافتتاح الرسمي للنسخة السادسة لمنتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية الذي تنظمه مؤسسة حمد الطبية بالتعاون مع معهد تطوير الرعاية الصحية الأمريكي، مشيرة الى أن هدف هذه الاستراتيجية، التي تحمل شعار “صحتنا مستقبلنا”، هو “تحسين الصحة العامة” و”تلبية احتياجات الجيل الحالي والأجيال المستقبلية” في ما يخص “توفير رعاية صحية أفضل”.

وفي السعودية، اهتمت الصحافة المحلية بالزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي حاليا إلى واشنطن، وقالت صحيفة (اليوم) في افتتاحيتها إن هذه الزيارة التي تستمر أسبوعين، سيجري خلالها الأمير محمد بن سلمان “سلسلة من اللقاءات والمقابلات والندوات لربط جسور التواصل مع كل الجهات المؤثرة في الحياة الأمريكية خدمة للتنمية والاستثمار المتبادل بين البلدين، وأيضا خدمة لقضايا المنطقة”.

واشارت الصحيفة إلى أن هذه الزيارة “تأتي في ظل التوجهات الجديدة في المملكة، وفقا لبرامج رؤيتها التطويرية 2030، والحاجة الملحة للشركاء الكبار، وضرورة إعادة تمتين وتعميق العلاقات الثنائية عبر الوصول إلى كل مؤسسات صناعة القرار لشرح برامج الرؤية لمستقبل المملكة، ووجهة نظرها حيال قضايا المنطقة والعالم، والأزمات التي باتت كل أزمة تلد أخرى”.

من جهتها، ذكرت يومية (عكاظ) نقلا عن بيان لوزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن أبرمت مع المملكة اتفاقيات لبيعها أسلحة بأكثر من مليار دولار، موضحة أن العقد الأساسي يتعلق بصواريخ مضادة للدبابات وقيمته 670 مليون دولار، فضلا عن بيع 6600 صاروخ تاو ضمن الصفقة، فيما تشمل العقود الأخرى صيانة مروحيات وقطعا للعديد من أنواع المركبات البرية.

من جهة أخرى، أهتمت الصحيفة بتعيين الرئيس الأمريكي للسفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون مستشارا للأمن القومي الأمريكي بدلا من إتش آر ماكماستر، الذي أقاله الرئيس دونالد ترمب مؤخرا، وقالت إن هذا التعيين “أصاب أوساط النظام الإيراني بالفزع، وعبرت دوائر إيرانية عن بالغ قلقها من اختيار العدو اللذوذ لإيران، إذ إن الرجل معروف بمواقفه المناهضة للنظام في إيران ودعواته المتصاعدة إلى إسقاطه”.

وفي الأردن، أوردت الصحف ردود فعل عملية إطلاق نار واحتجاز رهائن، أمس الجمعة، داخل متجر في مدينة تريب (جنوب فرنسا)، والتي أسفرت عن مقتل ثلاث أشخاص وجرح آخرين، حيث أشارت صحيفة (الرأي) إلى موقف الأردن المندد بشدة للهجمات الإرهابية، والداعي إلى ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي لمواجهة الإرهاب ضمن استراتيجية شمولية تضع حدا لخطره المتزايد ولجرائمه المروعة.

وعلى صعيد الساحة الفلسطينية، كتبت (الدستور) في مقال بعنوان “الوضع في الضفة ومخاوف الغزاة”، أن الفلسطينيين أصبحوا اليوم أمام تطور جديد ينذر بتصفية قضيتهم، مشيرة إلى تصاعد انحيازهم لبرنامج المقاومة بفعل قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص القدس.

وسجل كاتب المقال، أنه إذا كانت انتفاضة الأقصى هي المرحلة الأهم من مراحل النضال الفلسطيني، وكانت ذات صلة بالقدس والأقصى، فمن الطبيعي أن يتصاعد مد المقاومة بعد التطورات الأخيرة، والتي تضيف إلى تصفية قضية القدس والأقصى، تصفية لكل القضية، معتبرا أن الشعب الفلسطيني “لم يعد لديه شك أن مواجهة مؤامرة تصفية القضية لن تتم من دون انتفاضة شاملة في الضفة تقلب الطاولة وتعيد تصحيح بوصلة القضية برمتها”.

وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الغد) في مقال بعنوان “هل ستكون بداية نهاية فيسبوك؟”، أن فضيحة الشركة البريطانية “كامبريدج أناليتيكا” التي أشارت إلى التورط في استغلال سياسي لبيانات 50 مليون من مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي العملاقة “فيسبوك” في الحملة الانتخابية الأمريكية الأخيرة، ستكون بداية لتحولات عميقة في الإعلام الاجتماعي والرقمي الذي بات يغير وجه العالم.

وأشار كاتب المقال إلى أن هذه الضربة الأخيرة، أكدت أن هذه الوسائل باتت تتحول بالفعل من أدوات بأيدي الناس والمجتمعات إلى أدوات بأيدي السلطات، مضيفا أنه بسرعة صادمة “يزداد كل يوم حجم التخوف من شبكة الأنترنت، ومدى تهديدها للديمقراطية في العالم، واستغلالها من قبل السياسيين ورجال الأعمال في تزييف الوعي وفي التضليل”.

وفي البحرين، وتحت عنوان “الفلسطينيون يخشون الأسوأ من تعيين بولتون في البيت الأبيض .. والإسرائيليون يحتفون”، كتبت صحيفة (أخبار الخليج) أن الفلسطينيين عبروا عن قلقهم من تعيين جون بولتون “المتشدد” مستشارا للأمن القومي الأمريكي وتوقعوا الأسوأ من “خصم قديم”، فيما رحبت إسرائيل بتعيينه، ووصفته بأنه “صديق” لإسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن حنان عشراوي، القيادية البارزة في منظمة التحرير الفلسطينية، تأكيدها على أن تعيين جون بولتون سيؤدي إلى “زيادة التشدد في الموقفين الأمريكي والإسرائيلي” وخلق “واقع مدمر” على الفلسطينيين والمنطقة، مضيفة بالقول أن “هذا الرجل لديه تاريخ طويل في معاداة فلسطين، منذ أن كان في الأمم المتحدة، حيث كان يدافع عن الحصانة الإسرائيلية”.

وأضافت عشراوي، وفقا لليومية، أنه “بتعيين بولتون باتت الأمور الآن واضحة واكتملت الدائرة، بانضمام الإدارة الأمريكية إلى الصهاينة المتطرفين وإلى المسيحيين الأصوليين والبيض العنصريين”.

من جهتها، اهتمت صحيفة (الأيام) بإعلان الولايات المتحدة توجيه اتهامات جنائية وفرض عقوبات على تسعة إيرانيين وشركة إيرانية لمحاولتهم، حسب رأيها، التسلل إلكترونيا إلى مئات الجامعات حول العالم وعشرات الشركات وقطاعات من الحكومة الأمريكية لحساب الحكومة الإيرانية.

ونقلت الصحيفة عن وزارة العدل الأمريكية تأكيدها أن الهجوم الإلكتروني، الذي بدأ منذ 2013 على الأقل، تمخض عن سرقة أكثر من 31 تيرابايت من البيانات الأكاديمية وحقوق الملكية الفكرية من 144 جامعة أمريكية و176 جامعة في 21 دولة أخرى، فيما وصفته بأنه ” أحد أكبر الهجمات الإلكترونية الذي ترعاه دولة”.

وقالت وزارة الخزانة، نقلا عن اليومية، ” إنها ستفرض عقوبات على المتهمين وعلى شركة يصفها مدعون أمريكيون بأنها تهدف لمساعدة منظمات الأبحاث الإيرانية على سرقة معلومات”، مشيرة إلى أنه لم توجه اتهامات للمتسللين بأنهم مكلفون بأمر مباشر من الحكومة الإيرانية، لكنهم اتهموا ب “ارتكاب أفعال إجرامية عبر الشركة نيابة عن الحرس الثوري الإيراني”.

شكرا للتعليق على الموضوع