رضا عبدالسلام يكتب : بدل “خليها تعنس”!! و “خليك جنب أمك”! نقول “خليها تنضف”!!
أنا على يقين تام بأن إبليس أغلق كل فروعه، وأخد عياله وطفش، هج من أم العالم العربي كله…راح لشعوب أخرى يفسدها، لأنه استشعر انه أمام شياطين الإنس وسط الشعوب العربية زي “تلميذ في كي جى وان”، أي والله كده.
يعني لما الشعب المطحون لأول مرة ياخد موقف، ويكون له دور إيجابي (وعي)، ويقف في موقف الفاعل “لا المفعول به”، بسرعة يخرج علينا البعض، وعن عدم وعي، او انسياقا وراء اللهو الخفي، ويعلنوا عن حملات زي “خليها تعنس”، وبالتالي يبدأ الناس ينشغلوا عن الموضوع الأساسي وهيه حملة “خليها تصدي”.
وبالتالي ننشغل بالهيافات، وتسود حالة من تثبيط الهمم، وتفقد حملة”خليها تصدي” رونقها وسمو رسالتها، فيعود الناس سريعا لشراء السيارات، وتبقى يا دار ما دخلك شر، ونرجع تاني نقعد على مقعد “المفعول به” والجزمة في بقنا!! مش كده ولا أيه؟!!!
الحقيقة المرة، والتي أكتب عنها منذ عشرون عاما، أن مصر سوق احتكاري بامتياز، وأن خير مصر في كروش “قلة” من المحتكرين الجبارين الذين لم يراعوا في هذا البلد إلا ولا ذمة. ولهذا أسميتها منذ عشرون عاما “جمهورية العزب”
نعم…فالأسواق التالية (وهي مجرد أمثلة فقط) هي أسواق يهيمن عليها حيتان، نهبوا مصر وشعب مصر، وهؤلاء تلزمهم حملات أكثر حدة من حملة خليها تصدي، وممكن نسميها حملة “خليها تنضف”، ومن أمثال هؤلاء محتكري:
استيراد السيارات طبعا.
قطع غيار السيارات والآلات والمعدات.
القمح وغيره من الحبوب كالذرة الصفراء وأعلاف الأسماك…الخ.
المعدات الثقيلة من لوادر وأوناش.
مستورد التوك توك.
مستوردي الأخشاب التي تقوم عليها صناعة الأثاث في مصر.
مستوردي الأعلاف بمختلف أنواعها.
مستوردي خامات ومدخلات الحديد وغيره من المعادن.
شركات النهب العقاري، المنتشرة والمعروفة بالاسم في كافة محافظات مصر، والتي أشعلت مصر فوق رؤوس المصريين فاحتكرت الأراضي وسودت عيشتنا.
مستوردي اللحوم المجمدة والحية والدواجن…الخ.
مستوردي مستلزمات البناء التي يعتمد عليها قطاع المقاولات.
مستوردي الزيوت والفول وغيرهما من المنتجات الغذائية الاساسية.
كل هؤلاء -وغيرهم- أمنوا العقاب، فأساؤا الأدب مع مصر وشعبها…هؤلاء وغيرهم سهل جدا ان تتعرف عليهم من شكل ملبسهم وسلوكياتهم وأماكن إقامتهم وسياراتهم، هؤلاء يخرجون ألسنتهم لمصر وشعبها، لأنهم يعرفون جيدا من أين تؤكل الكتف…اعتادوا على أننا شعب يتكلم اكثر مما يفعل!! آخرنا كلام!!
مؤكد أن هؤلاء، وعلى مدار عقود غابرة، وجدوا من ساندهم وأعانهم وسهل لهم، واسترزق على حسهم وفِي مختلف المؤسسات، وربنا ما يجيب خلافات.
هؤلاء هم الدائرة الشيطانية التي تخدم بعضها بعضا، وتنعم بخير مصر، بل هؤلاء يستخدمون الملايين من المطحونين من شعبنا كأدوات في إمبراطورياتهم العامرة لتدوم لهم الهيمنة ونهب خيرها.
اذا…دعونا نتفق على أن التركة ثقيلة جدا جدا…ومن منطلق ما نراه من جهود مبشرة في وطننا من محاربة فساد واسترداد أراضي من اللصوص، كتبنا وسنواصل الكتابة، لابد وان تعود مصر للمصريين، خير مصر لو توزع بشكل عادل لن يبقى في المحروسة محتاج!!
هناك جانب آخر إيجابي ومهم من تلك الحملات، “ألم تسمعوا عن انخفاض الدولار اليومين دول؟!”
ده في الأساس بسبب حملة خليها تصدي ياباشا…تخيل معي لو تماسك الشعب لمدة ٦ اشهر أخرى قادمة، ووسعنا الحملة لتشمل المشار اليهم أعلاه وغيرهم، عندها سنرى النعمة، وسينكشف المرجفون في بر مصر…
وبالتالي أدعو كل عاقل ومن لديه ذرة انتماء للتوقف عن الحملات الهايفة، زي خليها تعنس، لان اللي هاتعنس دي اختي وأختك وبنتي وبنتك، وان شاء الله ليها حل، ونركز على الهدف…خليها تنضف، وفِي نفس الوقت نشتغل وننتج زي باقي خلق الله.
ولو نجحت حملة خليها تنضف من اللصوص والمحتكرين اللي بالعينها في كروشهم، ساعتها الأسعار هاتدى، وساعتها ياباشا لاهيه هاتعنس، ولا انته هاتخليك جنب أمك…وصلت؟! ممكن تكون فاعل لا مفعول به؟! تحياتي
ا.د رضا عبدالسلام : محافظ الشرقية الأسبق وأستاذ ووكيل كلية الحقوق جامعة المنصورة
اقرأ للكاتب
رضا عبدالسلام يكتب : لوجه الله والوطن “من القلب للرئيس السيسي”
