نانسى فتوح تكتب : الإرادة تكسر المستحيل

لا شيء مستحيل مع العزيمة والإرادة، ولا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات، كثيرا ما نسمع تلك الكلمات دون ادراك لمعناها  ، ولكن عندما تجد من يصنع من اليأس مفتاح ، ومن العزيمة والارادة طريق يصل به لتحقيق امانيه فلابد أن نقف تحية لهؤلاء الأبطال الذين اثبتوا أن لكل عصر معجزاته التي ترسم بحروف من نور طريق لكل الراغبين في سلك طريق المستحيل، لاثبات ان الانسان بمقدوره تحقيق أي شي طالما استند على عاملى الإصرار والعزيمة، مع غض الطرف عن أسباب الفشل، التي ربما تهبط من عزيمته طوال الرحلة.

فالمعاناة والحاجة تخلق الرغبة إلى التميز. ومادعاني لكتابة هذه المقالة هذا التميز الذي وجدته عندما قابلت البطل “محمد الحسيني” أول متحدث رسمي لمنظمة الامم المتحددة من متلازمة داون  صاحب الـ 19 عاماً، أول وأصغر سباح مصري من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي سجل محاولة عبور المانش بين انجلترا وفرنسا واستطاع اجتياز 16 كيلو في7 ساعات متواصلة، بحضور والده المهندس الحسيني الذي كان له الفضل بعد الله بالوقوف بجانب ابنه ودعمه، وذلك في مؤتمر “معا نستطيع” الذي نظمته اللجنة العليا لشؤون الاعاقة بمنظمة unarts الدولية برئاسة رضا عبد العزيز بالتزامن مع احتفال المصريين بذكرى 30 يونيو.

فهؤلاء العظماء الذين حققوا المستحيل وأصبحوا في القمة بدون أن يكون للمعاناة دور في صقل حياتهم ودون أن تكون الحواجز والعراقيل سبب في تربية نفوسهم. لم يعيشوا حياة رغدة كغيرهم من الناس لكنهم استطاعوا بارادتهم ان يمتلكوا كل ما يحلم به من الصعب وأن يصلوا للقمة، فبرأيي من عاش حياة رغيدة وامتلك كل ما يحلم به،من الصعب أن يصل للقمة ويكون عظيما، لأنه افتقد للدافع الذي يجعله يبذل المستحيل ليصل إلى القمة وحتى وإن وصل فأنه لن يتلذذ بطعمها ولن يشعر بنشوتها.

فكما قال احمد شوقي وما نيل المطالب بالتمني * ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، فالعظماء ليس شرطاً أن يكونوا ممن رست سفن التاريخ على موانيء حياتهم ذات يوم .. بل إنني أعتقد جازمة بأن كل إنسان حارب اليأس والفشل وسجل أسطورة نجاحه بكل إرادة وتصميم فإنه حريّ به أن يكون عظيماً حتى وإن كان إنساناً بسيطاً في نظر الآخرين.

فالارادة هي ان تقف وجها لوجه في تحدي اي ظروف والواقع، والضعف، واليأس وطول الطريق، وأن تبدو أكثر اصرارا في التحدي والتقدم والبناء، فصاحب الارادة يصنع من أضعف قدرة لديه أو مهارة قوة جبارة تمكنه من التواصل والوصول الى غايته المنشودة.

فخورة بهذا البطل وكل بطل متميز تكون الارادة هي مفتاح لكل ابواب الأمل لتحقيق النجاح اي كان مجاله.

18

 فالارادة والعزيمة تصنع المعجزات.

اقرأ للكاتبة 

نانسي فتوح تكتب : خواطر “كبرياء امرأة”

شكرا للتعليق على الموضوع