أسامة الأزهري أمام ملك الأردن: الإمام «السيوطي» شخصية مصرية موسوعية سابقة لزمنها
الاردن – التلغراف : حضر الدكتور أسامة الأزهري – مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية، ومستشار مؤسسة آل البيت الملكية بالأردن- مراسم وتوقيع الملك عبدالله الثاني ملك الأردن في قصر الحسينية بالديوان الملكي الهاشمي، إنشاء “وقفية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الكرسي المكتمل لدراسة فكر الإمام السيوطي في المسجد الحسيني الكبير”.
وفي كلمته أمام ملك الأردن، قال الأزهري، إن الإمام السيوطي، رحمه الله، يمثل ظاهرة مبهرة في تاريخنا العلمي المجيد، حيث سطعت شمسه في أرض الكنانة بمصر في أواخر القرن التاسع الهجري وأوائل القرن العاشر، فشكل مدارا للعلوم، دار في فلكه الباحثون والعلماء على مدى خمسة قرون.
وأوضح أن الإمام السيوطي رغم أنه لم يكمل الـ 60 من العمر، إلا أنه ترك لنا تراثا يزيد على ألف مؤلف من تأليفه، شكلت مرجعا لدارسي الماجستير والدكتوراه في مختلف الكليات الشرعية، وللباحثين في أقسام الدراسات الإسلامية في العالم، في الحديث والتفسير وعلوم اللغة والفقه وغير ذلك من العلوم.
وأضاف مستشار رئيس الجمهورية، أن الأمام السيوطي كان دائرة معارف متكاملة، حيث ترك لنا مؤلفات في قضية التجديد وأهم المجددين عبر تاريخنا الإسلامي مثل كتاب (تحفة المهتدين في اخبار المجددين)، ومؤلفات في الاجتهاد الفقهي الذي يحل كثيرا من أزماتنا المعاصرة مثل كتابه (الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض)، ومؤلفات في حماية الآثار تفيدنا اليوم ضد تيارات التطرّف التي تدمر الآثار القديمة مثل كتابه (تحفة الكرام، في خبر الأهرام)، ومؤلفات في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية مثل كتابه (الجهر بمنع البروز والتعدي على النهر)، مما يدل على أنه كان سابقا لزمانه وترك لنا تراثا يفيدنا اليوم.
وأعرب عن تقديره لجلالة الملك عبدالله على رعايته الكريمة لهذه الفكرة، وعن أمله في أن يحقق هذا المشروع التوفيق وأن يعود بالفائدة على الأردن والبشرية والإنسانية كلها بالعلم والأمان والخير والحضارة.
يأتي ذلك إحياء لسنة الوقف الحضارية ودورها الريادي التعليمي، وبمبادرة من مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، لتسليط الضوء على تراث الإمام السيوطي وفكره ومؤلفاته، ورغبة في إحياء الوقف العلمي.
حضر حفل التوقيع رئيس الديوان الملكي الهاشمي، وقاضي القضاة، ووزير الداخلية، ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية وعدد من المسؤولين، وممثلين عن مؤسسات في القطاع الخاص.
ويضم مجلس “كرسي الوقفية” الذي يرأسه الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري ملك الأردن للشؤون الدينية والثقافية، الأعضاء، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، ورئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، ومفتي عام المملكة الأردنية، ورئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية، وإمام المسجد الحسيني.