رضا عبدالسلام يكتب : لوجه الله والوطن “من القلب للرئيس السيسي”

أتابع ويتابع معي عشاق هذا الوطن مسلسل اعادة استنساخ الحزب الوطني في كافة محافظات مصر…نعم.

وهنا لي كلمة من القلب، أوجهها فقط للشرفاء والطامحين، الذين يطمعون في دخول العمل العام من خلال تلك الكيانات، وأقول “فتش جيدا في محافظتك عن الرأس والممول وستفجع بالحقيقة.

للاسف هي ذات الوجوه التي أفسدت الماضي، وهي ذات الوجوه التي كونت الثروات في العهد البائد…الا من رحم ربي طبعا (استثناءات قليلة جدا)…

ياترى: هل هؤلاء ينفقون محبة في المطحونة مصر وفِي المطحون شعبها؟! من سيكون بيده القرار داخل تلك الكيانات الجديدة القديمة…أنت أم صاحب المحل؟!

اذا اقول لك وبقناعة تامة، مثلما كان دكتور مثل حسام بدراوي – مثلا- واجهة علمية للحزب الوطني، ومثلما استخدم حزب الحرية والعدالة (الإخواني) وجوه علمية في الصدارة لتجميل صورة قبيحة، فان اللهو الخفي الجديد يستخدمك أيضا ليجمل صورة قميئة، ومشهد متكرر منذ عشرات السنين.

للأسف، لا أحد يتعلم، الأساليب العتيقة هي ذات الأساليب، استخدمها الحزب الوطني، واستخدمها حزب الحرية والعدالة ويستخدمها حاليا الحزب الوطني الجديد “القديم”.

الكرتونة والزيت والسكر والبطاطين، مشهد متكرر مع الغلابة والمطحونين:

فعلها الحزب الوطني، وفعلها تجار الدين في الحرية والعدالة ويفعلها – وبذات المشهد المخجل والمهين- الحزب الوطني الجديد،للأسف أدوات قديمة جدا جدا جدا، وان نجحت في الماضي في الضحك على الغلابة والسذج فإنها لم تعد تنطلي على جيل الإنترنت والكمبيوتر، بل وعلى الفلاح في الغيط، الزمن اختلف!

ولهذا ليس غريبا أن يكون تجار وأرزقية تلك الاكشاك المصنعة في وادي مع جيلهم الذي يعتقد دائما أنه على صواب ولا بخطيء!!! والملايين من أبناء جيل الألفية الجديدة والكمبيوتر والإنترنت في وادي آخر…للأسف حقيقة لا يدركها غير العقلاء.

في تقديري المتواضع، هذا المشهد السياسي العبثي والمخجل لا يتناسب مطلقا مع ما يجري على الارض من إنجازات على يد الرئيس تحديدا…وهذا كلام من القلب ولوجه الله والوطن.

فأنا وأمثالي لسنا جاحدين، رغم ما نراه من سلبيات لم نتوقف عن نقدها ولن نتوقف، الا أننا لا نرى الصورة سوداء اقتصاديا كما يروج لها أصحاب المصالح من اخوان وغيرهم، فكل يبكي على ليلاه…وليس على مصر ومطحونيها.

ولكن المشهد السياسي والإعلامي الميت المحبط يقتل ويشوه كل إنجاز، نعم.

لن افكر في إنجازات الرئيس (وخاصة جيل الشباب) وانا أرى الوجوه التي أفسدت الماضي هي التي تنظر للمستقبل السياسي لمصر؟!

كيف انظر للإنجازات في الطرق والمرافق …الخ، وأن أرى الوجوه الاعلامية العبثية التي شاركت في جريمة هدم مصر هي نفسها التي تدعو المصريين للأمل وهي التي تتصدر المشهد؟!

كيف أحلم وأنا أرى طبال كل العصور يتحدث عن شكل الحكومة المستقبلي، ومن يذهب ومن يبقى!! وكأنه داخل المطبخ؟!

ألم يطبل لنظام مبارك؟! ألم يطبل للإخوان ويتحدث عن جسارتهم وجسارة شبابهم ووقف خلفهم في مشاهد ستبقى أبد الدهر؟! كيف له أن يتحدث عن المستقبل ويتصدر المشهد السياسي؟! كيف للملايين أن بقبلوا بأي إنجاز؟!!

