مجدى قاعود يكتب : القاهرة – الرياض .. تحيا حياة البدو ( 2 )
استكمالا لما بداناه العدد السابق من التجارب التى عشتها بمدينة الرياض منذ اكثر من عشرين عام، ومقارنتها بما نحياه فى قاهرة المعز.
فى اثناء احداث الخليج وفى العام 1990م، انتشرت فى الرياض دوريات امنية لم نشهدها من قبل، وكمائن ثابتة تراقب حركة السير، واثناء مرورنا فى شارع من اهم شوارع الرياض برفقة رجل دولة بالمملكة، استوقفنا كمين ثابت، وجاء الينا جندى من جنود الكمين، فتح قائد السيارة زجاج سيارتة المرسيدس، فاذا بالجندى يقدم له التحية العسكرية، رغم ارتدائه الجلباب الابيض، ويقول له، تمام يا أبو عبدالله، تسمحلى برخص القيادة والسير، وبكل امتنان قدم قائد السيارة رخصتيه للجندى، الذى فحصهما واعادهما اليه، مع ابتسامه وقول اتفضل.
كنت فى غايه التعجب ! فلم اتعود ذلك فى قاهرة المعز، وجهت حديثى لقائد السيارة وبسخرية.
ايه الفيلم الهندى الى حصل ده ؟!، الجندى يعرفك عز المعرفة رغم ارتداءك الجلباب، ادى لك التحية، ناداك بكنيتك، دليل معرفته التامه بشخصك.
استعجب صديقى من سخريتى، وقال انه يؤدى عمله، فسالته، وهل كان سيخالفك ان لم تقدم له رخصك ؟، اجاب نعم، هذا هو القانون.
القانون ياسادة يسرى على الكبير والصغير، وعلى قدر سعادتى بما شاهدته بالرياض، على قدر حزنى لما يحدث من انهاك صارخ للقانون، من الكبار قبل الصغار.
تحية لصديقى العزيز الذى رغم مكانته فى ذلك الحين، احترم القانون، انه محمد صالح الغامدى، رئيس المباحث الجنائية على مستوى المملكة السعودية حينها.
نعم … تحيا حياة البدو
اقرأ للكاتب :
القاهرة – الرياض .. تحيا حياة البدو