رزان النجار…رحلة كفاح أول مسعفة بمسيرة العودة

التلغراف – تقارير : بـ”رداء” أبيض طويل وقفاز طبي، تتجمل الفلسطينية رزان النجار، صباح كل يوم، للتطوع في إسعاف المصابين والجرحى، المناضلين في “مسيرات العودة” منذ 30 إبريل الماضي، ليقتنص جيش احتلال روحها بالأمس، أثناء محاولة إسعافها مجموعة من الشباب، فتزداد جرائم الإسرائيليين، وسط حسرة أهلها على فقدانها، وتوعدهم بالثأر لها.

رحلة كفاح ونضال خاضتها أول مسعفة متطوعة في “مسيرات العودة”، توجت باستشهادها، ليروي أقاربها تفاصيلها .

ظروف أسرتها الاقتصادية، منعتها من استكمال تعليمها، فتصر على تحقيق هدف الطفولة بإسعاف المرضى، ملتحقة بالدورة التدريبية المجانية الخاصة بالتمريض بمستشفى جمال عبد الناصر، وتحكي ريهان قديح، أنها شجعت العديد من الفتيات على التطوع في ذلك التخصص، والمشاركة في مخيمات الإسعاف والصليب الأحمر.

غازات مسيلة للدموع أُلقيت على صاحبة الـ21 ربيعًا طوال تطوعها في مخيم الإسعاف بمنطقة خان يويس بالقرب من قطاع غزة، لتصاب منذ 14 يومًا في يديها اليمنى بعد اصطدامها بقنبلة غاز، أدت إلى جروح بالغة، لتزيدها الأوجاع إصرارًا على مواصلة واجبها الوطني، رغم تحذير الأطباء بعدم الحركة، لتجبر ذراعها، مواصلة مقاومتها للاحتلال.

“قتلوها المجرمين وهى صايمة، وبتساعد الجرحى”.. عبارات وصفت بها قديح اللحظات الأخيرة لاستشهاد النجار، التي رفعت يديها مسالمة أمام جنود الاسرائيليين، أثناء اقترابها من السياج الفاصل بين المناضلين والمحتلين، لإنقاذ الجرحى، وسط انتهاك الإسرائيليين المواثيق الدولية بقتل العُزل من الأطباء.

اغتال الجنود فرحة أسرة العروس، التي كانت تستعد لعقد قرانها على حبيبها المسعف عزت شتات الأسبوع المقبل، ليروي أحمد النجار، ابن عم الشهيدة الفلسطينية، أن خطيبها أصيب بصدمة عند معرفة أن عروسته زُفت للسماء، بدلا من احتفالهما ببداية حياة جديدة سويا.

شكرا للتعليق على الموضوع