ناصر اللحام يكتب :وإنتهى المجلس الوطني

بعد أربعة أيام مكثفة، إنتهى المجلس الوطني فجر الجمعة من الاجتماعات والخطابات والمداخلات. إنتهى عند الحاضرين ولم ينته عند الغائبين.

اليوم الأول شهد حضورا كثيفا حيث ابتلعت القاعة ثلاثة الاف عضو وضيف. وفي باقي الأيام مكث الف من الاعضاء والمراقبين، تارة يبحثون عن حلول للمشاكل، وتارة يبحثون عن مشاكل للحلول.

من خلال انطباعاتي الأولية، أود مشاركتكم في بعض هذه الإنطباعات التي قد تلزم المهتمين:

– إنعقد المجلس وأمامه ثلاث مشكلات خطيرة (حصار غزة – ومخطط الإحتلال لضم الضفة – وتدهور الوضع المالي)، ولم أسمع من أي متحدث أي حلول مقترحة، وإنما في معظم الكلمات كان الجهد يذهب في وصف المشكلات. فقام المجلس بترحيلها الى المجلس المركزي.

– لا أعتقد أن المجلس المركزي ( أعضاء المركزي كانوا حاضرين في المجلس الوطني ) لديهم أية حلول للمعضلات سوى الدعوة للصمود.

– في مداخلته قال الاخ احمد غنيم كلاما هاما وخطيرا؛ وتساءل ( لماذا ندعو المواطنين لانتهاج الإستراتيجية الرابعة وهي الصمود !!! وأضاف إن الصمود شعار معناه القبول بالوضع الراهن ).

– بعد مداخلات هامة وخطيرة من د.صائب مداخلة سياسية ومن د.محمد إشتيه مداخلة إقتصادية ومن د.نبيل شعث مداخلة دبلوماسية.. وقف الجميع عند شعار مقاطعة البضائع الاقتصادية. ولكن الاخوة الأكثر انتباها ردوا : كلما قاطعنا البضائع الإسرائيلية كلما انخفضت المقاصة. أي أن مصلحة السلطة ان نواصل التعامل التجاري مع الإحتلال وبالتالي شعار مقاطعة السلطة للاحتلال هو نقيض وجودها !!!

– الدكتور احمد المجدلاني قدم اقتراحين خطيرين. الأول تشكيل لجنة فلسطينية لإعادة إعمار أو المشاركة في إعادة إعمار مخيمات سوريا. والإقتراح الثاني اعتبار المجلس المركزي هو البديل عن المجلس التشريعي. واعتقد أن هذا ما سيحدث في أقرب فرصة.

– هذا المجلس كان لصالح الجبهة الديموقراطية والتي رمت بكل ثقلها فيه لتثبت أنها الفصيل الثاني بعد حركة فتح. فكانت أكثر فصيل يعتلي منصة الخطابة ويوزع أوراق عمل ويشارك ويجادل.

– أعضاء اللجنة المركزية ( أو معظمهم ) إختاروا الجلوس في المقاعد الخلفية ولم يتسابقوا للجلوس على المقاعد الأمامية. وقد تكون مصادفة فقط.

-وحضر الحرس القديم وكانوا شديدي النقاش في الجلسات.

– كانت فرصة نادرة للتعرف على الفلسطينيين الذين قدموا من ارجاء العالم ومن الدول العربية لا سيما لبنان وسوريا وغزة.

– أعلى صوت كان صوت المرأة. فقد نجحت في تشكيل لوبي ضاغط وتم تثبيت مشاركة 30%منهن في جميع مؤسسات المنظمة.

– ظل المشاركون من قطاع غزة ومن كل الفصائل والقوى والمستقلين ليل نهار يعملون بكل قوة ويوقعون العرائض حتى وافق المجلس على الإسراع في صرف الرواتب لأهلنا في غزة.

– تعامل الحضور بكل فخر وانسانية راقية مع الكبار والمرضى. وكان حضور الرفيق عبد الرحيم ملوح انسانيا عظيما وليس سياسيا فجا.

– ارتاح الجميع فرادى وزرافات لشعار المقاومة الشعبية السلمية. وكأنني رأيته شعارا عاليا اختبأ الجميع من ورائه وإحتمى به الجميع دون طرح أية خطة حقيقية لتطوير المقاومة الشعبية. ما يعني أن الأطفال والشبان الصغار سيواصلون المقاومة الشعبية، وان الفصائل سترضى عن ذلك بشكل جيد بإذن الله!!!

– غاب مفهوم الانتخاب تماما عن جميع هيئات المجلس الوطني وحل مكانه (التوافق). فتهامس الظرفاء “الله يوفقك حتى نصفق”.

وبعد دلال خفيف هنا أو تمنع هناك، ومن دون ترشيح او صندوق اقتراع توافقت الفصائل على اللجنة التنفيذية وتوافقت على المجلس المركزي. وصفق الجميع.

د. ناصر اللحام

اقرأ للكاتب : 

ناصر اللحام يكتب : المجلس الوطني لا يبحث عن حلول سريعة وإنما عن حلول صحيحة

شكرا للتعليق على الموضوع