كائنات هاجسيه ضيف ملتقى الفن والأدب العربى

إيمان الحملى – التلغراف : أقيمت الفعالية السادسة لملتقى الفن والأدب العربي بدار الأدباء بشارع القصر العينى وبنجاح ساحق غير مسبوق ، بحضور عمالقة الأدب الفن والإبداع لمناقشة المجموعة القصصية (كائنات هاجسية ) للكاتب المبدع الفنان التشكيلى المتميز ومدير صالون الأوبرا الثقافي أمين الصيرفى ,

وتخلل اللقاء بعض الفقرات الفنيه والشعريه والأدبيه ، واعتلى منصة اللقاء الناقد المبدع الدكتور حسام عقل و شاعر العامية القدير عطية شواش والناقد الأدبى د.رمضان الحضرى ،والكاتبة الروائية هبة بندارى .

واتفق نقاد المنصه تقريبا على نفس التحليل لكتابة وشخصية الكاتب الفنان الذى يرسم ويلون قصصه بالحروف والكلمات ، وتحدث الناقد الادبى الدكتور رمضان الحضرى كالأتى :

الاستيعاب والعلاقات الناشئة في ( كائنات هاجسية ) لأمين الصيرفي

لازال السرد العربي غير مستخدم كل الفرص المتاحة له للتجديد ،حيث لازال الكثيرون واقعين في دوامة وصف الأشياء والأشخاص والأحداث حسب تقسيمات عناصر السرد في الكتب المدرسية ، ناسين أن الكتب المدرسية في بلادنا العربية هي كتب للتقعيد لا للتطوير ، وللثبات لا للتجريب ، مما يجعلها كتبا مؤثرة في ثبات المجتمع وعدم تطويره من خلال الحركة العلمية المنتشرة في ربوع الكرة الأرضية .

وحينما تحدث روبرت سكولز عن حرفية السرد قال : ( أعني بأن يكون السرد أقل واقعية وأكثر فنية ، أكثر تناسقا ، أكثر تحريكا للعواطف ، أكثر اهتماما بالأفكار والمثاليات ، وأقل اهتماما بالأشياء ) .

وذات المفهوم تحدث به جون هوكس عام 1965 م حينما قال : ( إن أشد أعداء السرد الحقيقيين الحكبة والشخصية والزمان والمكان والموضوع ، وحينما نبتعد عن هذه الطرق المعروفة والمألوفة للجميع ، فلن يتبقى سوى الرؤية الكلية في التركيب الروائي ، وهذا ماجعل كل اهتمامي ككاتب هو الترابط الأسلوبي والترابط النفسي للعمل السردي ) .

وحينما قرأت مجموعة ( كائنات هاجسية ) لكاتبها الفني التشكيلي والروائي / أمين الصيرفي ، فوجئت بأنني أمام مجموعة قصصية على غير مثال سابق ، أكدت لي هذه المجموعة أن الفن في حالته الخيالية أصدق من الحياة في حالتها الواقعية ، فيجب عليّ أن أؤمن بالفن أكثر من إيماني بالحياة ، حيث إن الشخصيات الفنية شخصيات ذات قيم ومباديء أكثر من الشخصيات الواقعية ، فمن اقترف ذنبا في السرد اعترف بالذنب وتقبل العقوبة ، ومن التزم حسن الخلق ارتقى بين أفراد السرد ، فلايفلت مذنب من عقوبة ، ولا يترك محسن من رفعة يستحقها .

فاعتمدت المجموعة على جمع الدلالات حول الموضوع ، دون أن يتحدث السارد في الموضوع ذاته ، هو يصنع خيالا وأحداثا تنبه المجتمع لما فيه من مميزات أو عيوب ، مستخدما لغة هي أقرب لقصيدة النثر منها إلى لغة السرد ، فهو ينتقل بين الذاتي والموضوعي بحرفية شديدة غير مسبوقة ولا مطروقة ، حينما يرى أن الذاتي سيكرر البدء من ذات النقطة ينطلق إلى الموضوعي ، حينما يرى أن الموضوعي لايتوائم مع رؤيته السردية يعود للذاتي ، هو سارد شاعر ، وشاعر سارد ، يعنيه أثر الكلمة لا معناها ، ويعنيه موسيقى الحروف ودلالتها ، ويعنيه أن يكون الأسلوب اللغوي في السرد مؤثرا نفسيا على قارئه ، أكثر من أن يكون تفسيرا للحياة ، فالكاتب سئم الشرح والتحليل والاختصار ، وأصبح يبحث عن معجم عربي يضيف للعربية جديدا في فهم الكلمات ، يعطي للنص السردي رؤية درامية ، وليست الدراما في المجموعة عبارة عن صراع كما هو تعريف الدراما المختصر جدا ، ولكنه يصنع دراما من نوع جديد ، نعم هي دراما عالمية وليست دراما عربية محدودة ، فالكاتب لم يكتب متأثرا بمن سبقوه ، رغم أنه قرأ لهم بالتأكيد ، لكنه اختار طريقا مختلفا للغاية ، وهو فكر لا يأتي سوى من عبقري ، فهو يحدث الصراع بين ماهو في النص السردي وماهو في الواقع بإشارة شبه لطيفة ، تبدو في كلمة واحدة أو كلمتين على الأكثر ، فيظهر الصراع جليا بين ماهو مسرود في النصوص وبين ماهو كائن في الواقع ، فاتخذ الصراع مساحة كبيرة ، تستطيع من خلالها أن تعلن أن هذا أحد علماء النفس المجددين في علم النفس اللغوي إن صح التعبير ، فلم أعرف كاتبا عربيا فعل مافعله أمين الصيرفي أن يضع المشكلة بين نصه الجديد والواقع القائم القديم أو الحديث ،

