محسن عقيلان يكتب : الامارات والهرولة الى دمشق

الامارات تعلن الخميس عودة العمل رسيما في سفارتها  بدمشق وهذه خطوة مفاجئة  للبعض لكننا لم نستغرب تلك الخطوة لاننا في المقالة السابقة قلنا ان زيارة الرئيس البشير تنقل رسالة مهمة من دول الخليج وهي خطوة ليست فردية لانها سوف تجذب بقية الحلف لكن ما الذي يدفع الامارات بدون سابق انذار بالهرولة تجاه سوريا وما علاقة هذه الخطوة بزيارة الرئيس البشير وكيف نربطها بالانسحاب الامريكي من سوريا وهل هذه الخطوة حقا ضد ايران ام  تركيا وكيف سيستفيد منها الاسد ومن هي الدول الراعية لعودة العلاقة معه وما صحة التبرير الاماراتى انها  لمنع بشار من الارتماء في احضان ايران كما فعلت العراق  وهل هى مجرد  لعب على التناقضات بحيث يتم زيادة الاطراف المعادية لتركيا  وهل صحيح عما قريب سنرى محمد بن زايد  في ضيافة بشار .

  اولا نبدأ بالتبرير الاماراتى على لسان الدكتور عبدالله عبد الخالق استاذ العلوم السياسية بسؤاله عن الخطوة  المفاجئة هذه بعد تخليها سابقا عن بشار يؤكد ان التعامل مع الامر الواقع والمستجدات من اساسيات العمل السياسي وهذا يدل على ان الامارات تعمل باستقلالية وبعيدة عن واشنطن ، هل هذا الكلام صحيح ؟

وماذا لو كانت ترمى لاخذ الضوء الاخضر من بشار لدعم الاكراد والتقرب من  دمشق للضغط على تركيا لتخفيف الضغط عن حليفها محمد بن سلمان لكن باى تفسير كان ذلك لا يلغى.

 ان هناك اعتراف عربي بان المعركة انتهت لصالح بشار بدا بزيارة البشير مرورا بدعوة  البرلمان العربي  هذا الشهر الى استعادة سوريا مقعدها في جامعة الدول العربية و تصريح  ابو الغيط   ان قرار تجميد عضوية سوريا كان متسرعا ومن قبلهم الجزائر لم تقطع علاقاتها  بدمشق و تعمل جاهدة الان لدعوة سوريا لحضور القمة العربية في تونس و البحرين اعلنت استمرار العمل لسفارتها في دمشق ورحلات الطيران والرحلات الجوية قائمة بدون انقطاع و اخرهم الوفد الاماراتي المكون من رجال الاعمال وصل  دمشق منذ 4 ايام.

اذن ما الذى يمنع الامارات من العودة  لسوريا هذه المرة من البوابة الرسمية ليبقى  لها مكان فى الجغرافيا  السورية والان لنرتب افكارنا على شكل اهداف اماراتية وهى :

1- الاقتراب خطوة من دمشق لزيادة اعداء قطر

2- محاولة افشال مخططات  قطر في سوريا بسبب اتهامها بدعم الجماعات المتطرفة

3- التطبيع  مع دمشق في محاولة لملئ الفراغ الحاصل بعد الانسحاب الامريكي من سوريا وهذا يعني ان السعودية  تسير على نفس خطى التطبيع

4- تهدف لارضاء ايران لانجاح مفاوضات الفرقاء في حرب اليمن

5- اثباتها ان سياساتها مستقلة عن امريكا

6- الضغط على تركيا لتخفيف الضغط عن حليفها محمد بن سلمان بسبب قضية خاشقجي

بعض الاصوات تقول انها لابعاد بشار عن ايران والعكس صحيح فهي خطوة تدعم وجود ايران لان الوقوف بجانب بشار المدعوم من ايران عسكريا و اقتصاديا يعنى انه تمكين ايران و ليس العكس وخطوة الامارات هذه ما هى الا اعتذار ضمنى عن تدخلاتها فى سوريا وهناك اهداف بعيدة   تريد الامارات  من ورائها ان تحجز لها مقعد مع الاطراف الفاعلة  فى سوريا لتكون لها بصمة فى اعادة اعمار سوريا وصياغة الدستور الجديد والاهم من كل ذلك انها ستطرح نفسها كوسيط غير معلن فى وقت لاحق بين سوريا واسرائيل لان صفقة القرن ذات شقين الشق الاول فلسطينى وكان المكلف به الامير محمد بن سلمان والشق الاقليمى يبدأ من سوريا ويبدو ان المكلف به الامير محمد بن زايد وبكرة حيدوب الثلج ويظهر المرج

الكاتب : باحث فى العلاقات الدولية

اقرأ للكاتب

محسن عقيلان يكتب: الانسحاب الامريكي من سوريا… مناورة سياسية ام هيكلية امنية

شكرا للتعليق على الموضوع