مدحت محى الدين يكتب : حسنى مبارك لن نخرج فى جنازتك !!

” أفتكر لك إيه يا بصلة وكل مرة بدمعة ” هذا هو المثل الذى يحضرنى عندما أتذكر مبارك وفترة حكمه ، نظام مبارك هو نظام حكم كامل لا رحمة فيه ولا إحساس بالبشر ، مبارك هو سبب الإنهيار الذى أصاب كل شىء وتمكن من وجدان هذا البلد ، الفساد المنتشر فى كل قطاعات الدولة ، الغذاء المسرطن الذى تناوله أبناء الشعب المصرى لسنوات ، المحسوبية و” الكوسة ” فى التعيين بالوظائف ، انتشار البطالة ، إنهيار المنظومة الصحية وإنتشار الأمراض ، الفقر ، العشوائيات ، ظهور الجماعات الإرهابية وإهماله لتنمية سيناء مما أدى إلى إنتشار هذه الجماعات بها ، إغراق مصر بالديون ، إفساد الحياة السياسية بمصر وخاصة آخر 10 سنوات من حكمه ، ….إلخ . حتى مصر كتبها كلها بإسمه مثال ” كلية الشرطة ” غيّر إسمها إلى ” أكاديمية مبارك للأمن ” لأن المهم هو أمن سيادته وليس أمن الناس وبعد كل ذلك كان سيورثها لإبنه ” جمال ” فهو الذى زرع التوريث فى كل قطاعات الدولة وحرم البلد من المتفوقين وأصحاب الكفاءة والنبوغ فإلى الآن لا يستطيع ابن عامل النظافة أن يتعين بوظيفة مرموقة مهما كان متفوقاً .

الشعب نسى شكل مبارك فى السنوات الأخيرة من حكمه من كثرة مكوثه فى ” شرم الشيخ ” ، ونواب ” الحزب الوطنى ” اللذين لو ” هرش الرئيس ” يصبح هرش الرئيس حراكاً شعبياً ، وبعض رؤساء مجالس الإدارات اللذين كانوا يتقاضون ثمن التعيينات فى الوظائف ، كانت عقيدة النظام المباركى أن لا يعيّن مسئولاً يستطيع أن يرفع عينه فى رؤسائه بحيث أصبح موظفين مصر فى عهد مبارك ” عبد المأمور ” ونخبتها رخوة منقادة ، ولا نستطيع أن نذكر عهد مبارك دون أن نذكر ” عاطف عبيد ” رئيس الوزراء الراحل الذى قام بخصخصة شركات قطاع الأعمال العام وبيعها وسمى بيع البلد إصلاح إقتصادى وكل ذلك بأوامر مباشرة من سيادة الرئيس ، أصبحنا دولة لا تستطيع تقرير مصيرها دون تدخل أمريكا ، أصبحنا دولة تابعة لا رائدة ، أصبحنا دولة مستهلكة وغير منتجة ، لم تعد مصر ” أم الدنيا ” كما كانت قبل عهد مبارك بل أصبحت دولة تشحذ الإعانات تارة من الولايات المتحدة الأمريكية وتارة من دول الخليج العربى .

مبارك هو من صنع مجتمع ” النصف فى المائة ” بمعنى أن 99.5% لا يملكون شيئاً والباقى وهم النصف فى المائة يملكون كل شىء ، وظل مبارك على سياساته ومساوئه طوال فترة الثلاثين عاماً فكيف لشخص لم يستطع أن يتغير لمدة 30 سنة يمكن أن يُغير وطناً ؟! البعض سيسأل ” ألم يكن لمبارك أى إنجازات طوال فترة حكمه ؟! ” وأرد بأن من إنجازات مبارك أنه فى عام 2009 احتلت ” مصر ” المركز الأول فى الدول العربية بإعتبارها الدولة الأكثر والأشد فساداً فى العالم العربى وفق تقرير منظمة الشفافية الدولية !!!

مبارك أضاع تاريخه العسكرى كقائد للضربة الجوية بحرب أكتوبر 73 والآن يُحاكم مبارك بتهمة التحريض على قتل المتظاهرين ولا يُحاكم على تهمة إفساد الحياة السياسية فى مصر ثلاثين عاماً ، ولا يحاكم على الإرهاب الموجود فى سيناء وهو المسئول عنه ، ولا يحاكم على الأمراض التى أصابت المصريين من تناول أغذيته المسرطنة ، ولا يحاكم على قتله للمصريين فى حوادث القطارات التى حدثت بسبب إهماله وفساد نظامه ، ولا يحاكم على تسببه فى أن معظم الشعب المصرى تحت خط الفقر ، ولا يحاكم على التدهور الذى أصاب مصر بكافة المجالات ، فمحاكمة القرن أشبه ما تكون ” للمسرحيات ” التى لا نفهم لها معنى .

والآن عزيزى القارىء وبعد معاناة هذا الشعب المطحون من جرائر نظام ” مبارك ” وجرائمه لا يسعنى أن أقول لك سوى أن من علامات الصلاح للإنسان هو ” حُسن الخاتمة ” ولذلك العبرة بالخواتيم والله وحده يعلم كيف ستكون خاتمة مبارك ، ولكن لو قدّر الله ـ سبحانه وتعالى ـ أن يموت قبلنا فلن نخرج فى جنازته ، فاللهم يا الله يا رحيم يا حليم يا عظيم أحسن خاتمتنا جميعاً وأرزقنا الجنة بلا حساب أما مبارك فإننا نعلم يا ربنا بأنك عدل تمهل ولا تهمل فاللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا ، اللهم من أراد بنا سوءاً فأهلكه وانتقم لنا يا جبار وعوّضنا خيراً عن ما عانيناه يا أرحم الراحمين .

اقرأ للكاتب 

مدحت محى الدين يكتب : استمرار تخبط أداء وزيرة الصحة

شكرا للتعليق على الموضوع