ولذا فالقصص فيه أحداث لكنها ليست من الواقع ، فحينما يرسم الحصان العربي رمز النصر والعزة والخير والجمال ، يرسمه على شكل ماعز مقطوعة الرأس ، هو يقارن بين زمنين ( قديم وجديد ) ويقارن بين فعلين ( سردي وواقعي ) ، من هنا يحدث الصراع في سيرورة السرد الصيرفي .

هو يحرر المستعبد ، ويراقب تصرف الأشياء ، بل يشعر بإنسانية الجمادات ، فهو يرى الصورة الفنية المرسومة مصلوبة على الحيطان ، فهذه الصورة بها خطوط راسمها ووقته ومكانه وحركته وروحه ، ليست هذه الصورة لاتشعر بهذه المهانة التي وضعتموها فيها ، بل هي تشعر بها جيدا ربما أكثر من شعوركم أنتم ، لأنه إنسان تشكيلي أو تشكيلي إنسان في رتبة فنان .

من هنا جاءت كلماته مرسومة بريشة فنان ، لاتخلو الألوان في تمايزها من لوحة ، ولا في تحركها من نهر السرد المنطلق في جميع القصص القصيرة ، هو غالبا يراقب حركة الألوان ، في الطبيعة وفي اللوحات وفي الشوارع وفي عقل المتلقي ، ولذا فلاعجب حينما يفرد لوحات نفسية تتحدث عن الألوان يبدأها باللون الأبيض ويختتمها باللون الأسود ، وبين الأبيض والأسود تجلس ألوان عديدة ، ولكل لون مميزاته الفريدة التي لايشترك فيها مع غيره .

اثنتا عشرة قصة قصيرة هي عدد شهور السنة للأحرار ، وتسع لوحات هي عدد شهور العام للمقيدة حريتهم ، وسبعة ألوان هي عدد أيام الأسبوع ، فاللون عند أمين الصيرفي عبارة عن زمن متحرك ، أين يتحرك هذا الزمن ، لاشك أنه في مكان ما ، لكن لايعنيه أين المكان ؟ بل تعنيه الألوان وزمنيتها وحركتها وتأثيرها على المتلقي من خلال لغة جديدة ، يفتح بها أمين الصيرفي أبوابا كانت مغلقة أمام السرد العربي ، ليخبر الروائيين العرب أن التجديد قد حدث بالفعل وعليكم الدخول في مسابقة التجديد والتطور ، لأن التجديد والتطور يعني الحياة ذاتها .

33

هذه ليست مجموعة قصصية ولوحات فنية ، لكن هذه مجموعة دعوات من الكاتب / أمين الصيرفي للتجديد والابتكار .

وفى نهاية اللقاء كرم الملتقى الكاتب أمين الصيرفى ،والناقد الدكتور رمضان الحضرى،والكاتبه هبه بندارى ،و الدكتور حسام عقل والاعلامى السعودى على العريفى وبعض كبار الشعراء والكتاب .

35

حضر اللقاء الإعلامى السعودى القدير على العريفى ، والشاعر المتألق ياسر قطامش والمخرج احمد فؤاد درويش و قدم اللقاء الشاعر الكبير بيومى أبو جبل والشاعره الإعلامية رنيا خليل .

وبحضور باقه متنوعه عمالقة الأدب والشعر فى ملتقى الفن والادب العربى.

تحت رعاية رئيس مجلس الأدارة الدكتورة الأستشاري السفيرة/سحر كرم محسن _الأمين العام للصحة بحزب مصر القومي على مستوى الجمهورية وسفيرة النوايا الحسنة بالحزب.

34

مؤسس الملتقى الشاعر الأردني الكبير عز الدين الحياري.

أعضاء مجلس ادارة الملتقى

الرئيس الفخري ورئيس لجنة التوثيق الإلكتروني

الكاتب و الشاعر/ احمد عامر

الأمين العام للملتقى وريس اللجنة الموسيقية والفنية

المهندس والموسيقار هاني نديم

المستشار الثقافي . الباحث والشاعر حاتم شلتوت

المدير التنفيذي الشاعر الكبير بيومي ابو جبل

المدير الثقافي الشاعرة والاعلامية رانيا خليل

المستشار الاعلامي ايمي الحملي

المنسق الاعلامي منال موسى .

شكرا للتعليق على الموضوع