يوميات دينا ابو الوفا … عارفين
“فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا “
آيه فى القرآن حالها كحال جميع آيات الله البينات ، التى آمنت وسلمت بها دون الحاجة الى اى دليل او برهان … فهى قول الله تعالى وقول الله حق لا يحتمل التشكيك أو اعادة النظر فيه !!!
ولن أدعى انى على قدر وافر من العلم والمعرفة بالدين و تفسير القرآن ، وإنما اجهل وللأسف الشديد الكثير والكثير عن القصص والمواقف خلف نزول اغلب الآيات من الله عز وجل …
وعلى الرغم من ذلك الا أننى سوف اجتهد وأدعى ، اننا جميعاً نرى برهان الكثير من الآيات وتلك الآيه بشكل خاص بصورة متكررة فى أحداثنا اليومية …
فعلى سبيل المثال ، من منا لم يصادف فى وقت ما ، خيانة بعض الأصدقاء له ، ممن ظن خطأ انهم اقرب المقربين اليه وكان يضع فيهم ثقته الكاملة ، فلم يتخيل يوماً اًو يرى فى ابشع كوابيسه، طعنة غدر من هؤلاء الأصدقاء … فما كان منه سوى ان ااتمنهم على نفسه وأدار ظهره لهم، فما كان منهم فى المقابل الا ان طعنوه بسكين حاد ودم بارد ، طعنة سامة من الخلف !!!!!
وفى تلك اللحظة التى يفقد فيها اتزانه ويهوى جسده جريحاً على الارض غارقاً فى دمائه المستباحة ، يجد من يمد له يد العون ويلتقطه سريعاً الى الأعلى ليقف على أرجله مجدداً ….
يجد من يتكأ عليه ويسير به بعيداً عن تلك المذبحة
حاملاً بيده شمعة وهاجة تضئ طريقه المظلم …
يجد من يؤنسه ويجالسه وينصت اليه باهتمام حقيقى وقلب صادق فيدرك اخيراً معنى “كلى آذان صاغية”
يجد من يرشده وينصحه نصيحة خالصة لوجه الله دون اى مصلحة شخصية
يجد من يشد من أذره ويقويه ويربط على كتفه حين يعتصر ألماً وحزناً على صداقة زائفة …
يجد من يتخير الكلمات والعبارات التى قد تبدو للأسماع بسيطة الا ان لها مفعول السحر – مثل انا معك ، انا بجانبك ولن اتركك، انا اشعر بألمك ، لا تبكى – فتداوى تلك الكلمات جرحاً ، لو ترك لحاله لأودى بحياة صاحبه لا محالة …
يجد من يخصص من وقته الثمين وأجندته المزدحمة ومهامه اليومية التى لا تنتهى- وليس من وقت فراغه – جزءا كبيراً فقط ليقف بجانبه فى محنته … يدفعه لذلك فقط شعوره بواجبه الإنساني تجاه الآخرين !!!!
يجد من يلاحقه بالرسائل والمكالمات التليفونية فقط ليطمئن عليه ويتابع أخباره أولاً بأول …..
هنا نتفهم “ان مع العسر يسرا “وليس “بعد العسر يسرا. … فاليسر يتزامن مع العسر ولا يأتى بعده …
كم احب تلك الآيه فقد علمتنى…..
ان ابحث عن الباب المفتوح كلما واجهت باباً موصداً
وابحث عن الضوء فى سواد الظلمة
وابحث عن الأمل فى لحظة اليأس
وابحث عن الفرج فى شدة الأزمة
وابحث عن السعادة فى تلال الحزن
وابحث عن الضحكة فى بحر الدموع
وابحث عن الجمال فى عالم القبح
وابحث عن قوتى فى أوج ضعفى
وابحث عنى …. عن نفسى داخلى
اقرأ للكاتبة
يوميات دينا ابو الوفا … عارفين