أبوعوف وفاطيما..قصة 3 وردات حمراء

أشهر قصص الحب بين المشاهير..يرويها محمد رفعت

من كتاب : اقاصيص العشق

«حسيت إن أنا فرحان، وحياة ديني، قولت ما هو يمكن أموت، الموت على رقاب الجميع، مافيهوش هزار.. كنت فرحان أوي إني هقابلها.. جدًا، ومبسوط جدًا.. مبسوط، كنت مبسوط إن أنا ممكن أموت وأقابلها.. آدي حكايتي مع فاطيما».

بتلك الكلمات وصف الفنان عزت أبو عوف، لحظة دخوله غُرفة العمليات لإجراء عملية القلب المفتوح ، وربما كانت تلك الكلمات المعدودة كافية لتلخيص قصة حبه لزوجته المتوفية، لدرجة أن يشعر بكل تلك السعادة لأنه يمكن أن يموت ويقابلها.

في صيف 2012، وأثناء تواجُد عزت أبو عوف في أحد الإستوديوهات، لتصوير مُسلسله «الصفعة»، جاءته صفعة أخرى قلبت حياته رأسا على عقب، وهي وفاة زوجته «فاطيما»، الخبر الذي تسبب في زلزلزة كيانه كله ، واحدث في جسده فجوة تسلسل منها الحزن والمرض إلى قلبه، فبعد وفاتها، أصاب المرض «أبو عوف»، ورغم تردده على أطباء كبار في دولٍ عديدة، إلا انه لم يجد تفسيرًا واضحًا لحالته وهو طبيب أيضًا، وكان التشخيص الوحيد للجميع، أنها حالة نفسيّة من الحُزن أثّرت على الجسد.

حكي “عزت” عن صورة تجمعه بزوجته فاطيما، يحبها هي بالذات، لأنها تُذكره بتفاصيل التقاطها، يحكي أنها كانت في عام 1976 بعد زواجهما بعامٍ واحد، وكانا قد أنجبا طفلهما الأول كمال، وكانت تلك رحلة إلى عزبة عائلة زوجته بالفيوم حيث التُقطت الصورة، وكيف كانا سعداء في ذلك اليوم، وبمجرد أن ينظر لتلك الصورة حتى تتزاحم التفاصيل إلى عقله، ويتذكر كيف كانت تلك العلاقة بينه وفاطيما زوجته، العلاقة التي يصفها بأنها «نادرة أوي، ما أعتقدش إن كان منها كتير، ولا هيبقى منها كتير، ولا كان منها كتير».

5

تولى الفنان عزت أبو عوف رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي خلال 5 دورات من عمر المهرجان ، كانت آخرها الدورة رقم 35 في عام 2012، أي بعد شهورٍ قلائل من وفاة حبيبته «فاطيما»، التي كانت تحضر المهرجان كُل عامٍ في مقعدها بالصفوف الأولى، منذ أن رأسه زوجها، لكنه في ذاك العام، صعد المسرح هزيلا ضعيفا من فرط حزنه عليها، وألقى نظرةً هُناك، فلم يجدها، أين فاطيما؟، كادت دموعه أن تترك موطنها من عينيه المغرورقتين، وتخرج لتبحث عنها، لكنه لملمها سريعًا، لتدارك الموقف، وزاد على ذلك إحساسه بالرجوع مرة أخرى للمهرجان بعد فترة الحزن التي ظن أنها لن تُمكنه من ذلك، وهذا ما قاله للجمهور في تلك اللحظة، وهو يستجمع شتات دموعه.

والمُتابع الجيد لعزت أبو عوف بعد وفاة زوجته، يلاحظ أنه لم يخلع خاتم زواجه من يده أبدًا، كما سيكتشف تلك السلسلة التي يرتديها عزت دائمًا، يُعلق فيها خاتم زوجته «فاطيما»، ليشعر بونس روحها، بهذا الذهب الذي لامس إصبعها لمدة 40 عاما.

وفي أحد لقاءاته التليفزيونية مع مفيد فوزي، كشف عزت أبو عوف، عن عادة يومية بينه وزوجته، فهي كانت تعشق الورد الأحمر، وكان هو يحضر لها كُل يومٍ وردة حمراء، واستمر على هذا طوال فترة زواجهما، لكن المفاجأة أن عزت استمر على تلك العادة حتى بعد مماتها، فهو يحضر وردة حمراء كُل يوم، يضعها جواره على وسادته وينام، آملًا أن تصل لروح «فاطيما» إن مرت عليه ليلًا لتهدْهده.

ولم يكتفِ «أبو عوف» بهذا، لكنه ملأ حديقة منزله بالورود الحمراء، ليقطف منها يوميًا، بل أنه زرع أمام صورة زوجته التي تحتل مكانًا من مدخل البيت، 3 ورداتٍ حُمر، واحدة منه، أخرى من ابنه كمال، وثالثه من مريم ابنته.

6

وبعد ثلاث سنوات قضاها عزت أبو عوف وحيدا بعد وفاة زوجته فاطيما، جاءت المفاجأة وهي إعلانه الزواج من مديرة أعماله، أميرة، وأوضح أبو عوف أن زوجته الجديدة تعلم بكافة عيوبه، وهو الأمر الذي ينطبق عليه أيضا بشأنها، فلم يجد أفضل منها ليرتبط بها، خاصة وأن علاقة عمل ربطتهما واستمرت لأكثر من 18 عاما.

وأشار أبو عوف إلى أن تفكيره في أميرة يعود إلى أنه أراد أن يكمل معها ما تبقى له من عمره، مؤكدا أنه لو ظل وحيدا لم يكن ليستطيع أن يكمل حياته.

وأكد أبو عوف، الذي أجرى جراحة خطيرة في القلب، أنه لا توجد أي غيرة في حياته الجديدة، وأن أميرة لا تشعر بالغيرة على الإطلاق من زوجته الراحلة فاطيما، ولا تتحدث عن صوره معها التي يضعها بكثرة في منزله.

وعند سؤاله عما كان سيكون رأي زوجته الراحلة في زواجه الجديد، فأجاب أبو عوف أن فاطيما لم تكن تترك فرصة تساعده فيها إلا وساعدته، وكان العطاء هو اسم العلاقة بينه وبين فاطيما، التي كانت من الممكن أن تمنحه جزءا من قلبها، حسب قوله.

الكاتب الصحفى محمد رفعت
الكاتب الصحفى محمد رفعت

اقرأ للكاتب

وردة وبليغ..الثنائي العاشق

شكرا للتعليق على الموضوع