محسن عقيلان يكتب: الانسحاب الامريكي من سوريا… مناورة سياسية ام هيكلية امنية

منذ القرار الامريكى يوم الاربعاء بعد ساعة من تغريدة الرئيس  ترامب على تويتر بالانسحاب من سوريا  دار جدل واسع  هل القرار جاد ام على ما سبقه من قرارات وهل جاء بتنسيق مع الاصدقاء, ماذا لو كان مناورة سياسية لحاجة في نفس يعقوب واين بوتين من ذلك وما هي ترتيبات اسرائيل وما مصير الاكراد وبعد كل ذلك ما علاقة زيارة الرئيس عمر البشير المفاجئة لدمشق والتساؤلات  هنا لا تنتهي لان القرار اتى من شخص مثير للجدل مثل ترامب على ارض متنازع عليها اقليميا ودوليا مثل سوريا فيها لاعبين دوليين مثل بوتين وترامب وهناك طرف لا يختلف الاثنان على حمايته مثل اسرائيل ولو تركنا العنان للتساؤلات سوف ينتهي المقال ولا تنتهي التساؤلات ولكن لندخل في عمق الموضوع مباشرة  ونبدا بالمزايا التي ستحققها امريكا  باعتقادي ستكون على الشكل التالي .

1- اقتربت خطوة باتجاه تركيا واجلت الاحتكاك .

2- ابعدت قواتها عن عمليات الثأر في حالة توجيه ضربة لايران .

3- الضغط على المملكة السعودية لتحل مكانها للايقاع بالمملكة في مواجهة تركيا وداعش او دفعها بالتفكير بمطالب ترامب المليارية .

4- خلط الاوراق مع القوى الفاعلة لان ملء الفراغ من قبل روسيا وتركيا وايران تعنى تعجيل المواجهة .

نتائج القرار

– زيادة الهيمنة الروسية في سوريا

– زيادة تمدد ايران

– ترك الاكراد لمصيرهم

– تكثيف التفاهمات الروسية الاسرائيلية لمنع الاحتكاك

– وضع الية جديدة من روسيا لمنع المواجهة بين ايران واسرائيل

والان نضع الادلة التى تشكك بهذا القرار

1- ان مجلس الشيوخ اليوم يدرس الغاء قرار الانسحاب .

2- ان مدة تنفيذ قرار الانسحاب اربعة شهور يشكك بجديته ويعطي فرصة كافية للمناورة.

3- ترامب نفسه نشر اول تعليق يقول ان واشنطن لا تريد ان تؤدي دور الشرطي في الشرق الاوسط دون مقابل.

4- بوتين فى تصريح له يقول لحتى هذه اللحظة لا نرى مؤشرات على انسحاب القوات الامريكية من سوريا والقرار الامريكي في هذا المجال غير واضح .

5- تصريح الاكراد بانه قبل القرار ب 48 ساعة قامت امريكا بزيادة الدعم اللوجستى والاليات للاكراد يعني ذلك ان الخطوات على الارض تناقض التصريحات .

الى هذه اللحظة لم نجد جواب شافي مناورة ام هيكلية امنية الا من التصرف الاسرائيلي عندما قامت بارسال وفد امني وعسكري رفيع المستوى الى موسكو واستقبلت بالامس وفد روسي مقابل له امني وعسكري في اقل من اسبوع يدل على ان اسرائيل تعرف مسبقا ان ترامب يقوم بمناورة سياسية وفي نفس الوقت هيكلة المنطقة امنيا  ايهما انجح وقابل للتمرير وتضع الاحتمالات وتفترض انه يناور للضغط على دول الخليج وتضع الاحتمال ايضا  ان هناك هيكلة امنية والانسحاب حقيقي وتعد العدة له من خلال التفاهمات العميقة مع الجانب الروسي.

اعذروني لاول مرة سافترض ان الجانب العربي تنبه لتلك الاجراءات الامنية وقام بالتنسيق مع السودان المازوم اقتصاديا ومع روسيا  المهيمنة عمليا على احلال الجيش السوداني الذي يحظى بقبول جميع الاطراف لتلك المنطقة لتجنب ارسال قوات خليجية والاقتراب خطوة باتجاه نظام بشار لاغاظة تركيا بعد ازمة جمال خاشقجي مستدلا بالزيارة المفاجئة التي قام بها عمر البشير لدمشق.

الكاتب باحث فى العلاقات الدولية

اقرأ للكاتب

محسن عقيلان يكتب : اسقاط طائرة (ايل٢٠ ) أزمة عابرة …ولكن

شكرا للتعليق على الموضوع