مدحت محى الدين يكتب : برواز جميل لصورة مشوهة
هكذا هى حملة 100 مليون صحة برواز جميل لصورة وزارة الصحة المشوهة المتهالكة ودعنى أفسر لك أكثر عزيزى القارىء ، المبادرة والقائمين عليها كانوا أكثر من رائعين وسبق أن وجهت الشكر فى برنامجى التلفزيونى للأستاذ الدكتور / محمد حسانى المدير التنفيذى للحملة ، ونائبه الأستاذ الدكتور / وائل عبدالرازق ولازلت أوجه لهم كل الشكر والإحترام ، فهم وباقى الأعضاء تعبوا فى التجهيزات والتخطيط والتدريب ..إلخ ، ومهمة التنفيذ تركت للمديريات الصحية التابعة لوزارة الصحة والسكان ، ولكن للأسف إحدى المديريات وهى مديرية الشئون الصحية بالجيزة أفسدت التنفيذ ، بالرغم من أن محافظة الجيزة هى أعلى مرحلة من حيث تحقيق المستهدف إلا أن ما وراء الكواليس كان بشعا وملىء بالمخالفات القانونية وتم إيصال هذه المخالفات لمسئولين بوزارة الصحة ولم يحركوا ساكنا واستمرت المخالفات حتى النهاية .
من تلك المخالفات عزيزى القارىء قيام الدكتورة / هناء سرور وكيلة وزارة الصحة بالجيزة بغلق العيادات بالمراكز الصحية التابعة لمديرية الجيزة وإجبار جميع العاملين على العمل بالحملة لمدة شهرين كاملين ، شهرين كاملين عزيزى القارىء والمرضى يتهافتون على المراكز منهم أطفال ومنهم عجائز ولم يجدوا خدمة طبية نهائيا فى المراكز الطبية ، وعندما كانوا يتوجهون للمستشفيات كانوا يجدونها مزدحمة بشدة وتعانى من شدة الضغط ونقص بعدد الأطباء والتمريض بسبب المشاركة فى الحملة ، لذا اضطر المرضى للذهاب للعيادات الخاصة ومنهم من لم يستطع بسبب سوء الحالة المادية فساءت حالته الصحية أكثر !!.
مخالفة أخرى لوكيلة وزارة الصحة بالجيزة وهى تهديد العاملين من أطباء وتمريض وصيادلة بأن من لم يشارك فى الحملة سيتعرض للجزاء والنقل كما قامت بمنع الإجازات ومعظمهم لم يستطع عمل يوم واحد أجازة عارضة بالرغم من أن العارضة وجوبية ، كما أخبرت العاملين بأنهم لن ينالوا مستحقاتهم كاملة فى حالة عدم تحقيق مستهدف 60 شخص فى الفترة الواحدة ، وقالت لهم ” أن السماء واسعة ” وليس على الإدارات الإلتزام بالمناطق التابعة لهم ، فتسببت فى أن الإدارات الصحية تداخلت وقام مديرين الإدارات بوضع فرق فى أماكن غير تابعة لهم حتى خرجوا من محافظة الجيزة ووصل الأمر أن وضعوا فرقهم فى محافظة القاهرة التى سبق وأن تم المسح لها فى الثلاث أشهر الماضية وعمل نقاط ثابتة للمسح فيها .
ولك أن تتخيل عزيزى القارىء ” الشيطنة ” والصراع الذى حدث خلال شهر أبريل الماضى ، فكان المواطن يذهب لمحطة المترو ليجد 4 فرق من 4 إدارات مختلفة يتصارعان من أجل تحقيق المسح لتحقيق المستهدف وهناك فرق حدثت بينهم مشادات ، فهناك فرقتان تشاجرتا فى منطقة بولاق وفرقتان تشاجرا فى أرض اللواء وكل هذه الفرق من إدارات مختلفة ، عندما تم إيصال هذا الأمر للقائمين على حملة 100 مليون صحة قاموا مشكورين بإذاعة بيان بأن مستحقات المشاركين ليس لها أى علاقة بالمستهدف ، وتراجعت وكيلة وزارة الصحة بالجيزة عن تخويفها للعاملين ولكنها لم تتراجع لا عن غلق العيادات ولا عن نشر الفرق بالشوارع وتداخل الإدارات .
مخالفة أخرى للدكتورة هناء وهى أن بعض الإدارات التابعة لها لم تراع نهائيا شروط مكافحة العدوى أثناء الحملة ، أولا مستلزمات مكافحة العدوى لم تكن موجودة نهائيا مع الفرق ، لا كلور ولا كحول لمسح الأسطح ولا صابون سائل ليتمكن مؤدى الخدمة من غسل أيديهم ، ولا مفارش ذات استخدام واحد لوضع العينات عليها وأملك الصور التى تدل على ذلك وفيديوهات مصورة ، إضافة لذلك أن الفرق المتحركة معظمهم لم يخرج بعربيات مجهزة بل خرجوا للشارع وتم المسح للمواطنين على الأرصفة والمقاهى والمطاعم !!!.
نعم عزيزى القارىء فى بعض الإدارات التابعة للجيزة وضعت الفرق بأمر مباشر من المديرين ومن د/ هناء سرور ليسحبوا عينات الدم على نفس الطاولات التى يأكل المواطنين عليها ويشربون ولم يكن معهم كلور لتطهير هذه الطاولات وتركوها تحت تصرف أصحاب المقاهى والمطاعم الغير متخصصين للتعامل مع الإنسكابات الدموية !! .، كما وضعت فرق بمواقف الأتوبيسات دون وجود أى مصدر مياه جارية لغسيل الأيدى بعد عملية التحليل !!.، كل هذه المخالفات عزيزى القارىء من أجل ” الشو الإعلامى ” والصراع من أجل البقاء ونيل رضا الوزيرة وليذهب الطاقم الطبى والمواطنين للجحيم !!.، وأكرر عزيزى القارىء الصور والفيديوهات معى لمن يريد أن يراها ويتأكد بنفسه .
مستشفيات ومراكز عزيزى القارىء تصرخ أجهزتها طالبة الصيانة والوزيرة هالة زايد لا تبالى ، ما زالت المستلزمات الطبية غير متوفرة فى كثير من المنشآت الصحية والوزيرة لا تبالى وتستتر خلف حملة 100 مليون صحة وتهرب فيها من المشاكل الحقيقية التى تحتاج لإنفاق من ميزانية الصحة .
السيدة الوزيرة ، وكلاء الوزارة ، مديرين الإدارات الصحية شئتم أم أبيتم انتهت مدة الحملة العظيمة المشرفة التى بسببها تهربتم من القيام بالعديد من الواجبات لإصلاح التالف بمراكزكم ومنشآتكم الصحية والنهوض بالخدمة الصحية ، انتهى الصراع من أجل ” الشو الإعلامى ” والآن سيرى المواطن الصورة الحقيقية داخل البرواز فماذا ستفعلون ؟؟
اقرأ للكاتب
مدحت محى الدين يكتب : حسنى مبارك لن نخرج فى جنازتك !!