وعليه، في تقديري المتواضع، إنجازات الرئيس على صعيد استعادة الوطن وتشييد بنية أساسية عصرية ومرافق…الخ، يلزمها مناخ سياسي ديمقراطي يحتوي الملايين، ومشهد إعلامي جاذب غير طارد…والا فسيكون الحوار حوار طرشان.

لابد أن تعلن مؤسسات الدولة قاطبة تبرؤها من المتطفلين العائدين من ماضي لفظناه وأسقطناه…

ألم يفسد هؤلاء حياتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية؟ ألم يشارك هؤلاء بشكل أو بأخر في جريمة هدم التعليم والصحة والوطن وتزييف إرادة المصريين لعقود؟!

وبناء عليه، لو كنت مكان الرئيس، وأنا أجاهد لبناء وطن من الصفر بعد أن دمره نظام فاسد برجال فاسدين (عادوا الآن وتصدروا المشهد)، ونجحت مثل هذه النجاحات المبهرة في فترة وجيزة، فمن حقي أن تكون الصورة جميلة فهذا حقي كرئيس، وأن احتوي الجميع، وخاصة مستقبل مصر وهم الشباب وبالملايين!! ولا أتركهم للمتربصين في الداخل والخارج.

لو كنت مكان الرئيس لأعليت من دولة القانون والدستور، ولقلبت الطاولة في وجه جميع خفافيش الظلام، سواء من الاخوان أو ممن دمروا مصر خلال العقود الغابرة.

فالإخوان الذين يحاولون الظهور بمظهر الضحية هم من خطف حلم الملايين في ٢٥ يناير، وهؤلاء الذين دخلوا الجحور بعد ٢٥ يناير “لا خير فيهم” بعد أن هدموا وساعدوا على هدم الوطن لعقود…أين عقولنا؟!

رئيس نجح في استعادة وطن، وفِي إقامة مشروعات عملاقة، ليس عليه فواتير لأحد، لذا يلزمه مشهد إعلامي راقي متنوع يحتوي الجميع، ومشهد سياسي محترم متنوع وعظيم بعظمة الإنجازات الاقتصادية لنضمن استدامة هذا النجاح…وفِي نفس الوقت نستمع إلى الرأي والرأي الآخر طالما كان الوطن هو الهدف.

الرئيس في حاجة الى نخبة سياسية واقتصادية حقيقية، تحيط به من كافة التيارات المدنية، التي تتفق او تختلف من أجل الوطن “وفقط”.

أعلم جيدا بأنني أتحدث في أمر صعب وشائك ومعقد، ولكن بالقطع مصلحة الوطن أولا ومصلحة الرئيس ودخوله التاريخ من أوسع أبوابه يلزمه مشهد سياسي مختلف تماما عما نراه من مشهد خانق ومحبط يرتب الآن،

مصر في أمس الحاجة إلى مشهد لائق يتولى السيد الرئيس بنفسه رعايته وحمايته، وسيكون هذا إنجاز غير مسبوق للرئيس السيسي، لم يسبقه إليه أي رئيس مصري من قبل، فما الذي ينقص الرئيس ليدخل التاريخ بخطوة كهذه؟!

لو فعل الرئيس هذا بالقطع سيلتف حوله جموع المصريين، وسيعود الملايين من الشباب الى حضن الوطن بعد أن خطفهم الإحباط، من خلال احزاب حقيقية نظيفة، تتنافس تنافس شريف من اجل الوطن، بتحقيق هذا الحلم سيرد الله كيد الكائدين في نحورهم، ممن يعتقدون أن عجلة الزمن يمكن أن تعود للوراء، سواء من الاخوان أو من لصوص الحزب الوطني…

حفظ الله مصر، ووفق الرئيس إلى صائب القول والعمل من أجل مصر…دمتم بألف خير.

ا.د رضا عبدالسلام : محافظ الشرقية الأسبق وأستاذ ووكيل كلية الحقوق جامعة المنصورة

اقرأ للكاتب

رضا عبد السلام يكتب : إلغاء الجمارك على السيارات الأوروبية…لمصلحة من؟!!

شكرا للتعليق على الموضوع