يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

سارت نحو غرفتها …. اغلقت الباب الماهوجنى من خلفها باحكام ، معلنة بذلك لجميع أفراد عائلتها ، عدم رغبتها فى دخول احدهم عليها ومقاطعة خلوتها التى صارت حتمية وضرورية

فقد كثرت من حولها الضغوط فى الآونة الأخيرة وفاق الصخب بداخلها كل الحدود و توافدت عليها المشاعر المتضاربة تباعاً حتى استوطنت القلب والعقل معاً دون استئذان

فاقت كل الأحداث مؤخراً قدرتها على الاحتمال والصبر والجلد … لقد نفد رصيدها منهم جميعاً

لم تعد تقوى على المقاومة …. لم تعد تريد المقاومة …. كفاها أعوام طويلة قد ضاعت من عمرها وهى تقاوم وهى تحارب حرباً باسلة دون هوادة

تشهر سيفها المغوار فى وجه الزمن ، تقف أمام كل التحديات والعقبات ، التى اصابتها مرة تلو المرة بخيبات متتالية وجروح نافذة الى روحها فأصابتها فى مقتل …

أطفأت جميع الاضواء داخل حجرة نومها ، فى ما عدا مصباح بجانب فراشها ، قد نشر ضوء برتقالياً خافتا

استلقت فى فراشها ووضعت سماعاتها فى اذنيها وأدارت موسيقى هادئة لآلتى البيانو والكمان … لطالما كانت تؤمن ان تلك الآلتين الموسيقيتين هما ابرع من يعبرا عن الشجن

أغمضت عينيها وظلت تنصت وتنصت …..

تأخذ نفساً عميقاً بين الحين والآخر لتعود وتخرجه ببطأ شديد وكأنها تمارس تمارين اليوجا

ولكنها كانت تستدعى دموع عنيدة ظلت حبيسة خلف مقلتيها فى الآونة الأخيرة ….

أثقلت كاهلها واوجعتها وخزاتها كلما خلت بنفسها كل ليلة ….

لو انها تبكى ، لو ان تلك الدموع تستجيب لها وتستسلم لأمر الحزن !!!! لارتاحت … ربما ارتاحت بعدها …. فهم يقولون ان الدموع تغسلنا من الاحزان ….

لكن هيهات …. لم تذرف دمعة واحدة …

وكلما عاندتها دموعها اكثر ، استمعت الى موسيقى اكثر إيلاماً لعلها تفى بالغرض …. لكن بلا فائدة …

ماذا دهاها !؟ الم تكن دموعها قريبة فى السابق !؟

الم تكن تنهمر دون عناء !؟ الم يكن يجرفها فيضان البكاء بعيداً الى حيث تكمن السكينة والراحة !؟

ماذا حدث !؟

دينا ابو الوفا
دينا ابو الوفا

اقرا للكاتبة

يوميات دينا ابو الوفا … عارفين

شكرا للتعليق على الموضوع